بعد اسكاتلندا، جاء دور كاتالونيا، ومتى الأحواز؟
بعد اسكاتلندا،
جاء دور كاتالونيا، ومتى الأحواز؟
محمود أحمد الأحوازي
اعلن مساء أمس في برشلونة عاصمة كاتالونيا رسميا بواسطة رئيس المقاطعة أن الشعب الكاتالوني سيقيم استفتاء في يوم 9 من شهر نوفمبر القادم بهدف اعلان استقلال كاتالونيا عن اسبانيا، وجاءت هذه الخطوة عدة أيام فقط من استفتاء الشعب الأسكاتلندي للإستقلال من بريطانيا والذي لم يحصل عليه بسبب رفض 51 من المقيمين في اسكاتلندا للإستقلال ومعروف ان اسكاتلندا هي جزء من المملكة المتحدة رسميا منذ ثلاث مائة عام وفيها اعداد كبيرة من البريطانيين وهذا ما ساعد في فشل فشل المطالبين بالإستقلال، لكن الملفت أن رد الفعل الإسباني على اعلان كاتالونيا الإستفتاء جاء مختلف عن مواقفها السابقة، حيث لم تعلن قمع تحرك الكاتالونيين بل اعلنت عن رفض هذا الإستفتاء دستوريا وبواسطة القضاء، لكن مقابل ذلك الكاتالونيون اعلنوا ان البرلمان الكاتالوني هو الذي اعطى الحق لرئيس كاتالونيا أن يعلن عن الإستفتاء وطبقا للقوانين الأروبية ومنها بريطانيا نفذت تلك القوانين قبل أيام بقبولها استفتاء الإسكاتلنديين، القوانين تسمح بحق البرلمان المحلي الكاتالوني فقط قرار القبول أو الرفض و الشعب الكاتالوني هو الوحيد الذي له الحق ان يقول نعم أو لا للإستفتاء وللإستقلال ولا حق لمشاركة الشعب الإسباني في هذا القرار، هذا إذا تعاملت اروبا مع حق الكاتالونيين مثل تعاملها مع حق الشعب الإسكاتلندي.
العالم يشهد اليوم حركة قومية قيل أنها ماتت في العالم الصناعي بعد تطوره، في الحال أن اهمية هذه الحركة يأتي خصوصا أن المطالبين بها هم بعض الأروبيين والكنديين وغيرهم من الدول التي تراعي الى حد كبير الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان دولهم تفتقد للعنصرية والتجاوزات لإقتصادية والقمع الدموي والتجاوزات على حقوق الإنسان مثل ما في الشرق الأوسط، مما تدل الحركة القومية في هذه الدول على أن الشعوب تبقى تقدس هويتها وقوميتها وتبقى مطالبة بحقوقها الوطنية مهما تأخر الحصول على هذه الحقوق، وبالتأكيد اليوم مطالبة كبك في كندا والروس في شرق اوكرانيا دلائل أخرى على تمسك الشعوب بحقوقها، ومن يعرف، يمكن غدا في اسبانيا ايضا شعب الباسك الذين كانوا يديرون ثورة دموية من اجل الإستقلال، يمكن ان ايضا ان يقرروا مصيرهم إذا تمكن الكاتالونيين من تمرير حق الإستفتاء حتى ولو كان الشعب الكاتالوني لن يؤيد الإستقلال، حيث المهم في الأمر هو حق الإستفتاء للشعوب وقبولها أو رفضها هذا قرار يعود للشعوب نفسها، ولا يمكن لأي بلد يدعي الديمقراطية ان يرفض هذا المبدأ حيث أن رفض الإستفتاء للشعوب يعني رفض حقوق الإنسان والديمقراطية، ومع أن مازال الغرب يتعامل مع موضوع الشعوب وحقوقها بمكيالين مختلفين حيث للغرب منافع ومصالح هي التي تتحكم بقراراته في المناطق الخارجة عن جغرافيته، وشاهدنا الناتو يهاجم الصرب من اجل استقلال الكروات والألبان في كوسوو في اروبا الشرقية من اجل اضعاف يوغسلافيا التي كانت قريبة من روسيا الإتحادية، لكن الناتو رفضوا اليوم حق الروس في شرق اوكرانيا حتى بحكم ذاتي من اجل محاصرة روسيا عسكريا في منطقة البحر الأسود المعبر المائي الوحيد للبحرية الروسية النووية الأكبر في العالم.
وبالنهاية، الشعب الأحوازي، كشعب متفق على ضرورة اعادة حقوقه، وله ارض وتاريخ وحضارة ولغة وهوية مختلفة عن المحتل الفارسي، فيحق له أن يطالب بنفس الحق إذا كان قادرا بالوقوف متحدا بوجه النظام وطارحا قضيته على العالم وتسنده ثورة احوازية كبرى، الأمر الذي سيغير بالتأكيد الرأي العام العالمي لصالح شعبنا مع وجود الإعلام العالمي الواسع في هذه المرحلة، لكن هكذا ثورة وهكذا موقع يحتاج قبل كل شيء لتوافق وطني واسع للأحوازيين على تمثيل وطني وشرعي احوازي متفق عليه من جميع القوى التحررية والشعب الأحوازي اليوم جاهز للإنطلاق بثورة كبرى لو اجتمعت قوانا المناضلة معا، لكن بعض التنظيمات الأحوازية اصبحت عائق لأي توحد مع احترامنا لآراء كل التنظيمات التحررية وقراراتها، ونحن كفصيل احوازي مؤمن بضرورة تحرير الوطن وبضرورة توحيد القوى كشرط أولي في هذه المرحلة للتحرير، نعلنها اليوم للجميع أن جبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) وكما فعلت خلال 19 عام الماضية من أول اجتماع أحوازي تم ترتيبه في مدينة آخن الهولندي عام 1995، مستمرة وجاهزة للجلوس على أي طاولة تشاور مع كل القوى التحررية الأحوازية المتفقة والمختلفة معنا للبحث في حلول لهذه المشكلة الكبرى والبدء بتنسيق والتوافق على تمثيل مشترك ينقل القوى الثورية الى العمل في الشارع، كما ينقلها إلى التمثيل الشرعي للعالم، التمثيل الذي يمثل حد الأقل معظم القوى الأحوازية، ونأمل التوفيق.