خمسة بلغاريات ولا آلاف العربيات

خليفة فهيم الجزائري

خمسة بلغاريات ولا آلاف العربيات

خليفة فهيم الجزائري/الجزائر

 [email protected]

عندما انفجر الفنان التونسي لطفي بوشناق ذات مرة بأغنيته الشهيرة المعبرة (هل دمهم دم ودمنا ماء؟؟) حيث تسائل فيها كغيره من باقي شرفاء وأحرار أبناء الأمة  عن قيمة دم العربي أمام دم أعداء العرب من اليهود والصليبيين التي نالت إعجاب أصحاب القضية والمتعاطفين معها ولاقت رواجا كبيرا وان لم تحرك مشاعر أصحاب الضمائر الميتة  فقد كانت بمثابة ضمادة على الجرح حيث استحسنها المواطن العربي لأنها عبرت عن أحاسيسه واعتبرها رسالة إلى أصحاب الضمائر الحية  وهي اقل شيء.

فان كان الفنان القدير يومها قد وجد تعبيرا مناسبا لمقارنة غير ممكنة فماذا أقول أنا اليوم و ما هو إحساس الآلاف من الحرائر العربيات الشريفات التي تقبعن في سجون المحتل الغاصب في العراق وفلسطين ظلما عندما تسمعن عن الهزة السياسية الكبيرة والضجة الإعلامية  التي أحدثتها حادثة سجن خمسة من المجرمات البلغاريات بليبيا بعد أن قمن بحقن 400 طفل ليبي بفيروس نقص المناعة والتحركات المكوكية التي قادتها أوربا موحدة حكومة وشعبا وبمساندة من الولايات المتحدة الأمريكية لأجل إطلاق سراحهم والتهديد لإبادة شعب بالكامل إن لم يتم ذلك فقد كانت كل عناوين الحملات الانتخابية في أوربا وبرامجها لا تخلوا من التعهد بالضغط على طرابلس لأجل تحرير الممرضات الخمس وهو ما أوفى به العنصري الفرنسي(سار كوزي) وعقيلته وفي ظرف زمني قصير بعد دخوله أروقة قصر الماليزي الذي أضاف إليه شهادة من شهادات الغيرة الوطنية والأنفة وكشف نقطة ضعف الخصم حيث تمكنا وبنجاح بإخلاء سبيلهن بدون قيد أو شرط وكانت النهاية كما أرادوها ملبين مطالب شعبهم وصناعة مجدهم على حساب أمجاد الغير والمفارقة التي سجلناها هي ذلك التسابق الذي أبدته كل الدوائر الحكومية الأوروبية ووصلت حد النزاع من اجل الدفاع والوقوف إلى جانب الممرضات لأجل إطلاق سراحهم وهو الأمر الذي جعل الكثير من الجهات الأوربية والغربية تنتقد( سار كوزي) لمسارعته في الفوز بهذا الوسام الذي سيضل يخدمه ويذكره له التاريخ على مدى الحياة فهل هم حقدوا ما نسيناه نحن؟؟ لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو عثرت بغلة بالعراق لسألني الله عنها يوم القيامة ......

 عندما أردت كتابة هذا المقال كنت أود أن اخرج بنتيجة لكن تركت سؤال وهو ما قيمة الإنسان والشرف العربي عندنا نحن وأين نحن من ماهم عليه اليوم؟ ثم أعود وأقول ما كان (لساركوزي) وغيره التحرك لو كانت القضية داخل البيت الأوربي بل ولأن القضية تتعلق بسمعة وهوية أمة كان ذلك واجبا كبيرا وضروريا عليهم والانطباع أو الملاحظة الهامة والرسالة القوية في هذه القضية هي منح ذلك الطبيب الفلسطيني الجنسية البلغارية حيث نقرأ فيها روح وعقلية الاحتلال الدائمة فيهم وكأن بهم يقولون لنا لاحق لكم فيما لا تحسنون إليه وكذلك نقرأ فيها أيضا انهم لا يقدمون خدمة لغير مواطنيهم ومادام ذلك العربي استفاد منها فهو مؤمم فهذا وإلا فلا يا أصحاب الفخامة و السمو والجلالة .....

السؤال الأخير ما قيمة تلك العربية الحرة الشريفة التي تقبع في سجون المحتلين أمام قيمة تلك المجرمة التي نزلت إلي مستشفياتنا بشهادة ورقية مزورة أشهد أنا شخصيا على ذلك ؟ وهل حقا أن العالم العربي يخلوا من هذه الفئة التي دخلت لتزرع في أبنائنا داء لم يريده الله لنا....؟

 ثم ألا يوجد في الساحة العربية من فارس مغوار لإنقاذ نسائنا على غرار العنصري (ساركوزي) اليوم والمعتصم بالله العباسي بالأمس...؟؟؟