الأحمق المطاع
الأحمق المطاع
محمد هيثم عياش
تابعنا جميعا تطورات قضية الممرضات البلغاريات وطبيبهن الذين نقلوا مرض المناعة الجنسية / الايدز / الى أطفال ليبيين وكيف كانت المحكمة الليبية العاليات تتلاعب بعواطف الغرب فتارة تثبت حكمها بإعدامهم وتارة تعلن خفض هذه العقوبة وشغلت هذه القضية الاتحاد الاروبي وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير قد زار ليبيا عدة مرات مع وفد من شئون السياسة الخارجية للاتحاد من بينهم وزير الخارجية النمساوية السابقة بتينا فيرارو فالدنر من أجل التوسط لدى الزعيم القذافي بالافراج عن الممرضات مع وعود بانفتاح الاروبيين على ليبيا من جديد وتقوية العلاقات بل زار الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي ليبيا إثر إطلاق ليبيا الممرضات المذكورات وقام بالتوقيع على اتفاقية تعاون نووي مع تلك الجولة وثار الغرب على الرئيس الفرنسي لهذه الاتفاقية الا أنه اعلن في الوقت نفسه ترحيبه بالتقارب الاوروبي الليبي ، ولم يكن غضب الغرب على ساركوزي من أجل هذه الاتفاقية بل لأن القذافي رجل غريب الأطوار يحكم بلادد بيد من حديد ولا يثبت على سياسة واحدة ، كما أنه قام بتبذير خيرات الشعب الليبي جراء دعمه منظمات ارهابية اوروبية ليس لها بقضية الشعب الفلسطيني ناقة ولا جمل وعمل على إفلاس الخزينة المالية لليبيا جراء أعماله تلك ، فهو ممن حذرنا الله تعالى من مغبة السماح للسفهاء بتصريف أموالنا ، قال تعالى : ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ، وقد صدق به قول الشاعر .
كل داء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
الا أن المثير للسخرية في هذه القضية غضب ليبيا على بلغاريا التي اصدرت عفوا عن الممرضات إثر وصولهن مطار صوفيا متهمة الحكومة البلغارية بأنها خائنة ولم تقم بتنفيذ الاتفاقية التي تمت بين القذافي والاوربيين بضرورة سجن تلك المجرمات ، فالقذافي يحكم ليبيا منذ أكثر من سبعة وثلاثين عاما ويقوم بانتهاج سياسة لا أحد يستطيع أن يسأله عنها فهو كان وراء إثارة قضية الممرضات بتأكيد من نجله سيف الاسلام كما كان وراء إطلاقهن واتهام ليبيا بلغاريا بالخيانة انما سخرية بنا نحن الذين يؤلمنا مصائب الليبيين من هذا الرئيس لقد كانت مسرحية إنهاء قضية الممرضات والعفو عنهن مثل قول المتنبي يندب حال الأمة التي استطاعت بجهلها أن تجعلنا أضحوكة لدى الامم الاخرى فقد قال :
أغاية الدين أن تحفو شواربكم يا أمةً قد ضحكت من جهلها الأمم
لا أحد من زعماء الدول العربية والاروبية تساءل عن جرائم هذا المعتوه ضد شعبه اللهم الا ان منظمات سياسية دولية تطالب الاتحاد الاروبي بضرورة دراسة علاقاته مع القذافي والضغط عليه لاطلاق سراح السجناء السياسيين وما أكثرهم .
هل تعلمون ان هذا الرجل يجب عليه أن لا يكون رئيس دولة ولا حتى رئيس فرقة عسكرية ولا أدري كيف استطاع الوصول الى رتبة عقيد ، فلم يكن في يوم من أيام من الأيام مربيا هل تعلمون بأن نجله الذي يحمل اسم هنيبعل القذافي القي القبض عليه في فرنسا وهو يعاقر الخمرة والنساء وزج في السجن لاعتداءه على صديقته ؟
رأيت القذافي مرة واحدة خلال مرافقتي للمستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر في عام 2003 فرأيت رجلا الغباء غالب عليه وقد كاد شرودر أن يبول بثيابه من الضحك على الشعب الذي لا يزال ينفذ ما يقوله هذا الزعيم الذي لا يزال يصدر فتاوى مثل الأخذ بالقرآن ونبذ السنة واستبدل التأريخ الهجري الى تأريخ وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وحاول حذف بعض آيات القرآن الكريم مثل أوامره بأن كلمة / قل / كانت فقط للنبي عليه الصلاة والسلام وانه من الافضل حذفها الى مطالبته بإحياء الدولة الفاطمة اليهودية من جديد الى غير ذلك من نزوات صبيانية ، وقال لي وقتها وزير الدولة في الخارجية الالمانية هانس يورجين فيجنيفسكي الذي غيبه الموت قبل عامين ان القذافي لم يختمر عقله بعد ، فقلت له انه الاحمق المطاع .