برلماني سوري لـ"قدس برس"

برلماني سوري لـ"قدس برس"

التعددية السياسية مطلب الرئيس بشار الأسد

لكن شرطها أن تكون تحت مظلة الوطن

أعرب نائب برلماني عن حزب البعث الحاكم في سورية عن أسفه لتصريحات الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين السوريين من أن الرئيس بشار الأسد كان مشغولا في خطابه بعد آداء القسم بالمحكمة الدولية، واعتبر ذلك من قبيل التجني عن الحقيقة، وجدد موقف دمشق القائل بعدم وجود أي علاقة لها بقضية المحكمة الدولية ذات الصلة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

مظلة الوطن

ونفى سليمان حداد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن يكون خطاب الرئيس بشار الأسد للشعب السوري بعد آدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة مدتها سبعة أوعوام، قد تجاهل أو غيب الإصلاح السياسي، وقال: "من يقول بأن الرئيس بشار الأسد قد تجاهل القضايا الداخلية بما في ذلك مسألة الإصلاح السياسي، هؤلاء إما أنهم لم يطلعوا على الخطاب، أو أنهم لم يستمعوا إليه إطلاق، لأن الرئيس تحدث في كل شيء يتطلع بالداخل، مسألة الرواتب، والنمو الاقتصادي، وعن الأمن، وعن قانون الأحزاب، وعن مجلس الشورى، وأكد على أولوية المسألة الاقتصادية، وعن الإعلام وعن الفساد وسبل مواجهته وعن المرأة، بالإضافة إلى التحديات الإقليمية والدولية".

واستهجن البرلماني السوري كلام الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين الدكتور زهير سالم في تصريحات لـ "قدس برس" عن أن الرئيس بشار الأسد كان منشغلا بقضية المحكمة الدولية، وقال: "نحن بكل تأكيد في سورية وتحديدا النظام السوري والرئيس بشار الأسد لا يشغله شاغل عن اهتمامات أبناء الوطن وعلى رأس ذلك الجولان والسلام في الشرق الأوسط، أما المحكمة الدولية فلا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد، ومن يقول هذا الكلام فهو إنما يعزل نفسه بنفسه، وهذا كلام مؤسف حقا، لأننا أكدنا دائما أن ما يرغب به اللبنانيون نحن معه، ولا وجود لأي لبس على الإطلاق في هذا الموضوع"، كما قال.

وشدد عضو حزب البعث الحاكم في سورية أن النظام في سورية لا يعارض التعددية الحزبية، وقال: "أول من تحدث عن تعدد الأحزاب وحرية العمل السياسي هو الرئيس بشار الأسد، والعالم كله مقتنع بأنه لا شيء يمكن أن يأتي بين عشية وضحاها، ولذلك نحن بالتأكيد نسير إلى الأمام، وليس إلى الوراء ولكل الحق في أن ينتقد كيفما شاء والحقيقة واضحة أمام الجميع إلا لمن لا يريد رؤيتها".

وأشار حداد إلى أن حديث الرئيس بشار الأسد عن توسيع مجال التعددية وهامش الحريات السياسية في إطار الجبهة الوطنية التقدمية هو أحد الخيارات الفعالة لتطوير العمل السياسي، وأن الجبهة تضم كافة الأحزاب السياسية السورية ما عدا جماعة الإخوان المسلمين التي لا تريد العمل السياسي ضمن هذا الإطار بشكل عام، كما قال.

وفي جواب على سؤال وجهته له "قدس برس" عما إذا كان تجاهل الرئيس بشار الأسد لملف معتقلي الرأي أمثال عارف دليلة وميشيل كيلو وفاتح جاموس وغيرهم يعكس عنوانا للولاية الرئاسية الثانية، قال سليمان حداد: "ستعالج كل الأمور على نار هادئة بمحبة وبمصداقية، وأي انسان يعمل لمصلحة الوطن لن يكون خارج هذه المظلة، وهي مظلة ليست شخصية ولا حزبية وإنما هي مظلة الوطن وكل من يعمل داخلها سيكون مقبولا"، كما قال.

وكان الدكتور زهير سالم الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سورية، قد أكد في حديث خاص لـ "قدس برس" " عن أن خطاب الرئيس بشار الأسد بمناسبة آدائه القسم لولاية رئاسية ثانية لم يحمل شيئا جديدا، وقال "الخطاب لم يحمل شيئا جديدا، ولم يكن في وارد اهتمامات الشعب السوري ولا القوى السياسية الفاعلة في البلاد، فقد أكد الرئيس بشار الأسد أنه مشغول بأولويات خاصة لم يصرح عنها، منعته من دراسة قانون الأحزاب ومن إصلاح أوضاع الأكراد".

ورجّح قيادي جماعة الإخوان المسلمين المحظورة أن تكون المحكمة الدولية هي المانع الأساسي من الإقدام على معالجة هذه المسائل، وقال سالم "لقد أشار الرئيس بشار الأسد إلى أن الآخرين شغلوه بأمور أكثر أهمية، ونحن نتساءل عن هذه الأمور الأكثر أهمية، ونعتقد أنها تتصل بمشكلة أساسية تحاصر الرئيس بشار الأسد ولا تسمح له بأن ينام الليل، وهي مشكلة المحكمة الدولية التي تلاحقه وتلاحق المحيطين به"، على حد قوله.

أقصر الطرق

ونفى عضو مجلس الشعب السوري أن يكون إعلان الرئيس بشار الأسد عن شروط لبدء الحوار مع اسرائيل بمثابة تمهيد للإعلان عن حوار قريب بين دمشق وتل أبيب، وقال: "نحن على أتم الاستعداد لحل هذه المشكلة، ولكننا نريد من اسرائيل أن تعلن التزامها بالسلام وفق القرارات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقد أصبح واضحا للجميع أن اسرائيل هي صاحبة المشكلة، وأنها تقول كلاما وتفعل عكسه، فهي مثلا تدعو للحوار وتجري مناورات عسكرية في الجولان، ونحن بوضوح لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتنازل عن ذرة تراب واحدة من الجولان"، على حد تعبيره.

ورفض سليمان حداد الربط بين حديث الرئيس بشار الأسد عن أن كل الغزاة ذهبوا وبقى أهل المنطقة، وبين تنامي الحديث عن امكانية التصعيد العسكري ضد سورية، وقال: "الرئيس بشار الأسد كان يقصد بكلامه أن الحق سيعود، وأن الغازي لا يمكن أن يكتب له النجاح، ونحن ندرك أن السلام هو أقصر الطرق لحل مشاكل الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار لتملك إسرائيل ما شاءت من الأسلحة الحديثة فإن ذلك لن ينفعها على الإطلاق"، على حد تعبيره.