لا تتعلم لتتوظف
لا تتعلم لتتوظف
م.نجدت الأصفري
بروسيفور في حب الحسين
كان الناس يعيبون على المسؤولين في زمن صدام أنهم غير كفوئين وان النظام يرجِّح الولاء على الكفاءة..واللافت للانتباه إن النظام المقبور كان يهتم بإعطاء المسؤولين الذين يعيّنهم في مواقع المسؤولية المهمة جرعات ضخمة من المعرفة والثقافة،ومنها إدخالهم دورات كلية الدفاع الوطني..وتأسيس كليات لأعضاء الشعب الحزبية وغيرها،ولا أعتقد إنكم نسيتم الامتحانات الحزبية الصعبة التي كان يخضع لها كل المسؤولين لإجبارهم على القراءة والتثقف.
سقط النظام وتهاوى وبلا رجعة..وكنا نظن إن من كان يعيب على المسؤولين الصداميين قلة المعرفة وتدني الثقافة،سوف ينيط المسؤولية بأناس أكفاء يخلقون من العراق يابان جديدة..ولكن هم الذين تولوا المسؤولية؟
نائب ضابط مخابر هادي العامري هو الآن ممن يديرون البلد..فهو قائد فيلق بدر..وهو رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان(من عاب هيج برلمان يقوده نائب ضابط جولة حاروكة).وعلى هذا الأساس يمكن أن تقيس باقي المسؤوليات الكبرى التي سلمت إلى أميين وجهلة لا هم لهم غير النهب والإثراء الشخصي الحرام وتهيئة الظروف لإلحاق العراق بإيران تحقيقا لحلمها الإمبراطوري لقاء تسهيل وصولهم إلى هذه المناصب.
استحضر ذلك وأنا استمع إلى مقابلة إذاعية مع محافظ بابل..فلقد سأله المذيع: سيادة المحافظ.. ماهو تحصيلك الدراسي ؟
فأجاب السيد المحافظ المحترم:أنا برسيفور في حب الإمام الحسين!!!
وعندما سمع جليسي هذا الجواب الذي هو اغرب جواب لمسؤول عن كفاءته وتحصيله الدراسي قال لي:لا تعجب فإن قريبا لي قابل هذا المحافظ الجاهل ورجاه أن يعينه لأنه مسؤول عن إعالة أسرة كبيرة..فسأله المحافظ:وماهي شهادتك؟فقال قريبي أنا خريج كلية الإدارة والاقتصاد..عندها أعلن المحافظ الأمي عن دهشته البالغة وقال:خريج كليتين:إدارة وإقتصاد ولا تجد لك وظيفة؟