الإرهاب الدولي
الإرهاب الدولي
معاذ عبد الرحمن الدرويش
بين يو م و ليلة تم حشد تحالف دولي تحت ذريعة مقاتلة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش و غيره في سوريا و العراق
هل أحد يستطيع أن يفسر كيف أن هذه العصابات الإرهابية تهدد الأمن الأمريكي و الأوربي ...و هل قتل شخصين أمريكين و آخر بريطاني يعتبر تهديدا لهم ..رغم أن الأشخاص كانوا في مناطق تلك العصابات الإرهابية و ليسوا في بلدانهم الأصلية ، و كان باستطاعة الدول الغربية أن تسحب كافة مواطنيها من تلك المناطق و تنتهي المشكلة ،و هذا ما تفعله أساساً في أي دولة يصبح الوضع الأمني فيها غير آمن.
و لحشر دول العالم أكثر في هذا التحالف فقد تم عقد اجتماع للجمعية العمومية ، و قد شاركت كل دول العالم في هذا الإجتماع و الكل تحدث باللسان الأمريكي باستثناء بعض الشذرات التي لا تذكر.
كان يستطيع أي مسؤول في العالم أن يطرح قضية تحديد هوية الإرهاب قبل محاربة الإرهاب ، و اعتماد أسس دولية واضحة لتحديد ماهية العمل الإرهابي أو سواه.
هل الإرهاب يتحدد بعدد الضحايا الذين يطالهم؟؟؟
هل الإرهاب يتحدد بطريقة القتل؟
هل الإرهاب يتبع لأداةالقتل ؟
هل الرهاب يتبع لإرهاب المدنيين الآمنين في بيوتهم ؟
هل الإرهاب يتبع هوية القاتل و جنسيته و دينه ؟
هل الإرهاب يتبع لهوية و جنسية المقتول؟
أعتقد أنه هذه الأسئلة و أسئلة كثيرة يمكن بها أن نضع النقاط على الحروف ، و لا ننساق وراء حرب لا ناقة فيها و لا حمل ،بل على العكس
و لو عدنا بالإجابة على تلك الأسئلة و ناقشنا بعض بنودها ،
فإذا كان الإرهاب يتبع لطريقة القتل كالذبح بالسكاكين كما حدث للأمريكيين و البريطاني و الفرنسي ، فكان الاولى وضع حزب الله و شبيحة الأسد على أول قائمة الإرهاب و هي التي قامت بذبح الآلاف من الأطفال و النساء ذبحاً بالسكاكين.
و إذا كان الإرهاب يتبع لعدد الضحايا فكان الأولى بوضع إسرائيل و نظام بشار الأسد على قائمة الإرهاب الدولية
و إذا كان الإرهاب يتحدد بإخافة المدنيين الآمنين فكان الاولى بوضع إسرائيل و بشار الأسد على قائمة الإرهاب الدولية
و إذا كان الإرهاب يتحدد بهوية الإرهابي الأجنبي و الذي يمارس الإرهاب خارج بلده فكان الاولى وضع فيلق القدس و حزب الله و بعض التنظيمات العراقية و قد دخلت سوريا و قتلت ما قتلت من أبنائها و إعتبار هجرة اليهود إلى فلسطين و الالتحاق بالحيش الإسرائلي عملاً إرهابيا أيضاًً
و السؤال الأهم إذا كان التحالف الدولي مهمته القضاء على الإرهاب و تحقيق الأمن و السلام لكافة المواطنين في أي بلد في العالم ،
لكن ماذا حول ما قام به التحالف الدولي و في اليوم الأول من غاراته على سوريا حين قتل 15 مدنيا سوريا ما بين طفل و إمراة و رجل كانوا نائمين آمنين في منزلهم في قرية كفر دريان شمال سوريا؟.
لو كان التحالف الدولي هدفه تحقيق الأمن و الأمان للناس كان حري به أن يعيدها للشعب السوري بأن يتدخل اولاً لإيقاف براميل و صواريخ الموت و الرعب و التي تلاحقهم منذ أربع سنوات تقريباً عبر براميل و صواريخ و قنابل و مدافع نظام الأسد.
لو كان التحالف الدولي هدفه تحقيق الأمن و السلام لكان تدخل في غزة لحماية المدنيين الآمنين هناك بعد أن دمر العدو الإسرائيلي ما دمر و قتل ما قتل من الأبرياء الفلسطينيين.
فضربات التحالف الدولي لم تزيد الوضع في سوريا إلا قتلا و تدميرا و رعباً و إرهاباً للمدنيين الذين لا يزالون يذوقون ويلات الإرهاب على يد نظام الإرهاب و الإجرام أكثر من أي فصيل أو تنظيم آخر....
لقد بلغ الظم ذروة لم يبلغها من قبل على ظهر هذه المعمورة و التي باتت مهددة بالخراب بسبب الفساد الذي طغى و ظهر بعد أن كان مبطنا عبر التاريخ البشري من قبل.