قواتُ بدرٍ أم قواتُ عمالةٍ وغدر؟!
قواتُ بدرٍ أم قواتُ عمالةٍ وغدر؟!
هنادي نصر الله
تداولت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية المختلفة قرب دخول قوات بدر التي تتخذ من العاصمة الأردنية ـ عمان ـ مقرًا لها إلى أرض الوطن،حيث أكدت أغلب المصادر الإعلامية أن دخولها الأراضي الفلسطينية بات وشيكًا فالمسألة مجرد وقت؛لاسيما بعد أن عززّت هذه القوات قدراتها العسكرية وتلقت أحدث التدريبات من قبلِ قواتٍ أمريكية وإسرائلية وحتى عربية !ولم يبق سوى إعطاء قوات الإحتلال الضوء الأخضر لهذه القوات لتصل إلى الضفة الغربية ومن ثم إلى غزة!.
ولكن دعونا نتساءل والتساؤل مشروع...لماذا في هذا الوقت ينادي عباس بعودة قوات بدرٍ إلى القطاع؟! هل هو معنيُّ بعودتها؟! بمعنى آخر هل هو حريصٌ على مصلحتها؟ هل رأف بحالها وقال ذاقت الكثير من مرارة البعد عن الوطن؛! فأراد أن يمسح عنها دمعةَ غربتها برجوعها إلى أرض الوطن؟!!..
إن كان ذلك فلماذا لا يعلم رئيس السلطة الفلسطينية بأن هناك آلاف مؤلفة من اللاجئين بحاجةٍ إلى من يُساندهم ويُنصفُ حالهم ويُعيدهم إلى موطنهم الذي شُردوا منه قسرًا ؟!
لماذا لم يتدخل ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ لحل مسألة اللاجئين الفلسطينين في مخيم نهر البارد والبداوي والحلوة وصبرا وشاتيلا والعراق والأردن وغيرها من دول الغربة والشتات حيث آلاف الآلاف من اللاجئين؟!
من المؤكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يطمح لدخول قوات بدرٍ إلى القطاع بل يُناضل ويجاهد ويقاتل من أجل عودتها ولا يتوانى في التوسل إلى أولمرت ليسمح بإدخالها وكل ذلك ـ فقط ـ لأنه يُعول على هذه القوات كثيرًا ويعلق عليها آماله في استعادة مجده المسلوب وماضيه المشرق في غزة!!التي يُريد أن يُحررها ممن أسماهم بالإرهابيين القتلة(الذين شهد لهم القاصي والداني بعدالتهم وعدالة قضيتهم ومطالبهم بل وأيضًا برهم وجودهم وعطفهم على شعبهم وتمسكهم بقضيتهم)..
لا شك أن الرئيس عباس قد فقد صوابه بنداءاته المتكررة المعلنة وغير المعلنة بدخول قوات بدر إلى القطاع؛كي تعربد وتقتل وتشرد وتنشر الفساد والسموم؛فهذه القوات ما عُرف عنها إلا كل شرٍ ورذيلةٍ وفسقٍ وفجور وعمالة بل أغلب أفرادها ـ إن لم يكونوا كلهم ـ دربوا على القذارةِ،وما أذاعته بعض الوسائل الإعلامية من أخبارٍ تتعلق بهذه القوة المنوي إدخالها إلى القطاع إلا أكبر دليل على ذلك،فمن يحلم عباس بعودتهم إلى غزة هم من المجرمين الذين تلطخت أياديهم بالدماء ولهم سوابق جنائية ولم يُدربوا إلا على العمالة والعربدة!!
قوةٌ بهذه الرذيلة وبهذا الإنحطاط الأخلاقي والإفلاس الوطني ماذا يُرتجى منها؟! وماذا يُتوقع منها غير تنفيذ مخططات أمريكية وإسرائيلية لاسيما وأن من عولتْ عليهم أمريكا وحلفاؤها في إسقاط شرعية وحكومة حماس قد أثبتوا فشلهم الذريع بل وتطايروا واندثروا أمام أول هبة غضبٍ قسامية حمساوية كانت ـ وبحمد الله ـ كفيلةً بدحرهم وكنسهم وطردهم من غزةَ هاشم ...
وبعد ما أوردته من معلوماتٍ متواضعة عن ما تُسمى بقواتِ بدر...يجب أن نتسلح نحن الفلسطينين بقدرٍ كافٍ من الحكمةِ والجرأة والوعي والذكاء في التعامل مع مثل هذه التحديات ومواجهتها بكل حزمٍ وقوة خاصةً وأنها تستهدف غزة الحرة المحررّة الهادئة الآمنة الطيبة الحنونة على أهلها،فعلى ما يبدو بل ما هو مؤكد أن أعداء غزة لا يروق لهم أن يروها حنونةً على مواطنيها كما تحنو الأم على بنيها؛فأرادوا أن يغرقوها في موجةٍ من أوسع موجات الفلتان والفتنة والدماء تمهيدًا لعودة دحلان وأبو شباك الذين عُين سفيرًا لمصر وهو في الحقيقة ـ نذل ـ من الأولى أن يكون سفيرًا للعمالةِ والعار..!
هاهم يُحيكوا المؤامرات وها هو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقود فريقٌ من المتآمرين ـ علنًاـ على الشرعيةالفسطينية ها هو يتحدى قرار وخيار المواطن الفلسطيني ويقف حائلاً أمام رغباته ويُدمر طموحاته بقراراته ومراسيمه الدنيئة التي ما عادت خافية على أحد...
أقال هاني الحسن كبير مستشاريه السياسيين سابقًا..,وصادر حق الحكومة (حكومة تسيير الأعمال) في ضريبة الدخل وألغى العقود الخاصة وسحق حقوق الغلابا تعجرف وتجبر وتكبر متوهمًا أن هذا كله يُرضي حلفاؤه الذين اعترفوا به أخيرًا بأنه شريك لهم في عملية السلام!! هم بلا شك (يضحكون عليه) فغدًا سيعيدوا الكرة مرةً أخرى وسنسمع تصريحاتهم القائلة لا يوجد في السلطة الفلسطينية شريك لعملية السلام لا عباس ولاغيره..!!
فهل يعي عباس ذلك؟!! ليس المهم أن يعي بل المهم آلا يُغيب الوعي عن مواطنينا وأهلنا وأحبابنا لاسيما في هذا الوقت الذي تُحارب فيه وسائل الإعلام الحرة لحيادتها ونزاهتها ...
فيا أيها المثقفون لا تتقاعسوا عن مهمتكم في التبصير والتوعية والتثقيف ولنعلنها صراحةً "هي قواتٌ عمالةٍ وغدرٍ لا قوات بدرٍ كما يدعي ويزعم البعض"!!