الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي
الشهيد الشيخ معشوق الخزنوي
رمز الوطن والعروبة والاسلام والكرد والعجم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا)
الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي
|
حديثنا اليوم عن الشهيد الشيخ العالم معشوق الخزنوي، بمناسبة الذكرى الثانيه لاستشهاده ، ذلك الشهيد الذي كان بحجم الوطن، وكان الوطن بكل همومه وتنوعاته واشكالاته وتعقيداته في مخيلته ؛ يحمل همّه لتوحيده وجمع شتاته ليكون يداً واحده ضد عدوه الغاصب المستبد الاسدي ، ليجمع من تناقضاته قوةً يصهرها في بوتقة واحدة غايتها الدفع الى الامام والاستفاده من كل شيء ليصبّها في مصلحة الوطن ،فانطلق لايبالي بالمخاطر ليرفع راية الحريه والكرامه وكسر شوكة الاستبداد والظلم والقهر والاستعباد ،ليكسر من بعدها كل الحواجز التي زرعتها هذه الاسره المتسلطه بين جميع أبناء أمته بجميع أطيافها في الداخل والخارج،
فالتقى قادة المعارضة ووضع الاسس معهم للتغييرالسلمي والحضاري الذي يعبر عن ارادة جماهير الشعب السوري ، فعاجله الاوغاد قبل أن يتم مشروعه الكبير فقتلوه..شرّ قتلة ؟ بعدما عذّبوه ونكّلوا بجسده الطاهر شرّ تنكيل!! على قدر الدور المُنوط به لاحداث التغير؛ ليجعلوه عبرة لغيره ، فانهالت عليه كل صنوف الحقد والكراهيه للتظهر ملامحها على جسده النحيل ألواناً وأشكالاً من الكدمات والجروح وأثار السياط واستخدام الكهرباء وتضاريس؛ لم يكن صنفا واحدا من العذاب مارسوه عليه، بل تفننوا بكل الاساليب والوسائل الشيطانيه لالحاق الاذى والتنكيل به.. حتى استسلمت روحه الطاهرة الى بارئها ، فذهب عنّا جسداً؛ وبقي فينا مُحرضا ونهجا وسلوكا ونبراساً نهتدي به وسلوكا لخلاص شعبنا من الكابوس اللعين المستبد الجاثم على صدورنا منذ عقود
هذا الشهيد الفذّ الفريد اخلاصاً وعطائاً وتضحياتة واستعلاءً وبعدً عن الامكنة الضيقه ومحدودية الافكار، والذي جمع في جعبته كل أطياف المشهد السوري ليعبّر عنها فهو العالم المعتدل ذو المكانة العلميه والدينية والاجتماعيه ،والمجاهد الذي لايخشى الردى ، ولايمالئ السلطان على قشور أو فتات يُرمى له لاسكاته ، وهو الكردي الأصيل الذي وحّد الارادات المتناثره لتصب في مصلحة شعبه وخاصة الشريحة الواسعة من الاكراد الاكثر مظلومية من غيرها ، فهو المدافع عن جميع أبناء أمته والذي ينطق باسمهم ويدافع عنهم عربهم وعجمهم مسلميهم ومسيحيهم، فاستحق من وراء ذلك كل التقدير والاحترام والتأييد والاصطفاف معه ، واستحق راية الخلود والفخار ، لتكون روحه الطاهرة المعبرة عن رغبة الجميع في التوحد الوطني والانطلاق الى الامام ،وليكون رمز سورية الوطني كما الحريري في لبنان،ورمزا عالميا كما كان جده العملاق صلاح الدين الايوبي ؛ الذي ذاب في مصلحة الامّه ، وسخر قومتيه لرفعة شأن العالم الاسلامي اجمع والشأن الانساني بشكل عام، ولكن الفرق بين العملاقين أن الله اصطفى معشوقا ليكمل المشوار من بعده أبناؤه الذين نرجو لهم السير على نهجه والبعد عن الانحياز لأي طرف والانصياع للحق، وأن يكونوا عناصر جامعة لكل مكونات المجتمع لامفرقة له ؛ وأن يعرفوا عدوهم الحقيقي الذي ارتكب المجازر والاذلال بهم،كما كان ابناء صلاح الدين بعد ابيهم الذي مضى في طريقه الى النصر الذي تحقق على يديه، ومضى أبناؤه فيما بعد في استكمال مشروع ابيهم الطموح
ومن هنا كان لزاما علي التنويه الى زلّة لسان أحد ابناء الشيخ الشهيد- الذين أُكن لهم بلا استثناء المودة والمحبّه - والذي ظهر على إحدى المحطات الفضائيه ،وكنت معه على الهواء، فنال من بعض الاشخاص ،وبعض الهيئات ومنها جبهة الخلاص،التي تضم العديد من القوى الوطنيه والاسلاميه والتي نكنّ لها كل الاحترام ، والتي استشهد والده رحمه الله من اجل ماكان يعتقده في امور لم الشمل والتوحد لمواجهة الطغاة ، وبناءً على وشاية المخبر الامني المدعو محمد حبش أنه التقى مراقب العام للاخوان المسلمين الاستاذ البيانوني، وساءني ماسمعت حينها ، لأنني أدركت أنّ مقام الشيخ مرشد أعلى من المهاترات والدخول في المساجلات، كما قد يفهمها البعض لحساب الاخرين، ليقزّم دوره في اطار شخصنة العلاقات فيفقد الحلفاء والدور الكبير الذي كان من المفترض عليه أن يلعبه ؛وكذلك التأييد فتذهب ريحه ، ومن باب الموده التي أُكنّها لهذا الشيخ حفظه الله في أن يكون العنصر الجامع والبعيد عن الانسياق والتحيّز ؛ والرغبة الاكيده لكي يبقى كبيرا كما كان أبوه ليتحقق في أقواله ويستشعر دوره الهام في المرحلة المقبلة في جمع الشمل والتوحد، ليكون الامتداد الطبيعي لآمال والده التي كان يسعى لها رحمه الله، في الحرية لشعبنا السوري الحبيب بشكل عام ، وللاكراد بشكل خاص. لذا تمنيت عليه في هذه الأسطراعادة النظر في الامور ؛ ليكون ذا نظرة شاملة يتطلبها دوره كداعية ، فيعرف اين يضع نفسه ليكون أكثر فاعليه وأكثر حضورا وأكثرقابليه،خاصة وأننا في المعارضة الاصيلة والراسخه قررنا الا يضيع دم أي انسان بريء سدىً وسنتابع القتلة أينما ساروا لنجرّهم الى ساحات القضاء، ولن يضيع دم أبيه الذي اعتبرناه نقطة الانطلاق نحو الحريه والديمقراطيه والكرامه والانعتاق من الظلم والاستعباد والمهانه باذن الله
وأخيرا : لشيخنا الجليل -جنّات الخلد ان شاء الله- العهد منّا جميعا أن نسير على خطاه موحدين لانبالي بالمنون الى أن تنتصر ارادة شعبنا وارادة الحق ، أو نموت دونها ، ولن تثنينا المعوقات ، وشعارنا " اشتدي أزمة تنفرجي " وكلما ضاقت حلقات الظلم سيشعشع النور ليمحو الظلم والظلام وعهود الاستبداد ويكنسهم الى الابد ان شاء الله.