إيران وسوريه تسبب التشويش على قناة بردى
عودة "بردى" المعارِضة الى البث: سوريا وايران متورطتان في التشويش على القناة
دمشق – خاص "سكايز"
توسّعت في الآونة الاخيرة دائرة الرقابة التي تمارسها السلطات السورية لتشمل الأثير أو الفضاء، بعدما كانت تقتصر على المطبوعات والنشرات، كمنع الصحف اليومية ومصادرة أعدادها وإعتقال الصحافيين، وعلى حجب المواقع الإلكترونية وإعتقال المدونين.
وقامت السلطات السورية مؤخراً بالتشويش على قناة "بردى" الفضائية، وهي قناة سورية معارضة مقرّبة من خط تحالف "إعلان دمشق".
وقال اسامة المنجد مدير القناة في تصريح خاص لـ"سكايز" ان السلطات السورية والسلطات الايرانية كذلك متورطة في عملية التشويش.
وأكد المنجد أنه "تم التأكد سابقاً من ضلوع النظام السوري في عملية التشويش، وجرى التشويش حينها من الأراضي الإيرانية، أي من قبل النظام الإيراني". وأضاف المنجد أن التشويش على القناة الفضائية "ليس صعباً جداً" كما يتصور البعض، متحدثاً عن بعض الوسائل التقنية لذلك.
ووفقاً للمنجد فإن القناة داعمة ومؤيدة لتجمع "إعلان دمشق"، ولا تحمل ايديولوجيا معينة، اذ "أن إعلان دمشق ليست له أيديولوجيا واحدة"، ورأى أن بعض المواد التي تنشرها القناة "تركز على انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا".
وتفرض السلطات السورية مراقبة شديدة على القناة وتلاحق من يقوم بمساندتها أو تقديم مواد ومشاركات فيها. وكان المحامي السوري المعروف هيثم المالح (78 عاماً) قد أعتقل في 13/10/2009، على خلفية حوار أجراه مع القناة عينها.
نبذة عن القناة
أعلنت القناة بثها من العاصمة البريطانية لندن في 24 نيسان/ابريل/2009 كقناة سورية معارضة داعمة لمبادئ وأسس "إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي"، وتعرض القناة على شاشتها ثلاثة برامج أساسية هي:
"نحو التغيير": وهو برنامج أسبوعي يستضيف محللين سياسيين ومثقفين ومعارضين سوريين لمناقشة سبل التغيير السلمي الديمراطي في سوريا. ومعظم الضيوف هم من اعضاء "إعلان دمشق" أو المقربين منه. و يدير البرنامج أسامة المنجد أو الشبل الدندشي وهما عضوان في تجمع "إعلان دمشق" المعارض.
"بانوراما": برنامج أسبوعي يركز على الحراك السياسي المعارض في سوريا، ويعرض مجموعة من الأخبار التي تجري على الساحتين السورية والدولية. كما يلسط الضوء على الهموم اليومية التي يعاني منها المواطن السوري والتي قلما يتطرق لها الإعلام السوري في الداخل.
- "حكي شباب": برنامج أسبوعي يتناول قضايا الشباب السوري وهمومه، ويتطرق في بعض الأحيان لأمور تعتبر من المحرمات السياسية في سوريا مثل "خدمة العلم". كما يتطرق لأمور ثقافية وإجتماعية وتعليمية.
بالإضافة إلى البرامج الثلاثة تلك، تعرض القناة بعض البرامج الوثائقية والأفلام. وقامت مؤخراً بعرض برنامج "الخطوة الاولى"، من إعداد مؤسسة "ثروة" وهي مؤسسة غير حكومية يديرها المعارض السوري عمار عبد الحميد، تألف من ستة حلقات ركزت على مواضيع "عمالة الأطفال" و"الأوضاع المعيشية" و"القضية الكردية في سوريا" و"مسألة الطائفية" و"اللاجئون الداخليون في سوريا" و"السكن العشوائي في سوريا".
مشاهدة القناة:
تبث القناة على القمر الأوروبي تردد : 11.566 GHz افقي، ويتمكن السوريون من مشاهدتها عبر الصحون اللاقطة، اذ ان خدمة الكابل غير متوفرة في سوريا.
ولذلك تلجأ السلطات السورية إلى التشويش على القناة حيث لا يمكنها التحكم أو منع مشاهدتها داخل سوريا إلا عبرهذه الطريقة، ويذكر أن التشويش لايتم داخل سوريا وحسب وإنما يمنع مشاهدي القناة في الدول الأخرى من مشاهدتها، حيث يتم التشويش على الحزمة الخارجة من بلد البث.
السلطات السورية والتشويش على القنوات المعارضة:
لم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها قناة "بردى" للتشويش، فقد تعرضت سابقا للعملية نفسها، وتوقفت عن البث لأيام قليلة.
يذكر ان قناة "زنوبيا"، وهي قناة معارضة مقربة من "جبهة الخلاص" التي تنشط في المنفى، كانت قد تعرضت للتشويش لمرات عدة. وقد قدم القائمون على القناة يومها وثائق تثبثت أن التشويش يتم عبر الأراضي الليبية، وأتهموا السلطات السورية يومها بإستخدام الأراضي الليبية للتشويش بغية إبعاد الشبهات.