عفوًا فؤاد علام .. الرجولة أفعال

عفوًا فؤاد علام .. الرجولة أفعال

عبده مصطفى دسوقي

باحث تاريخي وطالب ماجستير في التاريخ الحديث

[email protected]

طالعت في جريدة المصري اليوم يوم الاثنين بتاريخ 25/6/2007م حديثًا لفؤاد علام رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق يتهم فيه جماعة الإخوان المسلمين بأنها خطر على المنطقة العربية عامة ومصر بصفة خاصة ثم استطرد في الحديث عن فضيلة المرشد الأستاذ محمد مهدي عاكف وقال: "إن ترك مهدي عاكف دون القبض عليه أمر مقصود لأنه لا قيمة له وحتى لا يظهر بصورة البطل" ولم يدفعني للرد على ذلك -كابن للحركة- كون هذه التصريحات خرجت من فؤاد علام لأنني على مدار سنين حياتي لم أر أثرًا لأعمال فؤاد علام، ولكن الذي دفعني هو إظهار بعض ما قدمته جماعة الإخوان المسلمين خلال ثمانين عامًا، وما قدمه محمد مهدي عاكف خلال حياته.

لقد نشأت جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م على مبادئ وفهم الإسلام الشامل الصحيح ومنذ نشأتها وهي تعمل على كل المحاور جميعها لإصلاحها يعاونها المخلصون من أبناء الوطن، وكان شعارها منذ البداية الفعل وليس الكلام، ففي المحور الاقتصادي قامت بإنشاء الشركات والمؤسسات التي تتحرر من ربقة الاستعمار الذي سيطر على كل مقومات البلاد آنذاك وكانوا يهدفون إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير وسائل العيش، وتحقيق المشروعات الضرورية، وتعويد الشعب على الاقتصاد في كل شيء وحققوا ذلك عمليًا بتأسيس الشركات الوطنية لتحل محل الأجنبية، وتأسيس المصانع المصرية وتشجيع منتجاتها فأسسوا شركة المعاملات الإسلامية وكانت شركة مساهمة وشركة الطباعة والتأليف والنشر والشركة التجارية والاقتصادية وإنشاء مزارع وبساتين للفاكهة عام 1944م.

كما أنشئوا الشركة العربية للمناجم والمحاجر عام 1946م والشركة المتحدة لسيارات النقل والتي كان يرأسها محمد محمد سالم، وشركة الغزل والنسيج وشركة التجارة والأشغال الهندسية بالإسكندرية وشركة الإعلانات العربية وغيرها من الشركات التي حوتها الرسائل العلمية وليس ذلك فحسب فدورهم في حرب فلسطين والقنال لا يخفى إلا على ذي بصيرة عمياء، ناهيك عن الدور الاجتماعي الذى قاموا به من محاربة البغاء والفقر والتشرد وإنشاء الملاجئ والمدارس والمستوصفات وجهودهم في التصدي لوباء الكوليرا الذي انتشر في مصر عام 1947م كل هذا لا يخفى على أحد، وقد لمس الشعب هذه الأعمال فى عهد الملكية.

أما فى عهد الجمهورية فالإخوان مضطهدون ولا يسمح لهم بممارسة مثل هذه الأعمال وبالرغم من ذلك لم تتوقف جهودهم على هذه الحقبة فقد كان دورهم بارزًا وسط الشارع المصري بعد خروجهم من المعتقلات فى عهد السادات -بعد أن قضوا ما يقرب من ربع قرن داخله- حتى الآن وخير دليل ما أفرزه الشارع المصري من وجود 88عضوًا بمجلس الشعب عن الإخوان رغم التزوير الذي يعلمه القاصي والداني ويعلمه كل ذي بصيرة.

أما محمد مهدي عاكف الذي تقول عنه هذا الكلام يكفيه إن لم يكن يعرفه الناس ويعرفوا ما قدمه فيعرفه رب العالمين ونحسب أن الله يأجره خيرًا على ما قدم.

فأين كنت يا سيدي عندما كان محمد مهدي عاكف أثناء حرب فلسطين طالبا ومع ذلك كان يعاون فى إمداد المجاهدين بالمئونة؟

أين كنت وهو يرأس معسكر جامعة إبراهيم باشا -عين شمس حاليًا- لإعداد المقاتلين والمجاهدين من الطلبة لإرسالهم إلى حرب القنال عام 1951م بإذن من محمد كامل حسين مدير الجامعة والذي كلفه بتدريب الطلبة تحت إشرافه؟

أين كنت عندما اعتقل أكثر من عشرين عامًا في حادثة ما زالت تتكشف حقيقتها باعتراف كمال حسين الدين رجل الثورة عندما أرسل رسالة لعبد الناصر قال له فيها : اتق الله، فكان جزاؤه الحبس أيضًا، وبشهادة حسن التهامى ومحمد نجيب، بل بشهادة ضابط المخابرات الأمريكى الذى أشرف على العملية وهو مايلز كوبلاند فى كتابه لعبة الأمم.

بل أنت أعلم بحقيقة هذه الحادثة ومدى افترائها؛ حيث اتهم فيها مع كثير من الإخوان ظلمًا وزورًا وغيبوا خلف الأسوار لا لشيء إلا أنه كان يقول ربي الله؟

وأين كنت حضرتك في هذا الوقت وماذا كان عملك، فالكل يعلم أنك كنت ضمن القائمين على تعذيب أبناء الشعب المصري داخل السجن الحربي والقلعة ولا ينسى أحد الاسم المسيحي الذي كنت تسمي به نفسك حتى لا يعرفك أحد.

أين كنت عندما رأس محمد مهدي عاكف الاتحاد الإسلامي لشباب الطلبة المسلمين؟

أين كنت عندما كرمه الشعب وأبناء دائرته بانتخابه نائبًا عنهم في مجلس الشعب عام 1987م؟

وغيرها من الأعمال التى سطرها الواقع ولمسها الشعب حقيقة أين كنت منها؟

محمد مهدي عاكف لم يسع للشهرة لأنه يبتغي بما يعمل وجه الله، لكن التصريحات التي نرى حضرتك بها بين الحين والآخر ولا شيء لديك إلا الهجوم على الإخوان وتعتبر ذلك عملاً وطنيًّا بل تظن أنك يذلك ترضي النظام عنك ولكنك تخشى الانزواء خلف الأضواء.

محمد مهدي عاكف لم يقل يومًا: إنه متحدث لبق ولا مفوه لكنه ينشد الإصلاح بالعمل لا بالكلام.

فهؤلاء الإخوان وهذا محمد مهدي عاكف فدلني بربك من تكون؟؟؟!!!