المرجلة على جوازات السفر
المرجلة على جوازات السفر
خليل الصمادي
[email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض
تذكرتُ الرئيس صدام حسين وهو يقف شامخا أمام حبل المشنقة وهو يردد " هاي هي المرجلة " عندما أطلقت الميشيات الطائفية صيحاتها المعروفة .
وها هي حكومة الطارئ تفتتح أعمالها بإصدار قانون يلغي الجواز الحالي واستبداله بجواز جديد.... وذلك لحرمان مليون ونصف فلسطيني من التمتع بأبسط الحقوق الأدمية!!
وكأن الشعب الفلسطيني قد حلت جميع مشكلاته ولم يبق عنده إلا أمور إجرائية وإدارية منها جوازات السفر والوثائق والإقامات والهويات الشخصية!!
وأنا أتساءل كما تساءل غيري " هاي هي المرجلة " وهل المرجلة في إصدار جوازات جديدة ؟ وهل استقرت الأمور حتى تفكر حكومة الطوارئ في هذا الشأن؟
وما علاقة وزارة الإعلام بإصدار الجوازات ؟ فالمعروف أن إصدار أو تجديد الجوازات في العالم كله من اختصاص وزارات الداخلية لا الإعلام.
ماذا أرادت وزارة الإعلام من هذا التصريح هل الانتقام من أهل غزة وتخويفهم أم عرض العضلات عليهم؟
المرجلة هي احتضان الشعب الفلسطيني في أي مكان لا الشروع في انفصال شطري الوطن الجريح .
هل هذا عقاب جماعي لأهل غزة ؟ أم أنه تسرع في غير محله ؟ أم أنها مرجلة كمراجل ميلشيات الإعدام.
يدعي تيار أوسلو ليل نهار أنهم حريصون على أهلنا في غزة وأنهم سيوفرون لهم الحياة الكريمة حتى في ظل حكومة حماس ، وكدنا ألا نصدق حماس يوم أعلنت أن الرئيس الفلسطيني طلب من إسرائيل قطع الغاز عن أهلنا في غزة ولكن لما سمعنا قرارات وزارة الإعلام بشأن جوازات السفر صرنا نشك بما طالب به الرئيس عباس.
ادَّعوا أن الانقلابيين زمرة خائنة وخارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني فإذا كان الانقلابيون زمرة خائنة ولا يمثلون تطلعات الشعب الفلسطيني فلما هذا التصرف المشين، هل تريدون أن يلتف الغزاويون أكثر حول حماس، التي ستضطر مكرهة على إصدار جوازات جديدة لأهل غزة ، فهل سينعق الناعقون أن حماس انفصلت بالفعل عن الضفة !! إن عملية إصدار جوازات غزاوية في غاية اليسر والسهولة ولكن عند إصدار مثل هذه الجوازات ستكون بوادر الانفصال قد حلت بالبلاد ، وسيجد المناوؤن ضالتهم في اتهام حماس بإنشاء إمارة الظلام أو السواد أو حمستان وما إلى هنالك من الألفاظ الممجوجة والمجترة !!
أرجو ألا تتسرع حكومة الطوارئ في إصدار قرارات من شأنها عقاب الفلسطينيين بشكل جماعي فالحصول على جواز سفر أو وثيقة سفر وحرية التنقل لأي كان من أبسط الحقوق التي كفلتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان
كان الأولى بالمرجلة ألا يهرب القادة الأمنيون ويتركون مصير عشرات الآلاف من العناصر الأمنية في مهب الريح لا يدرون كيف يتصرفون ، والمرجلة الحقيقية أن يتحاور أبناء الشعب الواحد ولو بغى طرف على آخر أفضل من اللهاث وراء سراب قادة العدو الصهيوني من أجل محاورتهم فإن كانت حماس باغية فإن إسرائيل مغتصبة وقاتلة ومنتهكة لكل الأعراف الدولية والدولية.
على حكومة الطوارئ أن تلغي قرارها غير الصائب وان تعذر للشعب الفلسطيني عن أول قرار غير موفق بحق الشعب الفلسطيني ، ولا حتى بحق تيار أوسلو أو حكومة الطوارئ أو حكومة المستشارين الذين يصعب حصرهم وكأن السيد عباس يدير غمبراطورية ممتدة الأطراف.
إذا كان صدام حسين لقي حتفه من قبل ميلشيات طائفية فآمل ألا يلقى الوطن حتفه على حفنة من المنتفعين والوصوليين وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.