قراءة في أفكار الأستاذ خدام
د.خالد الأحمد *
نشر الأستاذ خدام موضوعاً يرد فيـه على سؤال عضو قيادة قطرية سابق ، وجاء في هذا الـرد كثير من صفات حافظ الأسـد وأفعالـه ، كما جاء في كلام الأستاذ عبد الحليم خدام الذي نشـره موقع أخبار الشـرق في (2/6/2007) تطلعات الأستاذ خدام من أجل إنقاذ مابقي من حزب البعث العربي الاشتراكي بعد أن شطبه حافظ الأسـد .
يقول الأستاذ خدام :
كاد حافظ الأسد أن يقضي على حزب البعث :
( ....انفرد الرئيس حافظ الأسد بالسلطتين الحزبية والحكومية فغابت عملياً قيادة الحزب عن مركز القرار وبقي أمينه العام( حافظ الأسد ) ممسكاً بسلطة القرار وبذلك فقد غاب الحزب واقعياً كمؤسسة سياسية نضالية ليصبح غطاء لأخطاء النظام واستبداد قائده وفساد أعوانه.
في ظل قيادته انطلقت كل المحرمات التي حرمتها القيادة السابقة للحزب وفي مقدمتها انتشار الفساد الذي أجازه لأقربائه واستخدمه أداة للامساك بأعوانه الذين شكلوا قوة في حماية نظامه .
كان للانفراد بالسلطة اثر كبير على دور الحزب ومكانته وموقع قيادته فتم استبدال الديمقراطية في الحزب بالتعيين مما أدى أيضاً إلى تحول الحزب إلى جهاز إداري آخر فضعفت حركته بفعل ذلك التحول وبفعل التضخم في عدد أعضائه فتراجع دوره وتقدم دور الانتهازين والمتسلقين.
كانت سلطته استبدادية بطبيعتها وكان خطابه السياسي خطاباً حزبياً فنجح بالربط بين انفراده بالسلطة وبين إمساكه بالحزب غطاء لسلطته.
أدرك الرئيس حافظ الأسد حالة البلاد وسوءها بسبب طبيعة النظام والممارسات التي كانت تحدث فاختار التوريث أملاً أن يغطي الوريث الأخطاء والثغرات وكان قراره ذاك أحد الأخطاء السياسية والوطنية التي ارتكبها في تاريخه لأنه وضع بذلك سورية في مهب الريح وهو يعلم بنية ولده العقلية والنفسية.
وسبق أن نشرت عام (2005) موضوعاً عنوانه ( حافظ الأسد ضد حزب البعث قلت فيه :
أيها الزملاء البعثيون : هل يعقل أن ميشيل عفلق ، وأكرم الحوراني ، وصلاح الدين البيطار ، وسامي الجندي ، وجلال السيد ، ومنيف الرزاز ، وشبلي العيسمي ، وفهد الشاعر ، ومحمد أمين الحافظ ، وأحمد أبو صالح ، وصلاح جديد ، ومحمد عمران ، ونور الدين الأتاسي ، وإبراهيم ماخوس ، وأحمد الميـر ، وعبد الكريم الجندي ، ـ وأضيف اليوم الأستاذ عبد الحليم خدام ـ و.....كثيرين غيرهم ، كل هؤلاء عملاء وأعداء للشعب ، وحافظ الأسد وحده مخلص ونـزيـه !!!! هل يعقل ذلك !!!؟
إن الذين استمروا مع حافظ الأسد من شاكلة مصطفى طلاس ، وزير الدفاع ، صاحب كتاب فن الطبخ ، ومشروعه إصدار كتاب أجمل مائة إمرأة في العالم ، وأمثاله الذين يعشقون التبعيـة ، وخلقوا لها ، أما كل من يفكر بعقله الخاص بـه ، أقصاه حافظ الأسد ، بالقتل ، أو السجن ، أو النفي والتشريد ، حتى البعثيين فعل معهم كما فعل مع غيرهم من المواطنين .
في عهد بشار أعضاء القيادة القطرية مخبرين :
وفي عهد بشار الأسد صارحكم بالنسبة له إرثاً من حقه التصرف به، وصارالوطن مزرعةً من حقه استثمارها. في مثل هذه الحالة أمـر طبيعي أن يتحول أعضاء القيادة القطرية إلى مخبرين في أجهزة الأمن ومن الطبيعي أن يتقدم دور الانتهازين والمنافقين ومن الطبيعي أن ترى تلك المشاهد المضحكة المبكية أبطالها انتهازيون كانوا يزحفون أمام أبواب اتحاد العمال واتحاد الفلاحين وبقية المنظمات وهم الآن يزحفون تحت أقدام الفاسدين أملاً في أن يساعدهم زحفهم في قطف بعض الثمار.
خـدام سيشكل قيادة قطريـة مؤقتـة :
يتابع الأستاذ خدام :( .... بعد نقاش طويل مع نفسي ومع آخرين قررت الخروج من البلاد والعمل على إجراء التغيير الوطني والسلمي وساهمت في تشكيل جبهة الخلاص الوطني وأنا واثق أننا سننجح في إجراء التغيير وبناء دولة ديموقراطية مرجعيتها الشعب، دولة يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس.
والخطوة الثانية التي أخطوها الآن هي تشكيل قيادة مؤقتة للحزب بعد اتصالات أجريتها مع عدد من الحزبيين في الداخل والخارج وأنا واثق أن عشرات الآلاف من البعثيين الذين يشاركون الشعب معاناته ويدركون خطورة ما يقوم به الولد الوارث سيقفون إلى جانب إنقاذ الحزب من المجموعة الفاسدة والانتهازية.
ستعلن القيادة المؤقتة قريباً وثيقة تتضمن رؤية جديدة لفكر الحزب ونهجه مبنية على مبادئه ومتوافقة مع طبيعة المرحلة التي تمر بها الأمة وسورية مما ينقل الحزب من حالته الشمولية إلى حزب ديمقراطي يقبل مبدأ تداول السلطة ويحترم إرادة الشعب ويكافح من أجل تحقيق أهدافه عبر النضال الديمقراطي.
مناقشــة :
يبدو لي أن هذه خطـوة هامة في طريق التغيير السلمي في سوريا ، فالبعثيون كثر ، وللأستاذ خدام صلـة طيبـة بهم ، وفيهم عدد من الوطنيين الشرفاء الذين لايرضون مايقوم به نظام المافيا الأسدي ، من بيع سوريا اليوم للفرس الصفويين ، وقد بدت تعليقات كثيرة من البعثيين تنـم عن التذمـر ضد الفرس ، وإعلان قيادة قطرية مؤقتة تجمع فلول حزب البعث ، الذي كاد حافظ الأسد أن يقضي عليه ، أمر في غاية الأهمية ، وبالطبع ستسعى القيادة القطرية المؤقتة الجديدة إلى رسم سياسة وطنية عربية صحيحة لحزب البعث ، بعيداً عن المادة الثامنة في الدستور الأسدي ، وسيكون حزب البعث ( الجديد ) رافداً قوياً لجبهة الخلاص الوطني ، مما يعجل بإسقاط النظام الأسدي بإذن الله تعالى ....
كما يبدو لي أحياناً أن هذا هو السيناريو الوحيد للتغيير السلمي الداخلي في سوريا ، دون الاستقواء بالأجنبي ... والله على كل شيء قدير ....
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية