أعاجيب في بلاد الأعاريب (3)

منها ما جرى بين مصر والجزائر

من فتنة بتحريض نظاميهما

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

يحتار الإنسان من أين يبدأ في هذا العالم العجيب ..والذي – ككل شيء – فيه إيجابيات وسلبيات – وإن طغت في أغلبه السلبيات .. وتراجعت الإيجابيات .

.. وبالطبع وبالتأكيد فإننا نقتصر على إيراد أمثلة عفوية – قد تتكرر أو تتماثل هنا أو هناك -..ولن نستطيع الإحاطة بكل شيء .. فلا يملك إلا الله ذلك " والله من ورائهم محيط "!

   ذلك أنا لا نعلم إلا القليل مما ينشر ويذاع .. ويُعرَف ..وما نجهله وننساه أكثر بكثير مما نعلم –ومما لا نتعرض إلا لأقله - ..ولربما ما يُجهل [ من تلك الأحوال والأهوال ] لا يمثل بالنسبة للمعلوم والمنشور .. رأس جبل الجليد العائم الذي يُخفي تحته ستة أو سبعة أضعاف الظاهر المعلوم المشهود !!

     ثم أراحنا من حيرتنا [ سفهاء مصر والجزائر ] لنسلط بعض الضوء على أنظمة وإدارات متآمرة فاشلة .. لا تتعمد تخريب الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية ..فقط .. ولكنها تعمل – [بنخس= أي نخز الأقفية بالمسلات والأطراف الحادة كما تُنخَس الدواب والحمير لتسرع في السير أو تستمر فيه !].. نقول أن تلك النظم وروادها .. تنخسهم الأيدي النجسة القذرة الشيطانية [ الموسادية والأمريكية وشللها – ومَن غيرهم ؟!] تنخسهم في ظهورهم وأدبارهم ليمعنوا ويشتدوا ويبالغوا في تدمير هذه الأمة وتمزيق لحمتها البشرية والإنسانية والاجتماعية والعقدية !

  .. لم يكفهم أنهم ألهبوا ظهور الشعوب وحياتها سياطا وإرهابا وقمعا وتعذيبا ونهبا وإجراما وتجويعا وتضليلا وفسادا وإفسادا وتخلفا وتشتيتا وإضعافا وذلا وضياعا..إلخ بل أرادوا أن يوجدوا من شعوبها المتآخية .. كتلا جاهلية عمياء حمقاء منتنة تتقاتل فيما بينها .. لتترسخ الفرقة التي صنعها الأعداء بهذه الحدود المزيفة .. ولتظل تلك الكيانات [ البقرية الهشة ] مجزأة .. ويظل العدو مطمئنا متمددا كما يشاء وكلما يشاء في هذا الجسد [ الخاوي ]الذي أسهمت نظمه الخاوية في[ تفريغ عقوله] من كل معقول وإنساني وإسلامي حق.. بخططها الإعلامية والتعليمية والثقافية المنحرفة الساقطة .. وترويج أفكار الجهالة والانحلال والأنانية والفساد ..إلخ  حتى يحاولوا إبطال مفعول " وأن هذه أمتكم أمة واحدة ..وأنا ربكم فاعبدون "!

  .. لا نريد أن نذهب بعيدا في تحليل [ تلك الغوغائية الدهمائية ] المشجعة من النظامين العميلين الساقطين المتآمرين على شعوبهما ..وربما يتظاهران بالانحياز لها ..وهم يهدمون صرحها ويدمرون بنيتها ومستقبلها وعقيدتها وأخلاقها ..!

.. فقد أدلى الكثيرون بدلائهم في هذه الواقعة المخزية التي فضحت هذه الأمة أمام العالم .. ! حتى اليهود سخروا منا ! ولعل مبالغة الأُجَراء في طاعة [ الآمرين ] إلى هذا الحد .. حتى كُشفوا وانكشفوا [نقطة ضدهم ] عند أسيادهم .. حيث أنهم بالغوا كثيرا في إثارة الفتن .. وكان يمكن أن تظل النظم والأصنام الكبرى متوارية مستترة وراء أستار التضليل المعتادة .. لكنها كشفت عن وجوهها القبيحة ..وكشفت أوراقها العميلة .. وهو مستوى لا يرضى عنه [الأسياد] ويسهم في تبديد أسهمهم .. وصلاحياتهم .. ليكون من دوافع تغييرهم بعد حين ..!

  لقد ذكر بعض المطلعين أن من أهم اسباب الخلاف ..تناحر وتسابق على الفساد والكسب الحرام والرشوة ..بين وريثي النظامين .. فقد قيل إن هناك صفقة طائرات للجزائر من [ شركة لوكهيد ] كان سمسارها جمال مبارك .. وسيربح منها [ مليارا ] .. ولكن [ سعيد بوتفليقة ] شقيق رئيس الجزائر والطامع في وراثته ! حوَّل الصفقة عن طريق فرنسا ..و[ لهف المليار ] بدلا عن جمال ولي عهد مصر المحروسة !.. فجُن جنونه ..[ فحرش أخاه علاء ] وغيره من السفهاء..[ فنبحوا الجزائر والجزائريين ] بأفحش لغة وأقذع شتائم ..!

..وكذلك [ كلاب الجزائر ] المسعورة ..لم تقصر في شتم مصر والمصريين بدون تمييز .. فهؤلاء المندسون [ المنخوسون في أقفيتهم بنخاسات صهيونية ومخابراتية أمريكية وموسادية وفرنسية ..إلخ] لايقلون عن الآخرين في السفاهة والتفاهة والسقاطة والعباطة والجهالة والضلالة والعمالة  !

.. أرأيتم كيف تذهب الشعوب ( ومقدساتها ) ضحية [ عيال ضالة ..أو كلاب ضالة ]؟!

لقد ثبت أن أحد المدسوسين من عملاء الدولة الصهيونية ويحمل جنسيتها – ويتستر في صفة صحفي وإعلامي - .. كان وراء تصعيد الخلاف لدرجة كبيرة .. وأمسكت به [ أجهزة الهلافيت في مصر ] ..ولكنها لم تجرؤ على معاقبته ومحاسبته خشية [غضب أسيادهم الصهاينة ] .. مع أنه ارتكب جرما فاحشا تعاقب عليه كل القوانين والأعراف .. واكتفت بترحيله – سالما مكرما - لأحضان أسياده اليهود !..

لماذا لم يعتبر نظام مبارك ذلك المفسد .. كأنه أحد أفراد ( الإخوان المسلمين ) الذين يزج بهم يوميا في السجون ..أوأحد النظيفين من أفراد الشعب الذين لا يرضون الذل والفساد ..وحرق البخور لأصنام النظام بل ربما ينتقدون التوريث ويعارضونه !

أين كرامة مصر إذن حين تقف صامتة ذليلة [ نقصد نظامها ونبرئ أكثر شعبها ] أمام الصهاينة ..وهم يفسدون ويخربون ..وينهبون ..ويقتلون .. فكم قتلوا من جنود مصر وأفرادها على الحدود .. فلم يبال بهم مبارك ولا نظامه ..مع أنهم لو كانوا حيوانات ..لربما غضب لها صاحبها وقاتل دونها وحاسب قاتلها .. !! لكن المصريين في نظر [ نظام الحزب الوثني = الوطني ] لاقيمة لهم مطلقا !!

..ولو كان [نظام الهلافيت ] يقيم وزنا للشعب المصري .. ويحسب له أي حساب .. لما ظل مشاركا في حصار غزة ..وتجويعها – كما شارك في تدميرها وسكت عليه بل شجع عليه !– ولما استمر يصدر الغاز الرخيص ِإلى اليهود ويخسر عشرات الملايين يوميا من ثروة الشعب المصري الجائع ..وهو أولى بها .. ..فيما قُوَى الشعب الواعية .. تصرخ ليل نها مستنكرة تلك الجرائم وغيرها مما يرتكبه ذلك النظام ..[ الموغل في الفساد لدرجة لم يعد يحتملها بشر ]!!

.. ولو أن هذا النظام [ الساقط ] كان لدى مسؤوليه ذرة من إحساس أو دين أو غيرة أو إنسانية أو وطنية ..! ألم يكن الأولى بهم سحب سفيرهم لدى العدو الصهيوني ..حين دمر غزة ..وحين أهان مصر وشعبها ونظامها – مرارا وتكراراً ؟!  بدلا من سحب سفيرهم لدى الجزائر لأنها    [ هزمتهم ] في لعبة فارغة عابثة مصممة للإفساد والإلهاء والغوغائية وإثارة الإحن والأحقاد والعداوات بين الأشقاء والإخوة ؟؟!!

.. ومهما قلنا عن نظام الفساد والقمع والعمالة والسقوط الذي ابتليت به مصر .. فلن نوفيه حقه .. فقد أصبح مدمنا على تحمل النقد بل الهجوم بل السب والشتم .وكعادة بعض نظمنا ووجوهها الذين قال فيهم مظفر النواب :

( ماذا أفعل ؟! إن أشد بذاءات العالم تتألق فوق لِحاكم )!

.. من هنا تعتبر هذه الأوصاف مدحا لمثل هذه النظم .. إذا قيست بواقع أفعالها وانحطاط حالها !

.. ولو ذهبنا نستقصي مفاسد مثل النظام [ المباركي ] لما استطعنا أن نحيط بعشر معشارها ..ولو ملأنا مئات الصفحات .. ويمكن لمن يريد أن يتابع ما يكتب عن ذلك النظام .. وخصوصا في داخل مصر من صحف ومنابر المعارضة ..ومن أحرار مصر ..وليسأل السجون وأقبية التعذيب ..ومراكز الشرطة والتحقيق وأمن الدولة وغيرها .. عن [ حقيقة كرامة مصر والمصريين ] التي ادعى عملاء المعركة الكروية الغيرة عليها .. لأن الجزائر هزمتهم في لعبة تافهة ! 

والجزائر ..وما أدراك ما الجزائر ؟!

كيف سُرِقت الثورة الجزائرية الأصيلة ..وبددت دماء ملايين الشهداء؟!

.. أما الجزائر فحديثها كذلك يطول ويوجع !

  ابتداء .. ما حصل في الجزائر مثال على [ سرقة الثورات ] وتبديد جهود المخلصين ..

فمنذ إسقاط الخلافة العثمانية [ المريضة ] وتحالف الكفر الصهيوني الصليبي .. مستنفر – بكل قواه – للحيلولة دون عودة قيام خلافة راشدة تجمع شمل المسلمين ..وتنهض بهم . وتحمي حياضهم من الطامعين ..وتمنع لصوص الاستعمار ووحوش الديمقراطية وحضارة السفاحين القتلة ! من نهب خيراتهم .. وتمزيق بلادهم وصفوفهم .. وحراسة تخلفهم وتمزقهم وزيادته .. والإمعان في قتلهم وإرهابهم ..وإبادة ما أمكن منهم ! ونشر سياسات الإفساد والتخريب والانحلال والخلافات والجهل فيهم !

   ولذا ظلت أجهزة الاستعمار – وما بعد الاستعمار بهيمنته وإشرافه وتوجيهه ورقابته – في أعلى درجات اليقظة والتوجس .. لئلا يعود ظل الخلافة الإسلامية .. - ولو وهما !.. و[ حجموا أو حرفوا أو صادروا ] كل توجه لذلك النهج .. وناصبوا العداء لكل وعي إسلامي ناضج ..وتوجه إسلامي متكامل ورصدوا كل حركة حتى لا يعود [ بعبع الخلافة ] يؤرقهم ويقض مضاجعهم !

.. لعل المتأمل في تاريخ القرنين السابقين .. يلاحظ الكثير من الأدلة على ذلك ..

.. ولنحصر حديثنا في الحالة الجزائرية بشيء من الاختصار ..

مالك بن نبي الفيلسوف الجزائري الفذ والمفكر المسلم الواعي .. عاصرناه في القاهرة عدة سنوات ..في الخمسينيات إبان الثورة الجزائرية وقابلنا عنده بعض قادتها المخلصين الأصيلين [ غير المتفرنسين المبرمجين !]

.. سمعت مالك بن نبي  - أكثر من مرة – يقول : لقد قامت الثورة الجزائرية من رجل الشارع العادي الذي لا يعرفه الاستعمار .. والذي كان يحافظ على الصلوات الخمس في المساجد .. مثل ( العربي التْبَسّي وبن بوالعيد ) وأمثالهما من المسلمين العاديين الصالحين الطيبين – غير الملوثين ..أوالملتاثين !

وكان هنالك زعماء تقليديون لهم ملفات كاملة عند الاستعمار ..ويعرف كيف يتصرف معهم – على أسس علمية – ويسيرهم – ولو بطريق غير مباشر- ! ( يضغط على زر هنا .. فيتصرفون تصرفا معينا هناك ) ..كما قال مالك !

.. وأصبح الاستعمار في حيرة كيف يتصرف .. وقادة الثورة الجدد  لا يعرفهم .. ولو أراد أن يضع لهم [ خارطة تحَكُّم ] لاحتاج لعشرات السنين .. ! ثم إنهم ميدانيون متغيرون .. كثيرا ما يستشهدون ويحل محلهم غيرهم .. إلخ ..( لا زال الكلام لمالك بن نبي – كما سمعته عنه شخصيا )

فكيف يتصرف الاستعمار الفرنسي إذن ؟!

لم يبق إلا أن يجر الثورة تحت [ لافتة وسيطرة الزعماء القدماء التقليديين ] ..

( هذا مما أذكره من كلام الأستاذ مالك بن نبي شخصيا )

فكان حادث خطف الطائرة المشهور والتي كان فيها خمسة من أؤلئك [ الرموز] ..وجرى تلميعهم – بزخم كبير - .. وشيئا فشيئا .. إذا بثورة المليون شهيد وأكثر .. تدخل تحت حوزة الزعماء الجدد [ الذين لا يحملون الهم الإسلامي في الدرجة الأولى ] والذين اعتادوا الأساليب الفرنسية في معظم حياتهم وتصرفاتهم .. بل وتزوج بعضهم من فرنسيات ! ..وهكذا تم [ تجيير الثورة الإسلامية النشأة والأهداف والمصير لصالح أصدقاء فرنسا ..أو على الأقل العلمانييين .. أو غير المهتمين بالنهج الإسلامي ..- تجنبا لقيام حكم إسلامي ! فتبددت تضحيات ودماء المليون ونصف مليون شهيد ..والذين ما قاموا ولا قاتلوا إلا في سبيل الله ولتكون كلمة الله هي العليا !

.. لقد سمعت أحد قادة الثورة الجزائرية – إبان زخمها – واسمه ( عمر بوقصي ) ..وكان قد جاء مع زميلين له من القادة إلى القاهرة – تسللا طبعا عبر تونس وليبيا –للاستشفاء ومعالجة الجروح..( وقابلتهم عند الأستاذ مالك بن نبي في بيته بالمعادي بالقاهرة ) قل عمر بوقصي ..ولا زلت أذكر كلماته بالحرف ..:" نحن ما سمعنا بالجزائر ..وما قمنا نقاتل في سبيل الجزائر .. بل سمعنا أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأسيادنا ( أي أجدادنا ) جاهدوا فخرجنا نجاهد مثلهم.. ".." سمعنا أن هناك قتالا بين المسلمين والفرنسيين ..فخرجنا نقاتل مع المسلمين "

..ولمن يتذكر وكان يتابع – إبان اشتعال الجهاد الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي ..ومن كان يسمع أو يتابع الإذاعة الفرنسية بالعربية .. فلم يكونوا يقولون ( جزائريين ) بل كانوا يقولن (القتال بين المسلمين والفرنسيين )!!

.. وكان النظام [ اللاإسلامي = سمه إن شئت علمانيا أو ليبراليا أو متغربا أو متفرنسا .. إلخ ]

وأُنشِئتْ أجهزة وجيوش ونظم ومخابرات – لم تكن القوى الأجنبية المراقبة عنها بعيدة - .. ولم يراعَى فيها الإسلام كثيرا .. بل دولة كسائر [ دولنا الحديثة التي صنعها الاستعمار ] سواء بمعاهدة سايكس بيكو أو سان ريمو أو غير ذلك ..! تتحكم فيها عقليات [ مغسولة غربيا ] معجبة بالحضارة الغربية معتنقة لمبادئها مفتونة بها وببريقها لا تعرف عن دينها وتاريخها الكثير – بل ربما بعض صور مشوهة جزئية ..! .. وحين حاولوا تطبيق الديمقراطية .. وكانت انتخابات – نزيهة نسبيا – ونجح فيها إسلاميون عمليون ( جبهة الإنقاذ) .. تدخل [ العسكر المتفرنس بقيادة العميل الكبير الجنرال خالد نزار ] وأحبطوا كل نتائج الديمقراطية [ برعاية وتوجيه فرنسي وغربي –شبيها بما جرى مع التجربة الفلسطينية وحماس ].. وأُحبطت كل نتائج الانتخابات ..وأدخل [ عسكر المخابرات الأمريكو – فرنسية ..وربما الموسادية الصهيونية أيضا ] أدخلوا الجزائر في دوامة عنف ودماء كلفتها عشرات الآلاف من الأرواح البريئة .. وجرت فيها تصرفات قذرة وهمجية تقشعر لها الأبدان .. سواء في التعذيب في السجون ..أو تلبس عسكر الاستخبارات الأجنبية لبوس المتدينين [ لحى وجلابيب] وذبحهم للقرى والمدنيين والنساء والأطفال  حتى في عز شهر رمضان ..وهتكهم للأعراض وعيثهم بالفساد وإهلاكهم الحرث والنسل ..ليشوهوا سيرة المجاهدين المسلمين ..والذين قام بعضهم ليثأر ممن [ اغتالوا الديمقراطية ] لأنها أنتجت غلبة لقوى إسلامية يرفضها الصليبيون          [ وخصوصا الفرنسيون والأمريكان ] وكذلك الصهاينة بالطبع وكل ذيولهم بالتأكيد – مهما تلبسوا من لبوس أو مسوح ..أو [ جعطوا = أي صاحوا بأعلى أصواتهم ] بشعارات زائفة أو خادعة أو مضللة!.. لأن كل مشروع إسلامي جدي يترجمونه خطراعلى الكيان الصهيوني والمطامع الاستعمارية المتطلعة والراتعة في عالمنا العربي والإسلامي .. كما أشار نيكسون في كتابه المشهور [ الفرصة السانحة ]!!

وقد كان إرهابيوخالد نزار والموساد والاستخبارات الكافرة يركزون [ قذاراتهم ] في المناطق التي أيدت جبهة الإنقاذ ..إمعانا في الانتقام والتشويه !

  ( اقرأوا إن شئتم كتاب [ الحرب القذرة ] لحبيب سويدية – وكتاب [ مافيا الجنرالات ] لهشام عبود ..) وكلاهما من أجهزة وضباط الجيش والاستخبارات الجزائرية .. ولعلهما لم يحتملا ما رأيا وشاهدا .. وحين ( انعتقا ) باحا ببعض ما شاهداه عيانا من الأهوال والنكال وقذارة خالد نزار وطواقمه ..وإجرامهم بحق الجزائر وشعبها وثورتها وإسلامها !!

  وما ذكرا إلا القليل ..ولعل في جعبتهما وجعبة غيرهما الكثير !

وأذكر أن مراسلة جريدة الحياة كانت قد سجنت مع مجرمين .. حين حضرت محاكمة في فرنسا [ أم الحرية ! ] تتعلق بالموضوع ..لئلا تشهد على الجناة عملاء المخابرات الفرنسية !

.. ولعلنا ننتظر إصدار [ قوائم سوداء ] بالمجرمين العملاء .. – لتتم محاسبتهم – ولو بعد حين ..وليعرفهم التاريخ والناس ..وحتى الذين [ نفقوا ] لا بد من تسجيل أسمائهم ليحاسب ورثتهم ..ويسترد الشعب منهم ما نهبه أسلافهم من أمواله وحقوقه ولتعويض المظالم التي ارتكبوها !!

.. أما الله فلا تخفى عليه خافية ..ولا تضيع عنده ذرة ..

.." ونضع الموازين القسط ليوم القيامة .. فلا تُظلَم نفس شيئا وإن كان مقدار حبة من خردل أتينا بها ..وكفى بنا حاسبين "- ( الأنبياء:47 )

 وحبذا لو أعد كل شعب كذلك – والناشطون فيه وأحراره ومؤسساته– قوائم سوداء بفاسديه ومفسديه ولصوصه ومعذبيه – ليصار إلى محاسبتهم أو محاسبة خلفهم حين الإمكان ..!

..وإنها لمعركة أزلية بين الحق والباطل ..!

.. – نكتفي بهذا القدر .. وهذه الأمثلة في هذه الحلقة ..ولعل لنا لقاء تفصيليا آخر في حلقات تالية ..

كفى الله العرب من شرور هذا العجب ..!

..وإذا لم يغيروا ما بأنفسهم وواقعهم ..و[ رؤوسهم ] وأوضاعهم .. فلينتظروا تحقق القول المأثور .. ( ويل للعرب من شر قد اقترب ) ..

 نسأل الله العفو والعافية .. والمعافاة الكاملة .. في الدين والدنيا والآخرة .