تاجر الجثث علي الشمري .. فازت به أمريكا
تاجر الجثث علي الشمري .. فازت به أمريكا
فرات ناجي
توقع الجميع أن يكون علي الشمري وزير الصحة السابق عن التيار الصدري مختبئاً في إيران ، لكنه فاجأ الجميع بأنه في امريكا ، وأن مسؤولاً أمريكياً حمله إلى نيويورك واسكنه هناك ينتظر الحصول على اللجوء السياسي ! .
ولكن ما معنى أن يُمنح حق اللجوء السياسي لأحد قيادات التيار
الصدري وقائداً من قادة فرق الموت فاحت نتانة جرائمه لتعبر الحدود ؟! وهو من الناحية النظرية احد أهداف ( خطة فرض القانون ) واحد أهداف الأمريكان الذين يتحدثون عن مطاردة فرق الموت ويساوون خطورة جيش المهدي بخطورة القاعدة !
ولكن من هو علي الشمري ؟
علي إسماعيل
الشمري ، خريج كلية طب الكوفة عام 1987 ، فُصل من وظيفته كمدرس في مستشفى النجف التعليمي عام 2000 لأنه كان يبيع أسئلة الامتحان إلى الطلبة العرب الميسورين ، وعند انكشاف أمره هرب إلى الأردن ليعمل في وزارة الصحة الأردنية عام 2002 ، ثم ذهب إلى قطر حيث عمل في مؤسسة حمد الطبية / قسم الطوارئ بين 2002 ـ 2006 وهناك ادّعي انه من أهل السنّة والجماعة إذ فعّل التقية المكثفة منكراً انه من أتباع مذهب آل البيت ! .
علي الشمري يرفض الحديث عن سر لجوئه إلى امريكا بدلاً من التوجه إلى الحاضن الطبيعي لأمثاله ( طهران) وبشّر الشعب العراقي بأنه سوف يتحدث في وقت لاحق عن منجزاته ومنجزات وزارته فيما تولى رفيقه في القتل والسرقة الدكتور سعيد حقي الكردي الفيلي حامل الجنسية الأمريكية المدير الحقيقي للهلال الأحمر العراقي والذي استولى على تعويضات المصابين بالايدز ووضعها في جيبه واتلف الوثائق الخاصة بدعاوى وحقوق أولئك
الضحايا الذين انتقل إليهم المرض بواسطة دم ملوث مستورد من فرنسا ! تولى الدكتور حقي مهمة تعليل هروب رفيقه علي الشمري بأن الأخير مهدد بالقتل لأنه طرد الفاسدين من وزارة الصحة وأراد إصلاح الوزارة ! في حين أن المعروف هو أن علي الشمري متخصص في طرد الموظفين والأطباء السُنّة من مؤسسات الوزارة ! وهذا بالطبع بالنسبة للذين افلتوا من الاختطاف والقتل ! .
وكان من مساعدي علي الشمري عبد المهدي المطيري مصلّح الثلاجات المسروقة في سوق مريدي بـ ( مدينة الصدر المنورة ) والذي تولى إدارة دائرة المشاريع في الوزارة أكثر دوائر الوزارة دسامة من حيث الواردات .
أما ثاني أقرب مساعديه فهو حاكم الزاملي خريج الدبلوم الفني الذي تولى مسؤولية الدائرة
الإدارية في الوزارة والذي كان شريك علي الشمري في بيع الجثث بالجملة وبالمفرد ( بيع أعضاء المغدورين ) أو بيعها إلى أسر الضحايا
وعلي الشمري ورفيقه حاكم الزاملي ومن هو دونهما حوّلا دائرة الطب العدلي إلى مصيدة للعراقيين الذين يسألون عن جثث أبنائهم المقتولين بأيدي جيش المهدي الجهة التنفيذية لجرائم الشمري والزاملي ! وحوّلا المستشفيات إلى مصائد لأهل السنّة المرضى والمصابين ، حيث كان كل سنّي وبالأخص في مستشفيات ( النور في الشعلة والكاظمية والثورة ( مدينة الصدر المنورة ) واليرموك ) كان كل سنّي يسحب من سريره ليقتل أو يُحقن بأبرة سامة تقتله قتلة سريعة رحيمة !! هذا فضلاً عن قتل ذوي المصابين وإخفاء جثثهم في ثلاجات تلك المستشفيات !!
ولأن وزارة الصحة هي وكر صدري ومركز عمليات لميليشياته فإن الأموال الخاصة بالوزارة كانت تتدفق على عصابات جيش المهدي الذين يملأون المستشفيات ومؤسسات الوزارة ، أما اللقمة الكبيرة فتذهب لجيوب القادة ومنهم حاكم الزاملي الذي حوّل مبلغ 60 مليون دولار إلى الأردن قبل اعتقاله من قبل الأمريكان في مداهمة وزارة الصحة في 9 / شباط / 2007 .
ولأن الزاملي كان يشك في عمه الوزير بأنه هو الذي علسه فقد تعاون الزاملي تعاوناً غير محدود مع الأمريكان وبعد يوم واحد من تعليقه من رجليه في مركز التحقيق أدلى بمعلومات عن 61 شخصية قيادية من أتباع مذهب آل البيت من المظلومين الذين عكسوا مظلوميتهم التاريخية في تشكيل فرقاً للموت في بغداد والنجف والسماوة وغيرها ! .
بوم اعتقل الأمريكان حاكم الزاملي كان الوزير علي الشمري في اجتماع لمجلس الوزراء وعندما وصله الخبر واساه دولة رئيس الوزراء نوري المالكي بقوله : لا بأس بالتضحية بثلاثة أو أربعة فهذا أفضل من خسارة كل شي !
علي الشمري الذي احتضنه الأمريكان يقول اليوم انه في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من وزارة الصحة الأمريكية مع انه لم يعد وزيراً منذ نيسان الماضي ! أما التيار الصدري فيقول انه اختار الشمري للوزارة لأنه تكنوقراط وليس لأنه من أقطاب التيار ! فيما لم يعرف عن الشمري نبوغاً في الطب يوازي نبوغه في المتاجرة بالعذاب الإنساني وسفك دماء المسلمين وبيع أعضائهم واستخدام موارد الوزارة وأسطول عربات الإسعاف فيها لنقل الأسلحة والمختطفين وتهريب كبار قادة فرق الموت إلى ملآذات آمنة مثلما فعل مع ( أبو درع ) كما استخدم تلك العجلات لاصطياد السُنّة الراغبين بالتبرع
بدمائهم لضحايا التفجيرات وكان يتعمد محاصرة المستشفيات التي تقع في مناطقهم ويمنع عنها الأدوية والدم والمستلزمات الطبية الضرورية الأخرى .
علي الشمري وذهابه إلى امريكا لغز يثير أسئلة كثيرة عن دور الأمريكان في التعامل مع فرق الموت ودورهم في التغطية على قادتها حتى صار من الممكن الافتراض أن كبار المجرمين في جيش المهدي الذين أشيع أنهم ذهبوا إلى إيران عند بدء تنفيذ خطة فرض القانون من الممكن أن يكونوا في نيويورك أو واشنطن يلتهمون الهمبرغر ويشربون البيرة بانتظار الحصول على الجنسية الأمريكية والعودة إلى العراق للعمل على تطوير البنية التحتية للبلاد ومسك حسابات مشاريع الإعمار أو الاستفادة من خبراتهم الدموية للعمل كمحققين مع التكفيريين والنواصب ! .