حكاية صناعة فتح الإسلام والمنظمات الارهابية

تمهيدا لساعة الصفر السورية وحنق حزب الله وتهديده

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

ما يجري في لبنان أمر مهوول ، لاطاقة للبنان الشعب والدوله والحضاره والثقافه من تحمله ، فمن يزرع الموت فيه والى متى ؟ تساؤلات فهل لها من إجابه؟ هل هي امريكا فعلا التي نرمي عليها كل الغسيل الوسخ لنتخلص من تحمل المسؤوليه ،أم هناك أطراف اخرى ، ومما لاشك فيه أنّ لامريكا مصالح في المنطقه تسعى لتحقيقها،كما كان من مصلحتها في السابق عندما سمحت للقوات السوريه للبنان واطلاق يدها في أن تفعل ماتشاء فيه، وغضّت الطرف عنه وعن جرائمه ، ولكن وباعتقادي الجازم أنه ليس من مصلحتها الان زعزعة الامن في لبنان، وخاصة وأن الحكومه المتواجده هناك ليست على خلاف مع أمريكا ، وايضا اذا علمنا ان هناك تقاطع في المصالح المشتركه بين الطرفين ، ومنها مكافحة الارهاب ، وعدم اعلان الحكومه اللبنانيه العداء لامريكا البلد المهم ؛ وانما فقط مد يد الصداقه لها ولكل دول العالم ،كدوله لها مصالح وارتباطات طبيعيه مع العالم، على عكس المحور المناوئ المرتبط اقليميا بمحور الشر التي تقوده الدوله الظُلاميه ايران،وكذالك الحال مع اسرائيل التي تريد أن تؤمن حدودها من الجهه الشماليه ، وكان لحزب الله الدور الاكبر في السابق في تلك الحمايه ، ولكن وبسبب تقاطع الخطوط وشربكتها بعد بروز السلاح النووي الايراني ، وتخلي حزب الله عن بعض الاتفاقات السابقه في المعاهدات السريه الموقعه بين الجانبين ، والتي أدت في نهاية الامر الى التصادم بما سمي بحرب تموز لفرض واقع جديد يخدم المشروع الايراني التوسعي ، فذهب حزب الله لاثبات وجوده عبر مغامرته التي تبرأت  لبنان الحكومه والدوله منها وأعلنت أن لاطاقة لهذا البلد الصغير من مواجهة اسرائيل منفردين وأن لامصلحة لهذا البلد في ذالك ،مما وقى لبنان من توجيه ضربه تدميريه ربما تستهدف وجوده من على الخارطه ليكون ركاما يتغنى على اطلاله النظام السوري وحلفاؤه،تماما كما حصل في الجنوب المتحصن به حزب الله المارق عندما دمّرولم يبقى منه حجرا على حجر،وراح النظام السوري يسوح وينوح ويبكي الاطلال ، بدلا من الدخول للمعركه لمساعدة الحليف والاداة التي دفعها بهذا الاتجاه،وراح يوزع نياشين البطوله على نفسه ، ويلقي تهم التخوين على الاخرين ، ويعلن من دمشق بعد اختبائه كل فترة العدوان ، ان النصر تحقق بفضله وحكمة قائده ، وهكذا كان الامر من حزب الله الذي أعلن النصر الالاهي لهذا الحزب لأنه بقي على وجه الحياة،وليست مهمه أرواح ألاف الضحايا من الابرياء المدنيين ، والمليارات التي خسرها لبنان من هذه الحرب وانهيار الاقتصاد ، تماما كما كان النصر في حرب ال 67 في بقاء الانظمه وذهاب الارض والكرامه العربيه فكانت اهداف الجار السوري الذي عمل على تموين هذا الحزب تسليحيا بعد أن تلقى التمويل المادي من ايران ، ليس لمواجهة اسرائيل في الاساس وانما لمواجهة الداخل الوطني ،ولكن شاءت الاقدار ان يتحول المسار،بعد الحسابات الخاطئه،وما ذالك كله الا ليبقى لبنان على كف عفريت ، وبؤره للصراع الاقليمي والدولي تتم فيه تصفية الحسابات لصالح المحور الايراني والضغط على الاطراف ، والثمن هو الدم والاقتصاد والازدهار والارض اللبنانيه، وليعود للنظام القمعي السوري دوره في هذا البلد ، وابقائه رهينة لسياساته ، وضرب حركة الاستقلال والحريه أذا من هو المستفيد من لخبطة الوضع في لبنان بالدرجه الاولى وطربقته واراقة الدماء وقتل الكبار من أبنائه والمناوئين جميعهم لسوريا النظام بعد ان استعرضنا المتهمين جميعا ومصالحهم ، انهم أل الاسد والمتورطين بقتل الشهيد رفيق الحريري ، لنسف المحكمه التي من المرجّح إنشاؤها تحت اطار البند السابع ، من خلال نسف لبنان

ولنستعرض الاحداث كما وقعت ولنضع اليد على الجرح ونعرف من وراء كل مايجري في لبنان ولا أريد ان استرسل في التاريخ الى بداية نشوب الحرب الاهليه اللبنانيه والفتنه التي وقعت ، وكان سببها الاستخبارات السوريه عندما قتلت الشهيد كمال جنبلاط واشعلت الحرب الاهليه، وفيما بعد عُرف القاتل وهو ضابط استخباراتي سوري واسمه وسكنه وكل شيء عنه ومن وراءه ولكن سأبدأ من يوم تنصيب الجنرال أميل لحود الصنيعه السوريه الذي تم له التمديد القسري الغير شرعي ، والذي فجر الازمه والاستياء لدى الشعب اللبناني من التدخل الاسدي في شؤونهم الداخليه وبالتالي ادى ذالك الى الاحقان السياسي في البلد ، والذي أدى في نهاية المطاف الى قتل الحريري الذي أدّى الى الانتفاضه اللبنانيه الشعبيه الواسعه والتي أدت الى الخروج المذّل للقوات السوريه الامنيه من لبنان وقواته الاستخباراتيه الاستبداديه الظالمه ، التي عاثت في لبنان فسادا وتخريبا وقتلا وتدميرا تماما كما فعلت في سوريا

ولكن لبنان لم يسلم فيما بعد ،وخاصة بعد إجراء الانتخابات التشريعيه واعطاء اللبنانيين أصواتهم وثقتهم لتيار الاستقلال الاحرار، وهنا ثارت ئائرته وحرك عملائه وأدواته واستخباراته، الذين أبقاهم على الارض اللبنانيه  لأن الذي خرج هي القوات النظاميه، وليست أدوات الاجرام ، ليدخل لبنان الى المصير الذي رسمه ال الاسد وخططوا لحدوثه ،وليسقط الشهيد تلوى الشهيد من خيرة ابناء البلد واحرارها ، وجميعهم من المناوئين للنظام السوري ، مع حدوث بعض التفجيرات هنا وهناك، مع التهديدات المتواليه باستمرار حلقة الاجرام ، ان لم يخضع قادة الاستقلال لابتزاز الاسد ، ولكن الاحرار قد حسموا أمرهم في معركة المصير أن لا للاستسلام لأي نوع من الارهاب أو التنازل عن تحمل المسؤليه التي أولاهم اياها الشعب

ولمّا لم ينفع معهم ذالك جاءت الاوامر من دمشق وطهران لحزب الله بالانسحاب من الحكومه لتأزيم الوضع والضغط على جماعة برّي كذالك للانسحاب، وبلمحة بصر ليعلنوا أنّ هذه الحكومه صارت بدونهم غير شرعيه ، وليبدأ التصعيد وبشكل آخر وشاحنات السلاح تصل تباعا من الحدود السوريه الى العملاء ويضبط بعضها، وادخال المجموعات الارهابيه الى كل أنحاء لبنان تسللا، ولتكتمل الصوره بمنظمة فتح الاسلام ، وهذه لها قصه وحكايه

وحكاية فتح الاسلام هي من لون الحكايات القديمه لنظام أل الاسد قد صاغوها باحكام للتملّص من الجريمه كما فعلوا في سوريا ، التي كتبت وقائعهم فيها على جدر مضرجة حزينه ، بما فعلته مليشياتهم  وتنظيماتهم وعصاباتهم الاجراميه،من استخدامهم البارود والرصاص وكل رزيّه،  والاسلحة الثقيله التي لم تفرق بين طفل وشيخ أو امرأه أو رضيعه ، هي حكاية  الالاف المؤلفه من الابرياء الذين قتلوا وبدم بارد دون خشية من الله أو الانسانيه، من حلب الشهباء الى جسر الشغور فتدمر وكل المدن السوريه ، والفاجعة الاكبر في حماة الابيّه ،مات فيها كل شيء الا القتله وأسلحتهم التدميريه، فجعلوها ركاما فوق ركام ولم يعترفوا بالجريمه، أو يهتزّ لهم جفن أو تكون لهم قضيه ، وكذالك هم مع فتح الاسلام احدى تنظيماتهم الارهابيه،الموصولة بأجهزتهم الامنيه ، ربّوهم على أياديهم الخبيثه، لينشروا الدمار والخراب وعدم استقرار في لبنان، لتعطيل المحكمه الدوليه ونشر الرعب ليتخلى لبنان عن القضيه،قضية شعبه الذي ذبح ونكّل به كما في سورية الحبيبه،

قضية أمّه قد أصابها الضيم والظلم والقهر والجريمه،من يوم دخول الغاصب المحتل الاسدي  ومحاولة اغتيال الشهيد الحي مروان حماده،ألاف الضحايا سقطوا ، كبار القاده أغتيلوا، وتشريد شعبهم بمعظمه، ولم يسلم من أذاهم الا الناعقين بحمدهم أو اتباعهم، فلم يشبعوا من كل هذه الدماء الزكيه ، الى أن قتلوا رائد الامه شهيد لبنان الخالد في الذاكره لأنه أعاد أمجاد لبنان عندما أعاد بنائه من جديد ، ولست أقصد بناء الحجر والمباني الشاهقات والتنظيم الأرقى فحسب، وانما بناء النفوس والعقول وتضميد الجراح ، ثم وما تلاه من احداث داميه،أخذت الكبار صانعي النهارفي هذا البلد، صانعي المجد الجديد وحرية الانسان، وكان أخرهم الشاب العريس بيار أمين الجميل، ثم وما تبعها من  تفجيرات في عين علق ،التي قصد من وراءها زرع الفتنه بين الطوائف اللبنانيه، والتي راح ضحيتها الابرياء من المدنيين في باصين عامين للركاب ،وما تلاها من أحداث ومنها العثور على المتفجرات التي لم تنفجر ،واضطرابات خطيره هنا وهناك في هذا البلد الذي يعاني لانه قرر أن يكون حرا وديمقراطيا،يسوده الحوار لا لغة القهر والوصايه،رافضا لغة الرق والعبوديه،سائرا في دربه باصرار وعزيمة لاتلين لقلع النبتة الخبيثه، وهي الاستعمار الامني الاستخباراتي السوري اللبناني السابق وحواشيهم وعملائهم وأدواتهم الاجراميه، ليعم السلام والطمأنينه في هذا البلد، وليعود درّة كما كان وتاجاً مرصعا، تلتفت اليه الانظاروتستلهم من تضحياته المعاني وتمر الايام والشهور الى حين العثور على الخيط الرابط بين كل الاحداث الاجراميه التي وقعت ومن وراءها، بعد ان وصلت الاجهزه الامنيه اللبنانيه الى وكر من ملأ أرضها ارهابا ورعبا ، إثر السطو المسلح على البنوك من عصابة ماعرف بفتح الاسلام التابعه لأحمد جبريل القياده العامه ، التي تتلقى أوامرها من مركز القرار الامني في دمشق وملاحقتها،وكشفها ومعرفة قائدها الارهابي شاكر العبسي  الذي فرّ الى سوريا بعد ان حكم عليه بالاعدام في الاردن ، لقتله الدبلوماسي الامريكي، وضبط متلبسا بحيازة الاسلحه الناريه والمتفجرات ، والذي سجن في سوريا لمدة سنتين ، ثم يفرج عنه لنراه في الموقع القائد والمخطط والمنظم في أخطر حركة مسلحة ارهابيه متخذة الاسلام ستارا لها ،بعد ان زرعت الرعب والخوف والموت لمدة أشهر قبل أن تكتشف "ونحن نعلم عاقبة من ينتمي الى حزب اسلامي في سوريا أقله الاعدام ، فكيف اذا كان مسلحاً" فالامر لم يأتي عبثا ، وانما بتدبير وتخطيط منظم من البلد الجار ومن مخيم نهر اليرموك أيضا تأتينا الاخبار ، عن الخبير وصانع المتفجرات السوري الذي فجر نفسه عندما حوصر من أجل ألا يكشف من وراءه، ثم ليعلن  هذا التنظيم الارهابي بعد أن ضاق الخناق عليه وبتحد سافر، تبنى عمليات التفجيرات التي حصلت ويهدد بتوسعتها،في خطوة غبيه أوقعته في الشرك وجعلت الشعب اللبناني يلتف وراء حكومته السنيوريه العتيده، التي لم تتخلى ولم تستسلم لأي ضغوط أرهابيه

ومعنى تبني فتح الاسلام هذه العمليات الاجراميه ، أي انه كان مستعد كما يقولون لنقطة الصفر لتفجير الوضع في لبنان،عندما يأتيه الامر من دمشق، أي أنه والقياده العامه وتوابعهما وملحقاتهما وحزب الله قائدهم كما وردت التقارير، كانت جاهزه لطربقة لبنان فوق ساكنيه، وعدم ترك حجر على حجر كما جاء في تصريح بشار، وهذا ماأزعج حسن نصر الله عند مواجهة الجيش لهذه الحفنه وأعلن متوعدا ومحذرا من دخول الجيش اللبناني الشرعي الى مخيم نهر البارد،في نفس الوقت الذي رحبت به الفصائل الفلسطينيه للقيام بأي عمل يقوم به الجيش لاخماد الفتنه ، والقضاء على هذه العصابه، وهذه اشاره خطيره من حزب الله ومنعطف مهم في حياة الدوله اللبنانيه التي بدأت تضع يدها على القضيه بأكملها، وتعرف بالادله القاطعه من يريد بهذا البلد السوء والدمار ، بعد أن عرفتها عبر الممارسات لهذه الفئات المتآمره على البلد، وبالتالي كان قرارها الحسم في هذا الامر، وأن لاتفاوض مع القتله وهذا يعني أن لبنان يتعرض لهجوم صارخ أكبر من قدراته الذاتيه لصدّه، أي أنه سيكون له المبرر لطلب العون الدولي لمساعدته في مواجهة هذا الهجوم الشرس الذي يستهدف وجوده وكيانه، ليجعلوا منه ساحة يرتع فيها المجرمون ويكون مركزا عالميا لتصدير الارهاب ، وهذا مالا يطيق تحمله لبنان، ، وكان أول الغيث ثمان طائرات أسلحة وعتاد أمريكيه واماراتيه وأردنيه، والبقية تتبع ،وستنبئنا الايام بما سيكون عليه لبنان في المرحله القادمه ماحظه تعريفيه:(تنظيم أو عصابات القياده العامه التي يتزعمها أحمد جبريل معظم عناصرها من السوريين المطلوبين في جرائم جنائيه لقتل او سرقه او اغتصاب او ماشابهه في سوريا، ويتم غض الطرف عنهم عند انضمامهم لهذا الفصيل، ويستطيعون الدخول الى سوريا لخمسة عشر يوما والعوده لأنهم يخدمون أهداف النظام الساميه في تنفيذ مخططاتهم ،ولكن عندما يفتضح أمر أحدهم يقومون على تصفيته فورا وهذا ماعرفته عنهم عند اختلاطي بهم عام 1981 بعد أن رماني القدر في لبنان لأكون قريبا منهم ، ولأتعرف على عناصرهم وقصصهم، وكانوا في تلك الايام يمارسون السلب والنهب وفرض الاتاوات وكذالك القتل ان دعت الضروره ، واسعصى عليهم أمر أحد، وعصابة فتح الاسلام هي جزء من هذا الخليط المجرم المغضوض الطرف عنه،والذي يعاقب حين الفشل ، اما بالتبري منه ان صعب قتله أو تصفيته عند المقدره).