العيد الستون.. وحتى متى يا حكام الشام
محمد فاروق الإمام
[email protected]
مر علي وعلى الآلاف من السوريين
المنفيين في أرض الله الواسعة من واشنطن حتى شنغهاي، ومن سنغافورة حتى نيوزلندا
واستراليا، العيد الستون ما بين عيد فطر وعيد أضحى، بعيداً عن الوطن الذي نعشق وعن
الأهل والعشيرة والأحبة.. حتى لم تعد الذاكرة تستطيع رسم معالم بيوتنا وأحيائنا
وأشكال أبنائنا وأحفادنا وأقربائنا وأصدقائنا!!
آباء وأعمام وأخوال وإخوة رحلوا..
وولادات وأحفاد باتوا آباء وأمهات لا نحفظ أسماءهم، ولا أشكالهم، ولا حتى نستبين
أصواتهم أو نميزها.
أما آن لهذا المسلسل المخجل أن تنتهي
فصول حلقاته القاتمة المحزنة، ويعود هؤلاء المنفيون إلى وطنهم، وقد تقدم بهم العمر
ليمضوا أيام حياتهم الأخيرة على تراب بلدهم وفي حضن أهلهم وعشيرتهم وتحت سقف
بيوتهم؟!
أما آن لأولي الأمر في الشام أن يحزموا
أمرهم ويتخذوا قرارهم وينهوا فصول هذه المعاناة القديمة الجديدة، التي لم يرو
التاريخ مثيلاً لها، أو شبيهاً بها، فقوانين كل أهل الأرض وشرائعهم قديماً وحديثاً
تمنع النفي أو تحدده كما فعل الفراعنة بثماني سنوات، فما بال المنفيين السوريين لا
يطبق بحقهم قانون الفراعنة ويعودوا إلى أوطانهم وأهلهم وعشيرتهم وديارهم وقد مضى
عليهم في المنفى أكثر من ثلاثين سنة ونيف؟!
هؤلاء المنفيون لم يرتكبوا أية
جريمة..فكلهم ضحية قوانين ظالمة ومراسيم جائرة وتقارير كاذبة، آن لحكام الشام أن
يتخذوا القرار المنصف والجريء بإلغائها.. لأن مثل هذه القوانين وهذه المراسيم وهذه
القرارات ستبقى وصمة عار يذكرها التاريخ.. والتاريخ لا يرحم ولا يحابي ولا يتملق..
فهل سيفعلها أولو الأمر في الشام وينهوا هذا المسلسل البغيض ويوقفوا حلقاته
المخجلة، وقد ولجنا القرن الواحد والعشرين، وهذا الحال لا يليق بأي نظام يعيش في
عالم اليوم.. عالم الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والرأي الآخر، دون
إقصاء أو إبعاد أو نفي أو تمييز!!