رسالة مفتوحة للسيد حسن نصر الله
رسالة مفتوحة للسيد حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله
م.نجدت الأصفري
لا اجانب الحقيقة عندما أقول بأنك كنت وما تزال محط انظار الظامئين من هذه الامة التي يكويها الذل والخنوع ، بأنك الصوت العالي الذي يرفع صوتهم ويجهر بأحلامهم وانك تمثل اهدافهم في قهر الاعداء الذين اذاقونا مر الهوان .
لقد استقطبت بكلماتك الصريحة والواضحة والجريئة قلوب محبيك ومثلت طموحاتهم في أن تكون مخلصهم من عهد تربع فيه على سدة الحكم اشخاص اقل ما يوصفون به ( أسد علي وفي الحروب نعامة)
بكلماتك الصادقة جمعت المقهورين واليائسين فنفخت فيهم آمالا كادت أن تموت واحلاما كادت أن تتلاشى .
يتلاقى الشباب يخبرون بعضهم أن للشيخ اليوم خطاب فيهرع الجميع الى التلفزيون يجلسون يصغون اليك اصغاء التلميذ الى استاذ يحبه ، ومحبط الى من يرفع له روحه ، تزداد حماستهم وتنموا طموحاتهم وتكبر احلامهم ، أما من فاته سماعك مباشرة طرق ابواب صدقائه ومحبيه يسمع منهم عنك ما فاته أو يأخذ منهم تسجيل ما تكلمت به وشرحت أبعاده .
اليس هذا رصيد يفتقده غيرك في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها هذه الامة المنكوبة يهؤلاء الطغمة الفاسدة من الحكام اللئام.
هذا الرصيد له مهر دفعته بإخلاصك وجهدك وعملك الدؤوب حتى استأثرت بهذه المكانة اللائقة بشخص مخلص مثلك. لكن الحفاظ على هذا الرصيد له قيمة يستوجب بذلها للمحافظة عليه وعدم التفريط به .
من خلال حرصنا الشديد على أحلامنا فيك فإني مصارحك بما يختلج بضميري الذي يؤلمه أن تخدش الصورة النقية التي نحتفظها عنك . فاسمح لي أن امارس نقدا من محب معتذرا إن أخطأت وسعيدا إن أصبت وفي كلا الحالين أكون ممن يشملهم دعاء الرحمة التي تقول (رحم الله من أهدى الي عيوبي)
يا شيخنا الفاضل
أنا من المشردين من اخوانك الشعب السوري الذين بلغ تعدادهم 18 مليون مشرد ( حسب احصائية أوردتها الدكتورة بثينة شعبان في محاضرتها في واشنطن هذا العام) وأنت تعلم انها من ركائز النظام السوري بل من اقوى اعمدته واخلص المنتسبين اليه .
المشردون هم من خيرة افراد المجتمع السوري علما واخلاصا وانتماء ، هجروا أوطانهم منذ عشرات السنين ( أنا شخصيا منذ اكثر من ريع قرن) معظمنا بدون أي سبب أو ذنب ، اللهم إلا حقد الحاكم الاوحد الذي لايرضيه الا نعاجا يقودها الجزار الى المسلخ دون تمرد أو تذمر ، ولولا أننا قد حالفنا الحظ في الهجرة او قل الهرب لكان حظنا مثل اؤلائك الذين قضوا في سجن تدمر أو المقابر الجماعية التي تنتشر في طول البلاد وعرضها ( وإن لم يحن الوقت الكشف عنها لوجودهم في السلطة كما تم الكشف عن المقابر الجماعية لديكم في مبنى وزارة الدفاع ومقر المخابرات السورية في عنجر)
آلاف من المواطنين شيوخا وشبابا اطفالا ونساء مرضى وأصحاء مسلمين وغير مسلمين شيوعيون وبعثيون حتى وصل القتل الى اهلهم وأقرب المقربين بلا ذنب اقترفوه ولا سوء فعلوه . نظام دموي فئوي اسري متعطش للدماء حاقد على الناس اجمعين ، الخص لك مأساة الشعب السوري بأن من تجاوز عمره اليوم الاربعين عاما يندر أو يستحيل أن لايكون قد ذاق الذل والهوان وفقدان الكرامة على ايدي جلاوزة السلطان فسجن وعذب وسلبت كرامته وامواله وشرفه مما قد لايصدقه إلا من عاشه ومر به ، اما الذين لا يزالون دون الاربعين من العمر فقد استمرؤا الذل والهوان من الصغر على ايادى والديهم واقربائهم واساتذتهم بتخويفهم حتى بالافصاح عن اية كلمة قد تودي بهم أو باحد افراد اسرهم الى الجحيم ، مما خلق لنا أجيالا من المهزوزين ليس لديهم إلا التسبيح بحمد السلطان ظل الاله على الارض ، هذا الجيل لايستطيع اهله حتى اسداء النصيحة اليه مخافة أن يزل لسانه (كما حدث للكثيرين ممن نعرف) فتقع الكارثة ويعم البلاء.
لا اريد تذكيرك بما تعلم من مذبحة سجن تدمر ، وتدمير حماة ، وحلب ، وادلب ، وجسر الشغور ، واللاذقية ، وحمص ...... الخ واغتصاب الحائر ، والتعدي على النساء أمام ازواجهن لارغامهم على الاعتراف بما لم يرتكبوا ، واغتصاب البنات أمام آبائهن واخوتهن لنفس السبب ، سيكشف الزمن من جرائمهم ما يشيب لهوله الغلمان .
هذا في سوريا ، كذلك في لبنان ، وأنت أدرى مني بما سمعت وما تسمع وما سوف تسمع في قادم الايام اهوال وجرائم من اغتصاب وقتل ومفقودين وسرقات ورشاوي و( السبعة ذمتها كما يقال) في البلاد الاخرى سواء المجاورة أو البعيدة ، نيدأ بالمرحومة بنان الطنطاوي في المانيا الغربية ، الى رفيق دربهم ومنظر حزبهم صلاح البيطار في باريس وزميله الجندي من أعمدة الحزب الرائد والقائد في فرانسا .... الى أن نصل الى سليم اللوزي واللائحة تطول حتى تصل الى الحريري ومي شدياق وجورج حاوي وآخر اللائحة حتى اليوم جبران التويني ... القادم لايعلمه إلا الله .
مشاعر الشعب السوري يؤلمها أن يتجاهل هذه الحقائق رجل حصيف مثلك فيسمي سورية ( سورية الاسد) ويتساءل هل انت مع سوريا الشعب والوطن ، أم تختزل الجميع (ببشار) ويكون عندك هذا الاسد (الصغير ) اهم وأكبر من الشعب الكبير؟ ؟؟؟ لماذا ؟؟؟
هل هناك مصلحة خاصة لا يقدمها الا هذا الحاكم الظالم ؟هل مصالح الشعوب مرهونة بحاكم يزول ، ام بشعب يدوم؟هل تتجاوز مصلحة اخواننا اللبنانيين الذين كواهم جلاوزته بنار طغيانهم فتثير فيهم حقدا سيتأجج فيتفجر نارا يأتي لهيبها على الجميع ؟
هل يسرك أن يعود لأهلك من يسومهم سوء العذاب لأنه من سوريا (بشار الاسد)أعيذك بالله أن تكون ( كبرا قش) التي جنت على اهلها . ولا أكتمك يا شيخنا أن الناس بدؤوا يتهامسون بان ما يدور الان في بيروت من اغتيالات صاحبها ومخططها النظام السوري الذي يستخدم رواصده لضحاياه من اصدقائه الذين يمتدحونه ويمررون له تسهيلاتهم .
أرجو ويرجوا محبينك أن تترك لهم حماس الدفاع عن حبهم وإخلاصهم لك ، بالوقوف مع الشعب السوري لا مع جلاديه ومصاصي دمه وهادري كرامته ومشردي فلذات أكباده .