ما الفرق بين خامنئي و البغدادي الداعشي!؟

محمود أحمد الأحوازي

ما الفرق بين خامنئي و البغدادي الداعشي!؟

محمود أحمد الأحوازي

[email protected]

في خضم الأحداث الأخيرة والتحركات الدولية المتسارعة من اجل انقاذ العراق وسورية وغيرهما من المناطق المجاورة للدولتين من خطر توسع داعش وايضا ضمان أمن اروبا وامريكا حسب ما تقوله امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في هذا الخصوص، هناك الإستعجال العربي لمنع توسع داعش والقضاء عليها ملفت للنظر بالنسبة لنا كعرب ومسلمين، والسبب واضح وهو أن العالم العربي هو اسلامي بامتياز الى حد تتحكم في كثير من سياساته المباديء الإسلامية ولو أن هناك اختلاف في الشدة والضعف بين بلد وآخر في التمسك بالقيم الإسلامية، لكن ما لفت نظري كمتابع لما يجري، هو أن أهم ما دفع الدول العربية والإسلامية ان تتخذ خطوات سريعة ويتوقع ان تكون هذه الخطوات مؤثرة في مواجهة داعش، هو ما اعلنه البغدادي في خطبته في الموصل وقوله أنه ولي امر المسلمين، وتم الحديث عن ضرورة مبايعته، مع أن الإعتراض على ادعاءه أنه ولي امر المسلمين ودعوته لمبايعته كان واسع جدا من قبل الفقهاء وعلماء المسلمين بدلائل قوية ومقبولة وهي ان الرجل لم يثبت حتى الأن انه الأجدر لقيادة العالم الإسلامي بل وبالعكس ثبت بالفعل أنه آخر من يمكن له ان يقود العالم الإسلامي بسياساته الإجرامية والإرهابية وبذبحه لكثير من معارضيه بصورة وحشية بالإضافة الى التجاوزات التي حصلت بحق تبعة الأديان الأخرى في العراق وسورية والتي لا يمكن أن يقبلها احد أنها جزء من المباديء الإسلامية.

لكن مع هذه المقدمة، ليس هدفي من كتابة هذه السطور ان اتحدث عن داعش اصلا، بل الهدف من كل ما جاء هو أن اطرح الأخير: هل واجه العالم العربي والإسلامي خامنئي الذي ادعى قبل البغدادي أولا أنه ولي الفقيه، بمعنى آخر أنه فقيه الفقهاء المسلمين، ثانيا ولي امر المسلمين، دقيقا مثل ما قالها اخيرا البغدادي، ثالثا اعلن نفسه إمام، وهذا ما يرفضه حتى الشيعة،  رابعا تصرف خامنئي بنفس طريقة البغدادي في داخل ايران وخارجها حيث حلل قتل المسلمين من الشيعة والسنة المعارضين له باتهامه لهم بـ محاربة الله ونبيه والإفساد في الأرض، أي أنه قالها بالحرف الواحد أن أي معارض لنظامه هو محارب ضد المبدئين الأساسيين في الإسلام وهما الوحدانية لله سبحانه وتعالى ورفض نبوة النبي محمد صلواة الله وسلامه عليه ما يعني أن نظام خامنئي الفقيه هو النظام الإلهي الوحيد، والتعرض لقيادة خامنئي تعني الإفساد في الأرض!! كما وقام خامنئي بمنع المساجد السنية من فتح ابوابها و منع اعمار المساجد السنية القديمة ومنع بناء مساجد حديثة في عموم ايران، بنفس الطريقة التي يوجه بها اليوم البغدادي سياساته ضد غير السنة، وخامنئي يعتبر أي سني وهابي، وأي وهابي هو كافر ومرتد، وأي شيعي يعود لأحد الأديان السنية الأربعة مرتد ويستحق القتل وهذه القوانين الخامنئية تم تنفيذ بنودها في ايران بندا، بندا دون أن تكون مدونة في دستور.

إذا، اليس خامنئي هو أول من جاء بهذه البدعة وهي ولاية الله على الأرض، قبل البغدادي؟ اليس خامنئي وخميني هم من أسسوا لصناعة امثال البغدادي عند ما اعلنوا الإسلام غير الشيعي كفرا؟ أليسوا هم بسبب تدخلاتهم الدموية للتمدد والتوسع على حساب المسلمين والعرب هي بداية ظهور الفرق السنية المتشددة؟ اليست ايران هي من دفعت بالتشيع باتجاه المذهب الصفوي واحتضنت كل المذاهب غير الأربعة مثل الحوثيين والعلويين والشيعة وجمعتهم تحت عباءتها لمواجهة المذهب السني في كل مكان من العالم؟ إذا لماذا الدول العربية التي تتزاحم اليوم للمشاركة ضد داعش وهي محقة بذلك والخطر حقيقي وجدي، إذا لماذا هذه الدول لا تشترط على الغرب مواجهة التطرف الصفوي الإيراني ايضا بنفس الطريقة؟ الم ترسل ايران مليشياتها من ايران والعراق ولبنان الى سورية للحرب بالنيابة عنها ضد السنة؟ ومن لا يعرف أن التطرف والإرهاب الإيراني هو الذي هيء حاضنة سنية قوية لإحتضان القاعدة وداعش في سورية والعراق خصوصا؟

وملخص القول هو أن على العالم ان يعي هذه النقطة المهمة في قراراته، أن بقاء الطائفية التي تقودها ايران قائمة بعد ضرب داعش، يعني أولا تخليص ايران من المتشددين السنة، ثانيا يعني توسع الإجرام الصفوي والداعشي معا في المنطقة والعالم، وعلى صاحبي المصالح العرب والمسلمين والدول الغربية أن يخططوا للقضاء على التطرف عموما بسنته وشيعته حيث ان الغرب نفسه شهد اغتيالات النظام الإيراني في معظم بلدانه الأروبية لمعارضي النظام وبيد انصاره من حزب الله وغيرهم والذي تجاوز عدد اغتيالات هذا النظام الإرهابي الصفوي ضد معارضيه في الخارج وخصوصا من ابناء القوميات غير الفارسية تجاوز المئات.