زواج المثلين

المهندس عامر الهشلمون

زواج المثلين

المهندس عامر الهشلمون
[email protected]

 تم الإعلان رسمياً بالأمس أن الدولة البريطانية ستسمح للشواذ من الذكور والإناث بعقد الزواج المدني لدي مكاتبها الحكومية، وقد تقدم لهذا الطلب أكثر من عشرين ألف مواطن في أيام معدودات.

وسيتم أول زواج في أيرلندا في التاسع عشر من هذا الشهر الجاري وبعدها بيوم واحد سيتم زواج آخر في اسكتلندا يتبعه الزواج الثالث في مدينة برايتون جنوب إنجلترا حيث سيتم زواج فتاتين إحداهما كانت تعمل راهبة في الكنيسة مع أخري تعرفت عليها هناك عندما جاءت من أجل (العبادة) قبل ستة عشر عاماً وقد أظهرها التلفزيون البريطاني وهي تعد لهذا الزواج وهي بلباس الكنيسة متحدية بذلك كل من يقف في وجه هذا الزواج وخاصة أصحاب الديانات.

إن هذه العلاقة التي كانت تعتبر جريمة نكراء عند البريطانيين قبل عقود قليلة من الزمن وكان ينظر إليها بعين القبح وتصل عقوبة فاعلها حد القتل أصبحت اليوم أمرا قانونيا مشرعاً، وما زال البريطانيون يذكرون إعدام ذلك الأستاذ العبقري الذي وضع وصمم أساسيات الكمبيوتر لأنه كان شاذاً جنسياً، فإذا بهم هــذه الأيام يبكون عليه نادمين علي ما فعلوا. فما الذي جري وتغير؟

إن هذا النظام الذي تكتوي البشرية بناره والمسمي بالنظام الديمقراطي قد فتح الباب علي مصراعيه لغرائز الإنسان وشهواته لا يهمه إلا أخذ أمواله ومص دمائه، لا يراعي قيمة ولا خلقا، والناس الذين يعيشون تحته لا يعرفون للحياة معني ولا هدفاً إلا بنيل أكبر قسط من المتع الجسدية بغض النظر عن الطريقة والمكان والزمان.

وهذا النظام وغيره من الأنظمة الوضعية التي يشرعها البشر العاجزون عن معرفة مصلحة الإنسان ومضرته يستقبحون شيئاً اليوم ويستحسنوه غداً ويستحسنون شيئاً اليوم ويستقبحونه غداً إذا كان ذلك يحصل لهم منفعة أو يدفع عنهم مضرة بحسب ما يتصورون حيث أصبح الإنسان مثل الفأر في المختبرات.

وبعد أن تستشري الجريمة في المجتمع ويعجز النظام عن السيطرة عليها وملاحقتها ويعلن الناس العصيان والتحدي يجعلها النظام مشــــروعة مسموح بها إذا كانـــت تأتي له بمنفعة أو ربح ، كما حصل في السماح لأخذ المخدرات وبيعها في الأماكن العامة في هولندا وغيرها.

ولربما أن كثيراً من هذه الجرائم التي يستقبحونها اليوم تصبح غدا مباحة إذا رأي فيها هذا النظام منفعة له مثل أن يصبح الاعتداء الجنسي علي الأطفال مباحاً مشروعاً وهو بالفعل قد بدا ينتشر ويخرج عن سيطرتهم كما سمعنا قبل أشهر في إحدي حارات فرنسا حيث يقوم الآباء بتبادل الأطفال فيما بينهم ليعتدي عليهم أو تقديمهم ضحية مقابل بضع فرنكات فرنسية حتي وصل الحال بهم علي الاعتداء علي فتات صغيرة لا تقوي علي المشي بعد.

فإلي أين تجري الحرية؟