أمريكا وسجون الخفاء
عامر الهشلمون
ما زالت أخبار المعتلات التي تديرها وكالة المخابرات الأمريكية (CIA)تحتل الصدارة في كثير من وسائل الإعلام التي تحتوي على تصريحات لمسئولين أمريكيين وغيرهم، دون أن ينكر احد منهم وجود مثل هذه المعتقلات حتى أل (CIA) أنفسهم، إلا أنهم رفضوا التعليق على ذلك كما صرح المتحدث باسمهم لوكالة فرانس برس.
أما بالنسبة للحكومة الأمريكية فقد حاولت التستر على هذه الفضيحة التي فجرتها صحيفة الواشنطن بوست، ولكنها عجزت عن التستر عليها لفترة طويلة، فكلما حاولت نفي وجود معتقل هنا قام الإعلام بالكشف عن وجود معتقل آخر هناك، وكلما أرادت أمريكا إخماد هذه النار أشعل عليها منافسوها الأوروبيون نارا جديدة، حيث أن البرلمان الأوروبي اتخذ قرارا للتحقيق في وجود هذه المعتقلات، إذ ان الكثير من دوله متورطون في هذه الفضيحة، إن لم يكن في وجود هذه المعتقلات على أراضيهم فبفتح مطاراتهم وأجوائهم لنقل المتهمين إلى هذه المعتقلات. و يبدو أن أوروبا وجدت في ذلك فرصة للتشهير بسمعة أمريكا متبعين في ذلك سياسة (عليّ وعلى أعدائي).
وهذا الصراع ذكرته مجموعة حقوق الإنسان المسماة بـ"هيومن رايتس ووْتش"، حيث ذكرت في تقاريرها أن أزمة دبلوماسية حادة نشأت ما بين أمريكا وأوروبا، حيث كانت الأخيرة قد نشرت تقارير عن طائرات بوينغ أمريكية نقلت متهمين من العراق وأفغانستان في السنوات السابقة إلى سجون سرية في بولندا ورومانيا، واستندوا في تقريرهم إلى المعلومات التي نشرتها الواشنطن بوست، والتي ذكرت وجود معتقلات سرية على أراضي أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
وبعد أن تأكدت صحة هذه الأخبار اتخذت أمريكا موقف الحياد في تصريحاتها، فلا هم نفوا ولا هم أثبتوا وجود هذه المعتقلات، حيث جاء على لسان وزير العدل الأمريكي الْبيتو كونزاليس في تصريح له على شبكة ال"سي إن إن" أنه لا يستطيع التعليق على أعمال أجهزة المخابرات وانه لا ينفي وجود مثل هذه المعتقلات.
أما ما يدور في هذه المعتقلات من جرائم والتي لم يصلنا منها الكثير؛ فقد ابتدعت أمريكا وسائل وأساليب لم تراعي فيها أي كرامة إنسانية، حيث أطلقت على هذه المعتقلات اسم "الأماكن السوداء" لعدم وجود معلومات عنها وعن الموجودين فيها إلا عند أجهزة المخابرات الأمريكية وربما عند رئيس الدولة المضيفة لهذه المعتقلات. أما ما يدور فيها فهو يعبر عن سود قلوب هؤلاء المعذبين.
فمن هذه الأساليب الشيطانية التي ابتدعها الأمريكيون هناك كما جاء على شبكة "اى بي سي" ما يسمى التقنيات الست وهي:
أولاهما: مسك المعتقل من ملابسه وهزه بقوة، وهذا ما يطلق عليه بتقنية (مسكة الانتباه).
ثانيهما: ضرب المعتقل صفعا على الوجه من اجل إيلامه وإخافته، وهذا الأسلوب يطلق عليه (ضربة الانتباه).
ثالثهما: ضرب المعتقل على بطنه دون ترك آثار خارجية على جسده، وهذا ما أطلقوا عليه تقنية (لكمة الألم).
رابعهما: الوقوف لمدة أربعين ساعة، يقف فيها السجين مكبل الأيدي والأرجل ويحرم من النوم حتى يعترف، وهذا الأسلوب سموه بتقنية (الوقوف لساعات طويلة).
خامسهما: ترك السجين عاريا في زنزانته في درجة حرارة منخفضة، وقد ذكرت أنباء أل"اى بي سي" أن أحد المعتقلين توفي جراء استخدام هذا الأسلوب من التعذيب ضده، إذ تم تركه عاريا في قاعدة "باغرام" الأفغانية طوال الليل حتى مات متجمدا، وهذا الأسلوب يسمونه (المعاملة الباردة).
سادسهما: تقنية ما يسمى (التغطيس)، وبها يغطى وجه المتهم بغطاء بلاستيكي ويغطس في الماء بشكل مستمر.
هذه هي الديمقراطية وهذا شيء من قليل مما وصلنا عن تفنن هؤلاء الديمقراطيين في تعذيب البشر!!!!