فرصة ذهبية للحوار الفلسطيني

فرصة ذهبية للحوار الفلسطيني

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ المدينة المنورة

لاشك أن كل فلسطيني حريص على الوفاق الوطني الفلسطيني وهذا الوفاق لا يتم إلا بالحوار بين طرفي النزاع الفلسطيني فتح وحماس ، وهذا الحوار أمسى حديث الشارع الفلسطيني منذ اندلاع الخلاف بينهما.

بعد الحسم العسكري في غزة أعلنت السلطة الفلسطينية من رام الله أنه لا حوار إطلاقا وظل هذا ديدنهم طيلة فترة حكم جورج بوش الصغير ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس ، وبعد وصول أوباما إلى السلطة تنازلت سلطة رام الله عن شروطها التعجيزية وأعلنت أنه تريد الحوار بل وحريصة عليه واتهمت حركة حماس بالتهرب من استحقاقات الحوار .

المتمعن في خبايا الأمور يجد أن السلطة الفلسطينية بعد أن أعيتها حركة حماس تريد أن تحجمها وتقص أجنحتها عن طريق الحوار بعد أن فشلت جميع الحلول السابقة بما فيها القصف الوحشي أو حرب الفرقان على غزة .

لا شك أن غاية السلطة من حوار حماس جرها لبيت الطاعة الدولي أي الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي وتطبيق ما يسمى الشرعية الدولية والتي من أهمها تجريم المقاومة والحفاظ على أمن إسرائيل.

والغريب أن حركة حماس وخلال الجولات الكثيرة في القاهرة تنازلت عن كثير مما كانت تتمسك به على ألا يمس الثوابت الوطنية ، وبالرغم من ذلك فقد اتهمت الحركة بالتهرب من التوقيع على بنود الاتفاقية ، وقامت حملة إعلامية من هنا وهناك ما لبثت أن هدأت بعد إعلان محمود عباس عدم ترشحه للانتخابات القادمة.

في خطاب خالد مشعل الأخير في مخيم اليرموك الجمعة 6/11/2009 تطرق لأحداث استقالة عباس ونوه إلى أن هذا بداية الطريق الصحيح ولو أنها جاءت متأخرة.

كنا قد كتبنا مقالات عديدة عن الحوار الفلسطيني الفلسطيني منذ بداية الحسم العسكري وقلنا لا شك أن أي حوار سيكون مصيره الفشل لأن الطرفين متناقضان في طرحهما فكل طرف يحمل مشروعا يختلف عن الآخر ، كل فريق يحاول أن يجر الطرف الآخر إلى حظيرته فإما مع المقاومة والصمود والممانعة وإما مع أوسلو وملحقاتها ومصائبها.  واليوم بعد أن قرف طرف أوسلو مواعيد أمريكا وإسرائيل العرقوبية أعلن عن فشله بعدم ترشيح عباس للرئاسة القادمة ، وهذا الموقف فرصة ذهبية لإنجاح الحوار بين الطرفين فهنا قد تلتقي المصالح أكثر من ذي قبل فموقف عباس هذا ليس هينا أو سهلا إنما يدل على كفر سلطة رام الله بأوسلو وما أحدثته من شرخ في الشارع الفلسطيني

على طرفي النزاع التقارب فيما بينهما ولا يكون ذلك إلا باعتراف السلطة عن فشل محادثات السلام وأن يعلنوا على الملأ سياستهم الجديدة التي ستكون بعيدة عن الإملاءات وكلينتون ودايتون والرباعية وأشباهها ونظائرها، وعلى حركة حماس تثمين خطوة استقالة عباس وتعزيزها بتصريحات ولقاءت وتكتيكات تصب في مصلحة الوطن ، وعلى عباس أن يفاجئ العالم بزيارة غزة والالتقاء  بإسماعيل هنية وحكومته هناك، وان يشاورهم في أمور الوطن   وإن أوصد اليهود أبواب العودة عليه أن يعلن قيام دولة فلسطين الحرة من هناك من غزة،  وأن يحرج العرب وأمريكا وإسرائيل علَّ تصرفه هذا يكفّر عن خطاياه الكثيرة.