دراكولا والعصابة الحاكمة في دمشق

دراكولا والعصابة الحاكمة في دمشق

طريف السيد عيسى

[email protected]

كل يوم يمر وتزداد أخاديد الألم في ذاكرة الشعب السوري عمقا بسبب حجم المعاناة والظلم والقهر الذي مارسته عصابة الاستبداد في دمشق .

ولم يعد الانسان بحاجة الى كثير عناء للتفكير والوصول الى الأدلة التي تثبت حقيقة من حكموا ومازالوا يحكمون حوالي ثمانية عشر مليون مواطن سوري فسيرة هؤلاء القتلة كلها تعبر عن مدى الاستهانة بأرواح المواطنين والعبث بمقدرات البلاد , ولقد اثبت هؤلاء أنهم يحملون عقولا منخورة وقلوب يملؤها الحقد والكراهية وأياد ملطخة بالدماء , فسجل جرائمهم في سورية ولبنان ودول الجوار ماعاد يحتاج الى دليل واثبات بل يحتاج فقط الى أبطال شجعان يفضحون القتلة ومصاصي الدماء ويقدمونها للمجتمع المحلي والأقليمي والدولي .

ان ذاكرة الشعب السوري والشعب اللبناني لايمكن لها أن تنسى تلك الجرائم التي يندى لها الجبين وهاهي رائحة المقابر الجماعية بدأت تفوح من لبنان ومن حقنا أن نسأل فمتى تفوح رائحة تلك المقابر في سورية ؟ فهل يمكن لنا أن ننسى تلك المجزرة الرهيبة التي أرتكبتها عصابة دراكولا في مدينة حماة السورية عام 1982 والتي ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المواطنين كما تم تدمير ثلث المدينة وتم تدمير حوالي ثمانين مسجد وأربع كنائس اضافة الى أهم المواقع التاريخية , وهل ننسى مجزرة سجن تدمر الصحراوي حيث دخل أتباع عصابة دراكولا على زنازين المعتقلين وأمطروهم بوابل من الرصاص الحي فسقط أكثر من ألف شهيد ثم خرج هؤلاء الأبطال الميامين يعلنون نصرهم المؤزر على عدوهم من بني صهيون وهم يهتفون بالروح بالدم نفديك يا دراكولا وطبعا لم ينسوا أن يرددوا شعار بعثهم الاستئصالي : أمة عربية واحدة .... ذات رسالة خالدة ... تحيا الثورة ... تحيا الثورة ويحيا قائدنا الى الأبد دراكولا القائد القومي .

وبفضل البعث الاستئصالي وبفضل البطل القومي دراكولا تحولت سورية الى معتقل كبير الداخل اليه مفقود والخارج منه مولود .

وبفضل البطل القومي دراكولا وبفضل ورثته أيضا تحولت سورية الى جمعية خيرية تحب عمل الخير حيث فاقت كل الجمعيات الخيرية بتبرعاتها فقدمت أرض سورية صدقة الى العدو, فمرة تتبرع بالجولان ومرة تتبرع بالقنيطرة ويستمر حبها لعمل الخير فتتبرع أيضا بلواء أسكندرون وأخيرا وليس آخرا تريد أن تتبرع بمزارع شبعا – الله لايشبعهم -  ولاندري متى ستبلغ هذه العصابة مرحلة الايثار فتقدم أرض سورية كاملة هدية مامن وراها عطية .

ان هذه العصابة تعتقد أنه بمصها لدم الشعب السوري قد أخرست الصوت الحر في سورية وفي لبنان , كلا وعليهم أن يعلموا أن دماء الشهداء والضحايا وصرخات المعتقلين ودعاء الأرامل والثكالى ودموع الأيتام تؤذن بنهاية الظلم والقهر والاستبداد .

نعم لقد قرفنا من هذه العصابة وقرفنا أيضا من كل المواقف المخزية محليا واقليميا ودوليا والتي لم تنصف يوما معاناة الشعب السوري .

اننا ومن منطلق حرصنا على شعبنا المقهور وحرصنا على مقدرات بلادنا ننادي كل حر وكل غيور وكل صاحب موقف ونقول لهم أنصفونا من هذا الجزار الذي يتحدى كل القيم والشرائع ومازال ممسكا بسيفه مشرعا بوجه شعب سورية .

نقول للصامتين عن قول الحقيقة ونقول للمتعاونين مع هذه العصابة ونقول لكل حر شريف ان كل جرائم هذه العصابة لم تكن لتحصل ومازالت الا بفضل سكوتكم وتآمركم , فمتى ستلتفتون الى معاناة الشعب السوري ومتى ستقفون مع هذا الشعب المقهور , ان من يصمت أو يؤيد أو يدعم هذه العصابة هو شريك بالظلم وسيسجل التاريخ بحقه أنه أعان الظالم على ظلمه .