المشروع الفارسي ينفذ بسرعة إلى الأمام
ما أشبه اليوم بالأمس
والصمت العربي القاتل
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
تدور الآن معركة حامية الوطيس بين الحوثيين والحكومة اليمنية , وبدعم غير مغطى ولا سري من طهران وسوريه واريتيريا .
في الأمس القريب :
الحرب كانت على الجبهة الشرقية منطلقة من طهران على الحدود العراقية , واستمرت المعركة زمنا طويلا منذ عصر الشاه واستخدامه ورقة الأكراد في الشمال , إلى احتلال الجزر الإماراتية .
ليأتي الخميني ومشروعه المعلن في تصدير الثورة للوطن العربي .
وكان الجدار الصلب الذي يقف تجاهه هو العراق .
وفشل الخميني وتجرع كأس السم في فشله , ليأتي خامنئي بعده :
والهدف المرسوم باق ويجب أن يتم المشروع , وهو إزالة السد من أمامه ,
فاستعان بالشر الكبير والشياطين المتصهينين من قادة أمريكا وإسرائيل وسقط الجدار الصلب , وسلم العراق للفرس بكامله وترابه وشعبه .
وبمساعدة الأيدي العربية طبعا .
فماذا جنى العرب من سقوط العراق؟
في الدول التي كانت في أشد الحرص على إسقاط نظامها ذاك .
الكويت استفادت في الإضطرابات الطائفية الجارية الآن داخل الكويت والحكومة عاجزة تماما عن المبادرة والسيطرة على الأمور , والمهددة بحرب طائفية قريبة جدا , تماثل جارتها العراق .
السعودية قويت شوكة الشيعة فيها وأصبحوا يهددون الحكومة علنا وتجرأ الحوتيون على دخول أراضيها . وأحيطت السعودية من حدودها الشمالية بالسيطرة الإيرانية المتمثلة في الحكومة العراقية .
أهم الأهداف في المشروع الفارسي هو احتلال مكة وتحريرها من المشركين الكفرة كما هو واضح في أدبيات فكرهم , وتحويل مسار الحج للنجف أو كربلاء والأولى عندهم قم .
وما ذلك همهم من الكعبة؟
إلا أنها هي التي خرجت الرجال الأبطال والذين أسقطوا الإمبراطورية الفارسية والإنتقام منهم ومن نسلهم وحتى الذين في القبور لن يسلموا من حقدهم الدفين هذا .لإقامة الدولة المجوسية مرة أخرى والذي يؤكد ذلك , هو الشعار المجوسي المرسوم على علم إيران والذي يرمز إلى النار .
ولكي تسهل عملية سقوط بلاد الحجاز بأيديهم لابد من البداية في عمقها الإستراتيجي ,
العمق الأول كان العراق والثاني هو اليمن .
العمق العراقي خسرته السعودية وبلاد الخليج
والآن العمل على أن تخسر العمق الباقي الوحيد وهو بلاد الحجاز والمتمثلة الآن في المملكة العربية السعودية .
الآن أصبحت طهران متحكمة بالكامل :
الطريق الرئيسي والطريق السريع طهران بغداد دمشق لبنان .
الطريق الثاني الخليج العربي دول مجلس التعاون الإنطلاق من اليمن ,
في الحرب الحالية الدائرة في اليمن , الدول العربية صامتة حالها حال الأمس , الصمت عن فلسطين والصمت عن لبنان والصمت عن الحكم الطائفي في سوريه , والصمت عن العراق .
الجنوب في اليمن وأيدي عربية تقف وراءه مدعية بالحكم الديكتاتوري للرئيس اليمني . كما ادعوا على صدام حسين سابقا وتحرك الجنوب في العراق ويتحرك الجنوب الآن في اليمن .
فلو عدنا لسنة 1990-1991 اجتمعت الجيوش العربية مساندة للقوات العالمية لتحرير الكويت , ولكل من شارك في المعركة وجهة نظر .
فلماذا الآن لاتقف تلك الجيوش مساندة لليمن في القضاء على مشروع الإحتلال الفارسي لليمن , والمتمثل في ثورة الحوثيين .
أم يدعون أن ذلك شأن داخلي ليس لنا علاقة فيه .
على الأقل المليارات التي دفعت وتدفع من الأموال العربية لشراء السلاح , أن تستخدم بدلا من أن تباع خردة بسبب اهتلاك الزمن لها .
ولو بقي الصمت على ماهو عليه , وترك اليمن لوحده , يصارع المخطط الفارسي , فلن يستطيع الصمود طويلا , مالم تمد له يد العون وبكل ماتملك الدول العربية لوأد المخطط من هناك .
ووزير الخارجية الإيراني يهدد علنا , ومسؤوليها .
فياأمة العرب لاتحرموننا من الكعبة كما حرمنا من الأقصى سابقا