موضع للمناقشة

موضع للمناقشة

نجدت الأصفرى

 [email protected]

 

الأخ جمال يا محترم

رسمت صورة تبرز الوضع في مصر أو قل في كل العالم العربي والاسلامي ولكنك تشاءمت في ما وصلت اليه من نتائج ودعني الخص الامر باسلوب مبسط فأقول الازمة ليست في الحصان الذي لا تستطيع السيطرة عليه الازمة في الفارس الذي نام وغاب عن فروسيته فانطلق المركوب بلا وعي من الراكب ، بمعنى آخر أن اعجب العجب أن الامة على ملايينها ليس لها وزن ولا حساب في نظر الحفنة التي تتربع فوق رؤوسها ، تقبض رواتبها من جيوبهم وتستخدم السلطة التي منحها الشعب في العقد الاجتماعي الفطري والطوعي الذي يربط الحاكم بالمحكوم  لازلال الشعب وقهره عجبا واشد العجب أن ما تتكلم عنه يا أخ جمال في مصر هو السائد في كل الدول العربية يكاد يكون نسخة منسوخة بالكربون لا خلاف بينها في بلدين الا باسم الدولة والحاكم اذا غاب القط لعب الفار مثل يلخص لك ما تعانيه الامة النائمة أوالغائبة عن الوعي وإلادراك مما أفرز - من يأس بعض أفرادها- خللا أدى كما ترى ناس في الحضيض وناس في الجحيم والغيظ مستعر في القلوب فهل ننتظر السماء أن ترسل لنا محررا ينتشلنا مما نحن فيه؟

قصة معبرة تنتشر هنا في أمريكا تقول:فيضان نزلت بوادره في مدينة أسرع عمال الاغاثة بسياراتهم يطلبون من الناس مغادرة القرية قبل أن يتفاقم الامر استجاب الكثيرون إلا رجل متدين بقوله إنه يحب الله والله يحبه وهو متأكد أنه لن يؤذيه ، فلما زاد  مستوى الماء رجع رجال الانقاذ بقواربهم يطلبون ممن لايزال في المدينة أن يرحلوا معهم استجاب الجميع إلا هذا المتدين الذي استهزأ بخوف الناس بقول ان حبه لله سيحميه ولن يؤذيه وصعد فوق سطح بيته ارتفعت المياه الى السطح فرجع عمال الانقاذ بطائراتهم المروحية لانقاذ هذا الذي اصبح على مشارف الغرق وأنزلوا له سلما لانقاذه فرفض فلما ذهبت المروحية وبلغت المياه حدود الخطر على حياته صاح مناجيا ربه يا رب أنا احبك واعبدك فهل ستغرقني ؟

وإذا بالاله يرد عليه ياعبدي الغبي ارسلت اليك سيارات فرفضت ثم ارسلت لك قوارب فأبيت وآخرها طيارة فما رضيت فهل تريدني أن أنزل اليك أحملك على كتفي ؟ الامة في واد يراودها حلم تاريخي قديم اهترى وبلي ولا نزال نعيشه احلاما نستجرها من الماضي السحيق ونعرف أن تحقيقه أصبح في عالم المستحيلات السبعة سواء داخليا بهذه الزمر الديكتاتورية المتحكمة بالشعب أو مصالح الدول الطامعة بخيراتنا تنهبها دون ان تترك لنا خيارا في من يقتلنا في سنة 1836 كتب مستشرق الماني زار بلاد العربان فأكل زادهم وركب خيولهم وسرح في املاكهم لكنه لما عاد الف كتابه وأهداه للبابا يرجوه أن يحاول المستحيل أن يبقي هذا العملاق في هذه الديار مغميا عليه ويبعد عنه اي وسيلة توقظه فما هي الوسيلة التي تبقيه مغميا ؟ إنها ابعاد الديمقراطية حتى لايعرف حقه ويطالب بهما يشغل فكري وابدو عاجزا عن تفسير ه هو هذا الخوف من ذكر الديمقراطية والمطالبة بتطبيقها ولماذا وتحياتي اليك مع وافر الاحترام