الكويتيون والفلسطينيون..إلى متى
الكويتيون والفلسطينيون..إلى متى؟
د. صلاح عودة الله- القدس المحتلة
من المعروف أن السياسة الكويتية الخارجية تأثرت تأثرا شديدا بعد الغزو العراقي للكويت ابان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1990 وقد أصبح هذا الغزو عقدة مستعصية لدرجة انها سيطرت سيطرة شبه كاملة وأثرت تأثيرا واسع النطاق على جميع مرافق الحياة الكويتية.نتفهم هذا الاحساس الى حد معين ولكن لا يمكن أن نقبل وجوده الى ما لا نهاية. دولة الكويت والكويتيون كان لهم الدور الأكبر في دعم الفلسطينيين وقضيتهم ماليا وماديا ومعنويا, وقد كان الفلسطينيون في الكويت أفضل الرعايا العرب فيها, فكانوا من أفضل الجيران والأصدقاء, ولا ننسى أنهم كانوا على رأس من شاركوا هذه الدولة في فقرها ورخائها منذ تأسيسها وكان أبناء الشعب الفلسطيني أكفأ الأساتذة وأخلص العمال وأنشط التجار, بل انهم كانوا بمثابة العمود الفقري لسوق العقار الاستثماري الكويتي. وعلينا ألا ننسى أن الشهيد فهد الأحمد الذي قتل أثناء غزو العراق للكويت أحد أبطال الفدائيين الفلسطينيين وحارب في صفوف المقاومة الفلسطينية وبذل ماله وخاطر بحياته في سبيل القضية الفلسطينية, وعلى الكويتيين حكومة ومجلس أمة وشعبا ألا يأسفوا لدعمهم لهذه القضية التي من المفروض أن تكون قضية الكويت الأولى بل قضية العرب المركزية. لقد أخطأ الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبعض الفلسطينيين عندما قاموا بتأييد الغزو العراقي للكويت, ولكن هذا الأمر لا يعني أن تستمر الكويت ومعظم الكويتيين بالانتقام من كافة أبناء الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين من ويلات الاحتلال الصهيوني. ان ما يقوم به بعض كتاب الكويت من كتابة مقالات تنشر في أكبر الصحف الكويتية تعبر عن شماتتهم بالفلسطينيين وعن مدى سعادتهم لمعاناتهم, بل أكثر من ذلك بكثير حيث قام بعضهم بمطالبة رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق ايهود أولمرت ابان الاجتياح الصهيوني الأخير لغزة بقصف الفلسطينيين بالكيماوي والقضاء عليهم, انه أمر تقشعر له الأبدان..فهذا فؤاد الهاشم يقول ان أهم أمر جناه الكويتيون بعد غزو صدام لهم هو تخلصهم من الفلسطينيين, ناسيا أو متناسيا أن من علمه حروف الأبجدية هو معلم فلسطيني كتب عليه العيش لاجئا بعيدا عن وطنه. وفي النهاية وكي تعود للكويت هيبتها وكي يعود اليها موقفها المشرف من القضية الفلسطينية وباقي القضايا العربية, نطالب المسؤولين الكويتيين وعلى رأسهم أمير دولة الكويت بالمزيد من الانفتاح على الدول العربية واعادة العلاقات الطبيعية الطيبة والداعمة لأبناء الشعب الفلسطيني لاستعادة زمام الأمور والمبادرة التي كانت تملكهما السياسة الخارجية الكويتية، ويجب التقليل والحد من مظاهر الدعم للسياسة الأميركية وبالذات في وسائل الاعلام وعلى اختلاف أنواعها حتى تتجنب الكويت معاداة بعض الشعوب العربية والخليجية وحتى ايران كدولة صديقة, فهلال شيعي ولا نجمة داوود، فاذا كانت القاعدة الذهبية في السياسة انه لا توجد صداقات دائمة وانما توجد مصالح دائمة فماذا سنقول ان تغيرت المصالح الاميركية وتحولت من تفضيل الكويت والسعودية الى تفضيل العراق واليمن؟.. ومن هنا يجب أن لا يكون شعب الكويت ومن يقف على رأس هرمه أسرى للألم والانتقام، فقد عفا الله عما مضى وعلى الجميع النظر الى المستقبل وترك الماضي جانبا. لا يمكن بل وليس من المنطق أن يعاقب شعب بأكمله نتيجة خطأ أو تصرف غير مسئول ومتسرع ارتكبته قيادته..ولا يمكن تجاهل الحقيقة الواضحة كعين الشمس بأن أبناء الشعب الفلسطيني الذين كتب عليهم اللجوء والاقامة في معظم الدول العربية كان لهم الباع الطويل في بناء هذه الدول وتقدمها, وهي حقيقة لا يمكن انكارها. ان الشعب الفلسطيني يعاني من ويلات احتلال يعتبرمن أبشع المحتلين الذين سجلهم التاريخ في صفحاته السوداء, وعلى الشعوب العربية والاسلامية وقادتها تقديم كافة أنواع الدعم لهذا الشعب, خاصة وان القدس ومقدساتها تعتبر أمانة في أعناق هذه الشعوب..وطالما بقيت فلسطين محتلة فان الشعوب العربية والاسلامية ستبقى فاقدة لكرامتها..فمتى الصحوة يا أمة المليار ونصف المليار؟.