الموقف الجديد للإدارة الأمريكية

الموقف الجديد للإدارة الأمريكية؟

معين شديد

[email protected]

استبشرت ومعي الملايين من العرب والمسلمين يوم اعلن عن فوز باراك اوباما برئاسة الولايات المتحدة واستبشر الجمع خيرا كذلك يوم كلف اوباما  هيلاري كلينتون برئاسة الدبلوماسية الامريكية وكلنا يتذكر العبارات ( المنمقة) التي اطلقها اوباما  في خطاب تنصيبه وعدد من اركان ادارته ومن بينهم هيلاري كلنتون تحديدا فيما يتعلق بقضايا الشرق الاوسط ؟

ودارت الايام ونظمت الزيارات والجولات وعين المبعوثون وعقدت اللقاءات واطلقت عشرات التصريحات من قبل غالبية  مسؤولي  البيت الابيض الى  ان جاءت الجولة الاخيرة لرئيسة الدبلوماسية الامريكية هيلاري كلنتون  واللقاء الذي عقدته مع الرئيس محمود عباس في ابو ظبي  و مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهوفي القدس   وحيث تصدر ملف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية  موضوعات البحث خلال هذه اللقاءات المنفردة.

الرئيس عباس شدد خلال الاجتماع مع كلينتون على ضرورة وجود مرجعية واضحة لأي مفاوضات قادمة وان تكون المفاوضات ضمن سقف زمني محدد للوصول إلى ( اتفاق ) وانه لا انطلاقة باي عملية سلام من جديد دون الوقف الكامل للاعمال الاستيطانية التوسعية على حساب الارض الفلسطينية وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام التي تستند لقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار مجلس الامن 1515 الخاص بخارطة الطريق .

في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية بعد لحظات من انتهاء اللقاء مع الرئيس عباس صرحت كلنتون ان الولايات المتحدة ما زال لديها تساؤلات في غاية الخطورة بشان المستوطنات التي طورتها اسرائيل !! وجددت موقف الادارة الامريكية القائم على حل الدولتين!!

وطارت كلنتون - ويا ليتها ما طارت - الى القدس والتقت  مع بنيامين نتنياهو لتخرج بتصريحات تقول فيها ان وقف عملية البناء في المستوطنات لم يكن في أي وقت مضى شرطاً مسبقاً بوجه المفاوضات بل واشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو تتصرف في هذا المجال بصورة وصفتها بــ(اللائقة) ؟؟؟!!  واضافت السيدة كلينتون الى ان  الشيء الأكثر أهمية هو الشروع في المفاوضات مشيرة إلى أنه سيكون من الممكن خلال هذه المفاوضات طرح مطالب الجانبين !!!!

عن اية ( لياقة)  تتحدث كلنتون خاصة ان نتنياهو ابلغها كما جاء في الاخبار ما سبق ان قاله في خطاب جامعة بار ايلان من ان اسرائيل ستعترف بحقوق الفلسطينيين في حالة اعترافهم باسرائيل كدولة يهودية ومدعيا ان  اسرائيل لن تقيم مستوطنات جديدة ولن تقدم على مصادرة اراض اخرى في المناطق كما انها تنوي تقييد اعمال البناء مع السماح لسكان المستوطنات بمزاولة حياتهم الاعتيادية وان اسرائيل مستعدة للدخول في المفاوضات فورا ودون شروط مسبقة مشيرا الى ان الجانب الفلسطيني هو الذي وضع شروطا مسبقة لم تطرح في الماضي !!!

اسرائيل ومنذ اتفاق اوسلو لم تلتزم باي اتفاق ... بل وتعمل من خلال سياساتها على الارض الى تدمير ما تبقى من عملية السلام فهي تعمل في اطار سياسة فرض الامر الواقع والتهرب من استحقاقات أي مرحلة وتحاول التنصل مما تم الاتفاق عليه باي شكل تارة تتذرع بالتزامات السلطة وتارة بحركة حماس وطبعا تستفيد من حالة الانقسام السائدة على الساحة الداخلية الفلسطينية وحيث تردد دائما انه لا يوجد شريك فلسطيني يمكن التحدث اليه !!!

مع تصريحات كلنتون الاخيرة يتأكد للجميع كما كنا نقول سابقا  ان الماكينة التي تدير وتوجه السياسات الامريكية هي من تقرر سياسات الولايات المتحدة بعيدا عن توجهات الاشخاص الذين يديرون هذه الادارة وان هناك جهات تعمل في السر والعلن من اجل تبني مثل هذه المواقف الجديدة للادارة الامريكية خاصة ان هذه المواقف لا تساعد في دعم الامور الى الامام ولا ينسجم مع ما تم الاعلان عنه والاتفاق عليه تحديدا مع هذه الادارة سابقا  وعلى الاقل لا ينسجم مع التصريحات المعلنة من اركان هذه الادارة بخصوص القضية الفلسطينية وما اكثرها !!!

على كلنتون ومن خلفها الادارة الامريكية ان تتذكر دائما وتعلم ان المفاوضات هي من اجل انهاء الاحتلال وان الاستيطان هو لتكريس الاحتلال وان هذا الاستيطان قضى وسيقضي على اية عملية سلام متوقعة في المنطقة  فالقضية الفلسطينية كانت وستبقى العنصر الاساسي في استقرار  المنطقة والعالم اجمع وان استمرار البحث عن القشور والابتعاد عن الجذور في اطار الادعاء بحل هذه القضية  سيعمل على ابقاء الاوضاع على حالها وربما مزيدا من التدهور والتصعيد  والى الادارة الامريكية واركانها نقول سبحان مغير الاحوال والاقوال والتصريحات والسياسات وهذا ما تعودنا عليه جميعا من كافة الادارات الامريكية المتعاقبة!!!!