أهلا بعبد العزيز الخير حرا

حزب العمل الشيوعي

أهلا بعبد العزيز الخير حرا

اضطرت السلطات السورية ( 2/11/2005) لاطلاق سراح 190 معتقلا سياسيا سوريا وفلسطينيا ضمن اجواء الضغوطات الاميركية ـ الاوروبية عليها، والمعلنة منذ أكثر من عام  والمستمرة بإيقاع متصاعد وصل مؤخرا الى مستوى غير مسبوق .

اننا نرحب باستعادة رفيقنا عبد العزيز الخير لحريته، بعد 14 عاما قضاها في السجون، وبعد ان حكمت عليه محكمة أمن الدولة العليا بـ 22 سنة سجن .

نقول له أهلا من القلب، أهلا بك بين أهلك وأصدقائك ورفاقك مواطنا حرا ومناضلا صلبا عالي الهامة .

كما نرحب باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، أمثال علي عبدالله ومحمد رعدون وغيرهم من مختلف المشارب والانتماءات السياسية، آملين أن تقدم السلطات على اخلاء السجون السورية من جميع معتقلي الرأي، وتتجرأ على طي صفحة العار هذه في تاريخها الأسود.

ان المأزق الخطير الذي وصل اليه النظام الحاكم ليس نتيجة "خطأ" ارتكب في لبنان ، وما ترتب عليه من تحقيقات، ولجان، وقرارات دولية، وعزلة سياسية ، بل هو المآل المنطقي لنهج النظام السياسي ـ الامني الذي حكم سورية(و.. لبنان) بالترهيب المتواصل، والسجون،  والتعذيب، والقتل، بل والمجازر اذا لزم الامر ، بانيا تحت ذلك شبكة من علاقات الانتفاع من المال العام والخاص، وتوازع مناطق النفوذ، وترسيخ الفساد في كل الحقول .

ان سلطة كالتي تحكم بلادنا لا تستحق الدفاع عنها. ان ادعاء مسؤوليها أن " سورية هي المستهدفة وليس النظام " كلام مخادع مردود، وعلى هذه السلطة ان تقتلع شوكها بأيديها، وليس للمواطنين أن يدافعوا عنها ليمدوا بذلك عمر معاناتهم عقودا جديدة .

غني عن القول ان الضغوطات الاميركية ـ الاوروبية انما هي لتحقيق مصالح تلك الدول في الهيمنة على المنطقةالعربية عموما، والسيطرةعلى أوضاع العراق وفلسطين ولبنان خصوصا، وكل كلام أميركي عن الديمقراطية لبلدنا ليس إلا لذر الرماد في العيون، ولإستجلاب الحلفاء الداخليين لمخططاتها.

ولا بد من التأكيد على ان السلطة الحاكمة ليست سلطة حزب سياسي أو فكر ايديولوجي ، بل هي سلطة قمع وفساد، وهي لن تعدم وسيلة لإخراج نفسها "بأي ثمن " من المأزق الحالي، سواءا أعتمدت نهج القذافي أو ما هو أسوأ منه . وليس التصعيد اللفظي الأخير لرأس السلطة إلا محاولة يائسة للعب ورقة التضامن الشعبي مع النظام. النظام الذي ألغى أي دور للشعب السوري بكل وسائل الترهيب لما يزيد عن ثلاثين عاما.

في هذه الاجواء العاصفة يأتي اطلاق سراح المعتقلين السياسيين اليوم، في محاولة لتجميل وجه النظام، في وقت أصبحت فيه كل الاجراءات الجزئية غير نافعة . ان المخرج الوحيد لبلدنا هو تغيير ديمقراطي جذري ينهي الديكتاتورية، ويرسخ سورية دولة عصرية، دولة حق وقانون ، دولة مؤسسات لا دولة أجهزة، دولة لجميع أبنائهاعلى خلاف انتماءاتهم، دولة يتم تناوب السلطة فيها بحسب ثقة الناخب، دولة يدافع عنها مواطنوها عند الأزمات، لأنهم ـ حينها ـ يدافعون عن سلطتهم هم ودولتهم ضامنة أمنهم وعيشهم وحريتهم .

حزب العمل الشيوعي        الهيئة الحزبية في الخارج