مغالطات وشطحات

مغالطات وشطحات

بدرالدين حسن

اعتاد اعلام نظام البعث على مدى أكثر من أربعين عاماً مضت على توجيه الخطاب المـشـوش والمعكـوس والذي اتصف على الدوام بالخطابات الرنانة والشـعارات الطنانة التي في ظاهرها رحمـة ومن باطنها العذاب ، وما حال من ابتلي بهذا النظام بخافٍ على أحد من الخليج العربي وحتى البحر المتوسط.

ولقد انكشـف المستور لمن لايؤمن الا رأي العين أن النظام البعثي الأسـدي - لأكثر من ثلاثة عقود- كان يشـطح وينطح في سـورية قبل لبنان بدعم خارجي وموافقات دولية. ثمّ كان الذي كان من مقتل الرئيس الحريري في لبنان والذي كان ايقاعه وتأثيره في منطقة الشرق الأوسـط ليس أقل من أحداث 11 سبتمبر في أمريكا وتأثيرها على الصعيد الدولي.  ومع ذلك استمرّ نظام البعث في سـورية على ماهو عليه من السياسـات المستبدة والخطابات الخشبية في تشـويش الحقيقة والمراوغة والمجادلة في الحق وهو مبين.

من يسـمع الخطاب الأخير للنظام الأسـدي ويدقق في الكلام لايشـك لحظةً أن قوةً عظمى- قيد التشكل - على الطريق قادمة وأن القطبية الأحادية للعالم على وشـك الانتهاء بقرار النظام الأسـدي مواجهـة أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة مجتمعين مبرراً خطاب المواجهـة هذا بالدفع والدفاع عن سيادة الأمة وكرامة العرب من الماء الى الماء.

لقد أراد النظام البعثي بخطابه هذا أن يقنع جماهير الأمة أن استدعاء سـتة من مسؤوليه الى لجنة التحقيق الدولية هو مسٌ واعتداء على سيادة الأمة وانتقاص من قدرها. والحقيقة التي لابد من قولها وتوضيحها هنا بأن هذا هو التدليس والغش والخداع بعينه بأن نعبر عن كرامة سـورية – على الأقل- وطناً وأرضاً وشعباً وتاريخاً من خلال هؤلاء الستة وهم من هم ممن يعرف تاريخهم القاصي والداني.

السـؤال الذي يفرض نفسـه ، متى يسـتحق شـخص ما أن نقول عنه أنه مجرم وقاتل ولص وحرامي؟   ألايكفيه أن يكون قاتلاً للعشـرات بل للمئات من الناس ؟ ثمّ ألايكفيه أن يكون سارقاً

للعشرات بل للمئات من الملايين؟

ان كرامة سورية لهي أكبر وأسمى من أن تكون كرامة هؤلاء ، فكرامة سـورية لاشك بكرامة الشرفاء والأطهار. ولكن أن تصبح سيادة سـورية الأرض والشعب والتاريخ في سيادة حفنة من مجرمين ولصوص لهو الضلال والاضلال بعينه.  ثمّ هل باتت سورية رخصيةً الى الحد الذي يعلن فيه نظام البعث مواجهته للعالم كله ويتمرد على النظام الدولي دفاعاً عن ستة مطلوبين للتحقيق وللشهادة في مسألة يؤكد النظام فيها – على ذمته - براءتهم.  يفعل النظام هذا وهو يدفع ببراءتهم فكيف لو كانوا غير ذلك.

ومع ذلك نؤكد مابدأنا به مقالنا أن الخطاب السـوري للنظام البعثي اتسـم على الدوام بالبيض الكبير والكلام الأكبر ولكن الحقيقة خلاف ذلك.

فمع نهاية الأسبوع الماضي استمع الناس الى خطاب التحدي والوعيد على مدارج الجامعة ولكن من يسـتطيع أن يخبرنا ويسـمعنا ويطلعنا على الخطاب الذي أرسـل بالتوازي بواسطة رئيسٍ عربي آخر الى الرئيس بوش!!!