رسالة أخرى وأخيرة

رسالة أخرى وأخيرة

م.نجدت الاصفرى

[email protected]

أيها السيد الرئيس.. 

مرة أخرى وأخيرة أكتب إليك.. فقد بلغ السيل الزبى وفاض الكيل، ولم يعد بالامكان أفضل مما كان.

إن مرجل الحقد الذي خلقه نظام انت على رأسه قد جعل الأمر في وضع لا يحتمل، ولم يعد بالامكان السيطرة على طوفان سيأتي على الجميع فيحرق الأخضر واليابس، وينشر غرابين الموت على كل الرؤوس، وقد طرح عليك عقلاء الأمة مشاريع عديدة أقلها واكثرها في آن واحد يرجو ان توفر على شعبك عامة وعلى أهلك وأسرتك خاصة، وقوع الزلزال المدمر، ولم يجدوا منك اذنا صاغية ولا عين واعية، ولم تقرأ الأحداث بإمعان، وقد ظهرت بوادر المناداة بالدمار بدل الطروحات السابقة في التغيير السلمي، وانت وحدك تستطيع تدارك الامر قبل ان تحل ساعة يسيطر الندم فيها على الجميع حيث لا ينفع وقتها ندم أو أسف.

إن كافة الترقيعات والوصفات لن تنفع في حجز الفيضان وكبت الغليان الذي سينفجر إذا لم تتدارك آخر خطوة بقيت لك ..

-         حل الحزب الذي تحت مظلته حدثت كافة انواع الجائم والموبقات.

-  البرلمان الوهمي الذي لم يعد يقنع أحدا انه يعبر حتى عن نفسه.

-  الجيش الذي اصبح شلة من الانكشاريين الذين يعملون سماسرة وجباة للقمة الزقوم، وشلة من البلطجية التي تبتز الأبرياء وتعيش على اغتصاب أموال الشعب واعراضه، وليس في قاموس هؤلاء ولو إشارة بسيطة لما خلق الجيش من اجله، واخزى ما فعله ما كان في لبنان من جرائم تنتشر أخبارها الان عبر الأثير.

 -  التعليم ومخازيه وتمييز طالب منافق للحزب والسلطة عن طالب عاقل لا يفعل ذلك، وحشو المناهج بأقوال تافهة " للقائد الخالد" لا تسمن ولا تغني.

-  الاعلام الذي اصبح بوقا ليس من اهدافه سوى التسبيح بحمد السلطة في شرها وإفساد الاخلاق بجعله المسموع والمرئي وسيلة لهدم للقيم المثالية التي عاش عليها الشعب واعتبرها ثوابته.

 - المسجونين بلا سبب ولا محاكمات وصمة عار لا يرضى بها حتى عالم الحيوان.

-  المبعدين.. من يحق له أن يقصي شخصا بلا سبب عن وطنه؟!..

-  اما القضاء.. فلم التقاضي إذا كان القاضي مرتشي والمحامي فاسد الذمة والأمر متروك بينهما كيف يستطيعان سلب الناس أموالهم وحقوقهم في ظل الفساد المستشري في قاعات الصفقات الدنيئة والرشوة اللعينة تأخذ الحق من صاحبه فتعطيه لخصمه الظالم.

أظنك إن لم تستجب لنداء العقل والحكمة، ستكون ممن ستكويهم الغربة في مستقبل أيامك، هذا إن كتبت لك الحياة!

آخر مرة أكتب إليك بإسم الشرفاء من الوطن وسوف ينتظر من بيده الزناد ردك في شهر من تاريخه..

وقد أعذر من أنذر.