بعد اغتيال قادة المجاهدين... تنبيه للغافلين
بيان رقم: 32
التاريخ: 17 / ذي القعدة /1435 هـ
الموافق: 12 / أيلول /2014 م
مصدر البيان: رئاسة مجلس الشورى في تجمّع دُعاة الشام
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب:23)
بالتسليم والرضا بقضاء الله وقدرِه مع بالغ الحزن والأسى تلقت أُمّة الإسلام عامّة والمجاهدون في بلاد الشام خاصّة نبأ استشهاد الإخوة من قادة الجهاد الشامي في حركة أحرار الشام الإسلامية، ونحن إذ نُدرك حجم المصيبة وعِظَمَ الخطب الذي حلّ بجهاد أهل الشام المبارك فإنّنا نؤكد بأنّ هذه الحادثة لا يجب أن تمرّ هكذا إذ إنّها بداية مرحلة صعبةٍ ومنعطفٍ خطير في جهاد أهل الشام.
لذلك وجب تنبيه المُتصدِّرين لقيادة الجهاد في بلاد الشام لأمورٍ غفِل كثير منهم عن خطورتها استنتجناها من تحليلنا للأحداث المرحلية ومِنْ مجموعة مِنَ المعلومات التي وصلتنا، أهمُّها:
إنّ المرحلة القادمة ممّا خطط له الغربُ وخدَمُهُ من طواغيت العرب مرحلةٌ يراد لها ألّا يبقى على الساحة السورية إلّا تياران لا ثالث لهما:
الأول: تيّار الغلو والتنطع وتنفير النّاس عن شرع الله وعن كل ما له صلة بالمشروع الإسلامي، ويتزعم هذا التيار ما يسمّى بتنظيم (داعش) ومن كان على شاكلته، وقد صُنع هذا التيار ونُقِلَ إلى سوريا على مرأى ومسمع دول الغرب ليكون حصان طروادة في المرحلة القادمة بحيث يمثل مُبرِّرًا لتدخل عسكري صليبي مباشر على أرض الشام.
الثاني: فريق المُنبطحين المُنتفعين الذين استغلّوا ظروف الثورة وباعوا أنفسهم لأمريكا ومن معها ليكونوا أداةً طيِّعة في تنفيذ مخططات تلك الدول ولو على حساب الشعب السوري وتضحياته.
والغاية من بقاء هذين التيارين فقط على الساحة أن يدخل الشعب السوري الذي بدأ يفقد الرؤية والأمل في خيارٍ صعب مفاده: إمّا الغلو والتنطع والعبثية ودولة على نموذج دول العصور الوسطى في أوربا. أو العودة لسالف العصر والأوان من خلال إعادة استيلاد النظام السوري بوجوهٍ جديدة بعيدةٍ - بل مُحاربةٍ - للمشروع الإسلامي أجيرةٍ عند من دعمها وموَّلها وأداةٍ طيِّعةٍ في تنفيذِ مخططاته.
أمّا وسيلةُ تنفيذِ ذلك فهي البَدء بتصفية أصحاب المشروعِ الإسلامي المعتدل القائم على فهم مقاصد الشريعة منَ الثابتين على الحق الذين لا يقبلون التنازل عن الثوابت، ولعلّ هذه المرحلة قد بدأت فعلًا بقتل قيادات حركة أحرار الشام وسوف نرى في الفترة القادمة تتابُعَ العملياتِ التي تستهدف كلَّ من سيرفُضُ أن يكون أجيرًا في المشروع الصليبي الصفوي، ومن سيصعب اغتياله على الأرض ستقصِفه الطائرات الأمريكية القادمة لمحاربة الإرهاب خطأً كعادتها.
يضاف لما سبق البَدء بصناعة مرجعيات دينيةٍ وغير دينية ممن سكتوا على إجرام النظام عشرات السنين وتلميعُهُم ليكونوا أبواقَ المرحلة القادمة التي ستروج لاستسلام مخزٍ تحت اسم المصالحة الوطنية.
وعليه فإنّنا نتوجّه للبقيَّةِ الباقية من قيادات المجاهدين في سوريا مُذكِّرين بقول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) (آل عمران:149-150)
فيا إخوة الجهاد لا تفرِّطوا في دماء الشهداء ولا في تضحيات هذا الشعب الذي وثِق بكم، فوالله لن تفلحوا حتى تعتصموا بحبل الله جميعًا متمسكين بدينكم وبقرآنكم مرجعًا وحكمًا، محوِّلين ما كنتم ترددونه في أول الثورة من قولكم (مالنا غيرك يا الله) إلى استراتيجية حقيقية تبنون عليها خُططَكُم وسياسَتكم، فالقوي لا يحترم إلّا القوي، والمنتصر هو من يفرض شروطه، وما أفلحت ثورةٌ غدا ثوارها موظفين مُستأجَرين عند دُولٍ أخرى.
ولنعلم أنّنا بتحويل هذا الشعار لممارسةٍ حقيقية مَبنية على الصبر والمصابرة سنرى كيف يكون النصر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) وعندها سنرى جميعًا كيف أنّ مختلف الدول ستخطِب ودّكم (كما كان الحال أوّل الثورة) فتعاملونها معاملة الندّ بعد أن بعد أن كدتم تتحولون لأُجراء في مشروع أولئك الكفرة، ذلك المشروعُ الذي يُجيِّش الجيوشَ لقتال ما يسمونه هم بالإرهاب، ومع ذلك يتعامون عن ألوفٍ مؤلّفة قتلها نظام الأسد.
ختامًا فإنّنا نؤكد للمجاهدين جميعًا بأن أمر الله نافذ، وأنّ نصره للمؤمنين آتٍ لا محالة، وأنّ الدين والجهاد والنصر لم يكن في يوم من الأيام ليقف عند أشخاصٍ معيّنين أيًا كان دورهم ومهما علت رُتبتهم فالخير في هذه الأمّة باق وسلسلة الجهاد لن تنقطع (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21)
شام رسول الله صلى الله عليه وسلم في 17/ ذي القعدة /1435 هـ
الموافق 12/ أيلول /2014 م