بيان

تيار المستقبل الكردي في سوريا

بيان

اجتمعت لجنة المتابعة والتنسيق اعتياديا وبحضور اغلبية اعضائها , لمناقشة مجمل مستجدات الوضع السياسي السوري العام والكردي الخاص , خاصة بعد ان عادت السلطة بعد مؤتمرها القطري العاشر , لتحقق قفزة نوعية في اتجاه اعادة نظام الاستبداد القديم , وممارساته وسلوكياته المنافية لابسط قواعد المواطنة , والمناقضة لمصلحة الوطن السوري وما يعانيه من امراض مستعصية اوجدها وغذاها النظام الامني نفسه , ويبدو أن خيار خنق الداخل وانهاء اي حراك مجتمعي فيه , بات العنوان الرئيسي لتعامل السلطة مع المجتمع , وخاصة مع تعبيراته المدنية والسياسية التي تسعى لاخراج سوريا كشعب ووطن من الموضع الذي اوصلها اليه العقل الامني وحلوله غير المتوافقة مع تداعيات السياسة الدولية ومتغيرات الساحة الاقليمية , ناهيك عن تناقضها مع مصلحة الشعب السوري ومستقبل وحدته الوطنية .

ولعل من اخطر ما يمارس راهنا , هو حملات التحريض والتخوين بحق الحراك المدني والديمقراطي السوري وتقسيم المجتمع الى فئات وطوائف , وتعويم الوطن ليصبح ساحة حدية , محتقنة وقابلة لانفجار لا احد يعلم الى اين يؤدي مساره , وفي هذا السياق ياتي التعامل الامني المختلف والمتباين الى حد ما , مع قوميات المجتمع السوري وتعبيراتها السياسة , حيث تتميز القومية الكردية بتعامل استثنائي , نجزم بانه من متطلبات الترتيب المستقبلي للوضع السوري , وبالتالي تسعى السلطات وعبر كل وسائلها وخبرتها وادواتها , الى بعثرة وتفتيت الطاقة الكردية بغية اخراجها من المعادلة السياسية القادمة , او على اقل تقدير تهميشها وخلق بدائل ومرتكزات تؤسس لتكريد الصراع , او اسقاط اي فعل جماهيري مقاوم , وهو الفعل الذي جسده الشعب الكردي في انتفاضة اذار 2004 وما قبلها من مظاهرات واعتصامات وما تلاها من نشاطات ميدانية في ذات الاتجاه .

اننا في تيار المستقبل الكردي نرى بان سلسلة الوعود التي اطلقت في اتجاه ايجاد حل لبعض قضايا الشعب الكردي بقيت في اطار الوعود التنفيسية , وظهرت حقيقة الفهم البعثي للوجود القومي الكردي النافي له , والذي ليس في وارد حل او حتى التعامل السياسي مع اي مطلب قومي وديمقراطي كردي , وظهر هذا من خلال المواقف السياسية التي يبديها هذا وذاك من رؤوس السلطة , واخرها كان تصريح السيد العطري , وفي سياق الوعود ذاتها , تاتي ما نشهده هذه الايام من تسابق لبعض الاطر الكردية نحو وسيطة – امنية - تدعي بانها ستاتي بالزير من قعر البئر البعثي , وليس هذا وحسب , وانما سعت وبالتعاون مع حزبين كرديين – يكيتي وازادي – الى تشكيل وفد عشائري لمقابلة السيد رئيس الجمهورية , لعرض مطالب الشعب الكردي عليه , وكانه لم يكن هناك نضالات متنوعة خلال اكثر من اربعين عاما , ولم يكن هناك مطالب قدمت خلال تلك الفترة ؟

اننا نحترم الوفد الكردي العشائري المشكل , ونقدر لهم جهدهم وكل مبادراتهم الوطنية , ولكننا نرفض تحويلهم الى رقم سياسي , يفاوض السلطة بحقوق شعب , لا يمتلك حق التفاوض حيالها , وحتى لا يمتلك حق ادعاء تمثيل الشعب الكردي , من حيث لا يحق لوفد عشائري او اي حزب سياسي آخر , احتكار العامل القومي الكردي , وحقوق الشعب الكردي تحدد عندما تحين لحظة التفاوض الفعلية , وليس الامنية , من قبل كل تعبيرات المجتمع الكردي السياسية والثقافية والمدنية والاجتماعية , وحق التمثيل لا يمتلكه ليس الوفد فقط , وانما حتى الاحزاب التي ساهمت بتشكيله , غير مدركة لابعاد هذا المسار الامني , الذي يسعى لاحداث انقلاب في بنية حزب يكيتي الكردي وهو الحزب الذي شكل عبر نشاطاته الميدانية المتنوعة منذ 2002 , نقلة نوعية في الشارع الكردي , وقد كنا نجد انفسنا الى جواره في اي نشاط مجتمعي كردي , بهدف بلورة تيار كردي مقاوم , له مشروعه السياسي المختلف عن السائد والمستند الى قوة الفعل الكردي وطموحه في انتزاع حقه القومي في الحرية والحياة .

ان ما حصل عبر الوسيطة الانفة الذكر , هو محاولة تفتيت المشروع الوطني المقاوم , واجهاض اي محتوى نضالي كانت تمتلكه الاحزاب المشاركة , وخاصة صاحبة المظاهرات الاخيرة ونحن كتيار المستقبل من ضمنها , ونعني بها حزبي – يكيتي وازادي – وهو ما ناسف له , بحكم ان الفعل الميداني هو المستهدف , سواء عبر تمييع الطرح السياسي القومي وجعله من خصوصيات وفد عشائري , او الرضوخ لوعود امنية , كانت مستهجنة من قبل ذات الاحزاب , بل ومن الغرائب في العقل السياسي الكردي , ملاحظة التهافت المريع حول الوعود الامنية , وكانه هناك من يريد التخلص من ميراث حزب يكيتي والابتعاد قدر الامكان عن نبض الشارع الكردي , وبالتالي الدخول تحت عباءة السلطة والعودة الى قمقم المناطقية بالانفصال عن المستوى النضالي الديمقراطي السوري العام.

اننا في تيار المستقبل ندعو وبكل علنية , الاحزاب التي نتوافق معها في الفعل الميداني العملي , الى تشكيل نواة فعلية تعبر عن الطموح القومي الكردي البعيد عن سقف السلطة , والمتوافق مع سوية العامل القومي الخاص والديمقراطي السوري العام , لتكون هذه النواة مرتكزا لتوحيد المطلب القومي من جهة , وحاضنة مؤسسة لتجميع الطاقات الكردية , وهو ما نعتقد بانه يشكل ردا موضوعيا , على وعود امنية فقدت ورقة توتها , لكنها مع الاسف لا زالت تستطيع تجميع ادوات كردية هنا وهناك , وكلنا امل ان يستفيق الاخوة في حزبي – يكيتي وازادي – على ما يحاك ضد التيار القومي الكردي المقاوم , قبل فوات الاوان ؟ وفي سياق آخر ثمن الاجتماع بأنضمام النادي الثقافي الكردي الى التيار , كما تبنى التيار مجلة هفند الثقافية واعتبارها جزءا من اصداراته .

 12-8-2005                                 تيار المستقبل الكردي في سوريا