قراصنة الحكم في سورية و الأفخاخ الملغومة

قراصنة الحكم في سورية و الأفخاخ الملغومة

طريف السيد عيسى

[email protected]

لقد أفصح نظام البطش في سورية عن حقيقته الاجرامية ولم يعد خافيا على أحد أن النظام الحالي هو امتداد لحكم الأب الذي حكم سورية بالحديد والنار .

ولقد استهل بشار الأسد حكمه بخطاب القسم الذي أصبح بديلا عن النشيد الوطني السوري وليس مستبعدا أن يصبح جزأ مهما من مناهج التعليم في سورية كما كانت كلمات الرئيس الخالد الأب , وكلما حاورت بوقا من أبواق النظام لايجد الا خطاب القسم دليلا عمليا على نية الرئيس نحو الاصلاح والتغيير ومع مرور الوقت تبين أن خطاب القسم هو فخ ملغوم نصبه النظام ليصطاد به كل المطالبين بعملية الاصلاح .

لقد استطاع هذا النظام ايهام المعارضة والشعب من خلال خديعة الاصلاح ليجعلهم متعلقين بقشة الاصلاح في حين أن حقيقة هذا النظام لاتعرف دينا ولا قانونا ولا عرفا لأنه نظام يملك كل أدوات وأجهزة البطش والارهاب ويتعامل مع معارضيه بكل وحشية والتي لاينافسه فيها أحد.

وكي يستمر هذا النظام لابد له من الاستمرار في لعبة الخداع والمراوغة ودغدغة المعارضة من خلال بهلوانيات شكلية في عملية الاصلاح بينما نجده على أرض الواقع يمارس كل الموبقات وسيورثها حتى لأبنائه ان لم تتدارك المعارضة الموقف وتقوم بالعمل على اسقاط هذا النظام وتغييره .

ان الذين مازالوا يعيشون وهم الاصلاح هم كصاروخ انطلق من المكان الخطأ لذلك ضل هدفه ولن يحقق النتيجة المرجوة من عملية اطلاقه .

فشعارات الاصلاح التي يطلقها هذا النظام هي كمين نصبه هذا النظام للبعض فوقعوا بالفخ ومازالوا عالقين به , ان عدم ادراك المعارضة لحقيقة هذه الألغام وهذه الأفخاخ ستجعل عمل المعارضة هباء منثورا .

فكل من يعتقد أن نظام آل الأسد سيفتح باب الحرية فهو واهم لأن باب الحرية لابد من كسره بيد الشعب ولايمكن فتحه من قبل حكم مستبد متجبر وكما قيل فاقد الشئ لايعطيه .

آن الأوان للمعارضة أن تحشد طاقاتها للوقوف بوجه هذا النظام ومحاسبته على كل الجرائم التي ارتكبها بحق الوطن والشعب وهذه الجرائم لاتسقط بالتقادم وهناك من الجرائم مايندى لها الجبين وهي على سبيل المثال لا الحصر :

سقوط الجولان والقنيطرة اضافة الى خسارة حوالي ثلاثين قرية في حرب تشرين.

التنازل عن لواء اسكندرون .

اقرار قانون الطوارئ والأحكام العرفية وكل القوانين الأستثنائية ومحاكم أمن الدولة .

ارتكاب المجازر الجماعية بحق الشعب والتي لم تخلوا مدية الا وارتكبت فيها مجزرة .

الاعتقالات العشوائية خارج نطاق الدستور والقانون والتي طالت عشرات الألوف من المواطنين .

تستره عن مصير المفقودين داخل السجون والمعتقلات .

اقدامه على اعدام عشرات الالوف من المواطنين داخل السجون والمعتقلات .

تسببه في هجرة قسرية لمئات الألوف من المواطنين .

تدميره لللاقتصاد الوطني من خلال سكوته وتشجيعه لمافيا الفساد واللصوصية .

ترسيخه للطائفية داخل الوطن .

ولا أريد الاسترسال بمزيد من جرائم هذا النظام حيث أن سجله الاجرامي ملئ ولابد من محاسبته على تلك الجرائم .

ان تصرفات هذا النظام تدل دلالة قاطعة على أن حكام سورية هم قراصنة استولوا على الحكم بقوة القرصنة وارهابها وهم مستعدين لتدمير كل شئ طالما أن ذلك يمكنهم من الاستمرار في الحكم .

ان هذا النظام وقرصنته تلك تقطع كل سبيل نحو الحوار معه والحوار الناجح والناجع هو ممارسة الضغط الشعبي من أجل اسقاطه والتخلص منه .

ان مواجهة هذا النظام ليست بالمعضلة والمشكلة لأنه هيأ كل أسباب سقوطه ولكن مطلوب منا فقط التوقف عن العيش في أوهام الاصلاح وعدم الانجرار وراء خديعة الاصلاح لأن الشعب محكوم بعصابة وقراصنة , نعم انهم قراصنة وعصابة لأنهم أهدروا قيمة الانسان وضيعوا مقدرات الوطن وحولوا أجهزة الدولة ومؤسساتها الى أوكار لهم ليمارسوا من خلالها كل أشكال الاجرام وصوره حتى انتشر الفساد والاجرام في كل مؤسسة ودائرة مثل السرطان الذي لم يترك عضوا الا وانتشر فيه .

ان هؤلاء القراصنة استلوا على كل شئ ومن أجل حماية الوطن والمواطن من شرهم لابد من طردهم خارج السفينة .

ان قضيتنا ليست قضية لص يظهر هنا أو هناك بل هي قضية وطن مضيع وانسان مهان وحرية مفقودة وكرامة تداس بالبسطار , قضيتنا هي نظام مستبد ومجرم وخائن فلقد خان أمانة الحكم وتعامل مع كل عدو للشعب في سبيل بقائه على سدة الحكم .

فهل يعقل أن يبقى خطاب المعارضة يعيش على أوهام وسراب الاصلاح أم آن الأوان لحشد الطاقات وتشكيل جسد واحد لكل تيارات المعارضة تعتمد برنامجا واضحا من أجل اسقاط هذا النظام وتغييره جذريا .

وبهذه المناسبة نحي جماعة الاخوان المسلمين في سورية على تبنيها هذا النهج في عملية التغيير الجذري والذي عبرت عنه من خلال بيان مجلس شوراها والذي صدر في الخامس من الشهر الجاري كما نحي كل من يعتمد هذا التصور من أجل التخلص من قراصنة الحكم في سورية .