جديد الحزب الوطني.. الأصابع والأحذية
جديد الحزب الوطني.. الأصابع والأحذية
أ.د/
جابر قميحةفكر جديد.... فكر جديد.. كان السيد صفوت الشريف من سنتين -أو ثلاث- يملأ مصر والدنيا بهذا المصطلح المبتكر الذي تمخض عنه مؤتمر الحزب الوطني.. ومن إعجاب السيد صفوت بهذا الابتكار كان يملأ به وسائل الإعلام, وينطقه بطريقة «ساداتية» ممطوطة.. «فكر جااا د ي ي يد».. ومرت الأيام.. ولم ير المواطنون من الحزب الوطني (حزب الأغلبية) (!!!!!!) لا جديدًا.. ولا قديمًا . لا.. لا. آسف جدًا.. بل رأينا منه هذا العام -خصوصًا في شهري مايو ويونية- جديدًا لم يسبقه إليه أحد, ولا حزب, ولا إنس, ولا جان, وهذا الجديد يتمثل في:
الثلاثية المدنسة
وهذه الثلاثية آلياتها ثلاث:
1- الأيدي 2 - الأحذية 3 - الهتافات. ولنبدأ هذه الثلاثية المدنسة من أولي آلياتها:
1- فبلطجية الحزب الوطني في مظاهراتهم (وهي مدفوعة الأجر طبعًا) يرفع كل منهم يده اليمني, ويوجه الإصبع الوسطي إلي الخصوم أعداء المدَّ والتوريث, وقد سجلت وكالات الأنباء والمحطات الفضائية صور هذه «الحركات» ونشرتها في أعلي الصفحة الأولي صحيفة «العربي الناصري» الصادرة يوم الأحد 26/6/2005.
2-
وكذلك يرفع بعضهم الأحذية, علي سبيل تهديد «الخصوم», وتحقيرهم.
وهاتان «الآليتان» مصحوبتان بهتاف واحد هو: «حسني مبارك دا عمنا, ودا اللي ليكو
عندنا», والشطر الأخير موجه طبعًا للخصوم, ومعناه «ليس لكم منا إلا ضرب الأحذية,
وأصابعنا الوسطي».
والهتافات الخسيسة الساقطة
3- وثالث آلية في هذه الثلاثية المدنسة هتافات دنيئة مبتكرة . من قبل كان الهتاف: «بالروح بالدم نفديك يا مبارك» وتوقف هذا الهتاف تمامًا, وباجتهاد متواضع مني أعلل هذا التوقف بما يأتي:
أ- أن يكون الدم قد أصبح قليلاً.. أو قليل الكثافة في العروق نظرًا للأنيميا, وسوء التغذية, فأغلب هؤلاء المتظاهرين من الطبقات الفقيرة المستأجرة.
ب- أن هذا الهتاف بالذات كان شؤمًا علي السادات. وهو أكثر من وُجه إليه هذا الهتاف.
جـ- حرْص الوطني علي التجديد, بإحلال هتافات مبتكرة محل هذا القديم.
د- إيقاع هذا الهتاف لا يتفق مع «رتم» حركات الأصابع والأحذية.
ومن
هذه الهتافات: «حسني مبارك دا عمنا, ودا اللي ليكو عندنا» و«حسني مبارك غيره مفيش,
غيره غيره ما يلزمنيش» و«يا مبارك دوس دوس, إحنا معاك من غير فلوس», وهو هتاف يعطي
إيحاء بأن الأصل ألا تخرج هذه المظاهرات إلا بأجر وعكس ذلك ينطوي علي تضحية مادية
وفعل الأمر دوس معناه اكتسح خصومك, واقضً عليهم. أو معناه: ولا يهمك, أي: لا تحزن,
ولا تحمل همّا علي حد قول ليلي بنت مراد:
دوس ع الدنيا, وامش عليها
أنا ولاَّ انت لينا مين فيها?!
الجمع بين التراث والمعاصرة
وقال لي كبير من الوطني: أنتم أيها الإسلاميون متعصبون, لا ترون أبعد من أنوفكم, إنما هذه الهتافات لم نخرجها للنور إلا بعد دراسة عميقة وافية, فقد أردنا بها إحياء التراث القديم, أو الجمع بين التراث والمعاصرة. فقد عثرنا علي مخطوطات قيمة جدًا دفعتنا إلي اختراع هذه السلوكيات وتلك الهتافات لمظاهراتنا, منها علي سبيل التمثيل:
1- مخطوط: بغية المتألم, ونهاية المتعلم في ترقيص الإصبع الوسطي بدون معلم . 2- توجيهات حنفي الأسطي, في تحريك الإصبع الوسطي.
3-
أعلام البوابة في تفضيل الوسطي علي السبابة. 4- السر الباتع في تفضيل الوسطي علي كل
الأصابع. 5- لمعان الماسة, والوسطي الحساسة, عند القادة والساسة. 6- قبض المعلوم
لتوجيه الوسطي نحو الخصوم.
وكل المخطوطات السابقة عثر عليها في حفريات «كلوت بيه» بالقاهرة.
ومخطوطات الأحذية
وفي حفريات «تل الخرابنة» عُثر علي المخطوطات الآتية:
1- «الصُّرم الصوارم, سلاح كل غانم» تأليف: نعّال بن مفتوح المجلّد. 2- «النعل المرفوع في مواجهة البتوع» لابن محزوز الإسكافي. 3- «غرائب الأحوال في الأحذية والنعال» لأمير الكتبة والقوادين عورت الوصيف.
فضيحة للحزب الوطني
ومادمنا علي «وش» انتخابات, أقترح علي الحزب الوطني تشكيل لجنة باسم «لجنة الصباعيات والحذائيات», تكون مهمتها الأساسية توعية المواطنين بكيفية توظيف الإصبع الوسطي, و«فردات» الأحذية في المظاهرات, في مواجهة الأعداء من الشعب المصري من أمثال «كفاية» والإخوان , وكل من يدعو إلي ما يسمي بالتغيير.
ويُرسم شعار اللجنة علي هيئة «حذاء يخرج من فوهته ذراع عارية, تنتهي بكف قوية, وإصبعها الوسطي بلون مميز, ومثنية إلي الأمام كأنها رأس سهم موجه للأعداء». ويكتب تحت اللوحة كلمات «شعارنا ..الحزب الوطني». ويطبع من هذه الصورة الملونة عدة ملايين, كما تطبع علي الفانلات والـ«تي شارت», وتوزع علي الشعب العاري, وتكبر الصورة عشرات المرات, وفي لوحات خشبية ضخمة, وبالطريقة اللوقية البباوية» -نسبة إلي نبيل لوقا بباوي- وتوضع هذه اللوحات في ميادين القاهرة والعواصم الأخري .