كان الخروج حلاً وحيداً للحفاظ على الدين والنفس والعرض
كان الخروج حلاً وحيداً
للحفاظ على الدين والنفس والعرض
د. عبد الله السوري
[email protected]
في
موضوع نشـــره الكاتب علي العـــزي في ( موقع إســــلام أون لايــــن ) بتاريخ ( 19
/ 9 /2009 ) يقول فيه قضايا كثيرة جداً ، أولها عن خروج الإخوان المسلمين
السوريين من بلدهم في بداية الثمانينات ، وكأنه ينتقد خروجهم ويرى أن الخروج كان
خطأ كبيراً فيقول :
[
... عند تحليل هذه المرحلة لا بد أن نسأل هل كان قرار
الخروج أو الهجرة قرارا صحيحا للإخوان؟ ولو بقي الإخوان في الداخل – رغم كل
المضايقات والتصفيات التي تعرضوا لها- هل ستكون المكاسب أفضل من نتائج هذه الهجرة؟
...]
وتعليقي على هذا القول والإدعاء النظري الذي لايستند إلى الواقع أذكر بما يلي :
1-
لم
يكن هناك قرار تنظيمي بالخروج ، لأن قيادة الجماعة بين سجين ومن هو خارج سوريا ،
وحتى رجال الصف الثاني كانوا في السجون ، وعندئذ تولى رجال الصف الثالث الاجتهادات
الفردية ، ونصحوا إخوانهم بالخروج أو حمل السلاح للدفاع عن النفس والعرض والموت في
الشارع أفضل من الموت بين يدي جلاوزة المخابرات ....
2-
بعد
هذه المدة اتضح أن أقارب المطلوبين أخذوا رهائن ومكثوا عشر سنين ( حيث أفرج عنهم
بالدفعة الأولى 1992م ) وعددهم قرابة خمسة آلاف ...
3-
من
قرأ كتاب تدمر شاهد ومشهود للأخ الأردني محمد سليم حماد جزاه الله خيرا ، وهو حقائق
وليس أوهاماً ـ وكذلك كتاب خمس دقائق تسع سنوات للأخت هبة الدباغ ،يرى أن الخروج
كان صحيحاً ، وقد حقق المحافظة على دماء الإخوان وأعراضهم .
4-
وللعلم فقد أعدم قرابة عشرين ألف مواطن بعضهم من الإخوان وبعضهم اعترف أنه من
الإخوان ليتخلص من عذاب سجن تدمر الذي لايحتمله بشر ...
5-
وللعلم فقد اعتقل الأمن القومي في حماة بقيادة الرائد محمد غرة عام (1975) أخوين من
حماة ، قبض عليهما في بساتين حماة ، فتم تعذيبهم حتى فارقا الحياة ، وسلمت أجسادهم
لذويهم ، وشاع خبرهم في سوريا كلها ، وعندئذ قرر زملاؤهم المواجهة المسلحة وعدم
تســليم أنفســـهم كي لايقتلوهم تحت التعـــذيب كما قتلـــوا أخويهـــم ( عصفور
وزلف يرحمهما الله تعالى ) ....
6-
بعد
مجزرة المدفعية (1979) التي استنكرها الإخوان المسلمون ، أعلن وزير الداخلية اللواء
عدنان الدباغ في الإذاعة والتلفزيون يقول اقتلوا الإخوان المسلمين أينما وجدتموهم
... وأعدمت الكوكبة ألأولى منهم وعددهم ( 17) أخاً كانوا في السجن ، فماذا يفعل
الإخوان المسلمون هل يسلمون رقابهم للذبح طاعة للنظام الأسدي ، أم يخرجون حفاظاً
على أرواحهم ودمائهم وأعراضهم !!!؟
أقول ذلك كي يتضح لنا ولآولادنا ولإخواننا العرب وغيرهم أن الإسلاميين دفعوا دفعاً
إلى أحد أمرين ::
1-
حمل
السلاح للدفاع عن النفس والموت بشرف في ساحة المعركة غير المتكافئة .
2-
الهجرة خارج سوريا حفاظاً على الدين والنفس والعرض ......
ويمكن القول أن بعض الشباب رأى الخيار الأول ، بينما رأى الكهول الخيار الثاني ،
والله أعلم ....