واستضعف قومه فأطاعوه – القذافي والحاكم بأمر الله

واستضعف قومه فأطاعوه – القذافي والحاكم بأمر الله

محمد هيثم عياش

[email protected]

تعاني الأمة الاسلامية من بعض الحكام الذين باعوا أنفسهم للشيطان وأصبحوا من أكابر اوليائه كما أصبحوا من أكابر مجرمي بلادهم التي يحكمونها من خلال استيلائهم على خيراتها واستمرارهم في كم الأفواه ومحاربة الحريات العامة ومصادرة رزقهم الا أن الأشد من ذلك هو تمعنهم في الضلالة ولا يريدون الإصغاء الى النصائح فالطاغوت /الديكتاتور/ الذي ابتليت بهم هذه الأمة يعتقدون بأن أعمالهم التي يعملونها هي الصحيحة ولا يريدون الاصغاء الى الحكمة ان كان هناك من يوجه لهؤلاء الحمكة والنصح .

وكما ابتلي الشعب السوري بالنظام البعثي والاسدي ابتلي الشعب الليبي بالفاتح من أيلول/سبتمبر/ الزعيم السياسي البطل المغوار والمتفيقه / السفيه / معمر القذافي هذا الرجل الذي يحكم ليبيا بيد من حديد منذ اكثر من ستة وثلاثين عاما جاء الى الحكم شابا مغرورا وأصبح الآن على باب الشيخوخة . وقد اغتر بهذا القذافي الكثير من الاسلاميين في بادئ الأمر عندما أعلن بأنه يريد الحكم بالقرآن ثم أعلن انه يريد الحكم الى جانب القرآن بالسنة الا انه نكص على عقبيه بعد ذلك وقال الى ان السنة وخاصة الأحاديث النبوية تعتبر اقاويل غير صحيحة فاخترع للناس كتابه الاخضر الذي جعله قانونا يجب ان يحكم به كما قام هذا البطل المغوار بمساعدة منظمات ارهابية مثل المنظمات المعادية لحكوماتها في اوروبا مثل  الاولية الحمراء الايطالية والجيش الاحمر الالماني ومنظة ايرلندية تريد الانفصال عن بريطانيا وغيرها ثم قام بتفجير طائرة لوكربي وملهى لابيل في برلين عام 1986 ذلك الملهى الذي كان يؤمه امريكيون  ثم توالت على ليبيا المصائب جراء هذا البطل المغوار من قصف امريكي لطرابلس وبنغازي وإرغام المجتمع الدولي ليبيا على دفع تعويضات تصل بالمليارات لضحايا  بطولة القذافي الذي كم الأفواه وسفك دماء  احرار ليبيا من صحافيين ومفكرين ولا احد من الغرب انتقد القذافي الذي كانت الصحافة تصفه بالديكتاتور/الطاغوت / الا انه عندما اعلن ولائه للولايات المتحدة الامريكية واستعداده لمحاربة منظمات ارهابية وإدلاء النظام الليبي بمعلومات للمخابرات الامريكية عن الاسلاميين أصبح هذا الديكتاتور السابق رجل سلام  من خلال اعلانه بذل جهوده من اجل مصالحة تتم بين الدول العربية والكيان الصهيوني وأطلق من خلال فلسفته الجديدة على فلسطين اسراطين محل وسط من اجل المصالحة والتعايش السلمي بين الشعب الفلسطيني والسرطان الصهيوني .

الا أن البطل المغوار ورجل السلام القذافي  استضعف قومه وحاشا لله أن يكون كل الشعب الليبي أحمقا  فهو استطاع ان يقنع الشعب الليبي بأن كل الاحاديث النبوية غير صحيحة فقد اجتمعت مع مسئول ليبي كبير على هامش احد المؤتمرات الدولية فذكرت له حديثا عن النبي صلى الله وعليه اذا لم تستح فاصنع ما شئت فقال لي ان الزعيم القذافي لا يحب الاحاديث النبوية طالبا مني الكف عن الاحاديث والأخذ بالقرآن الذي هو فقط آيات تتكلم عن الماضي لأن الزعيم الليبي قال ذلك فتركت هذا المسئول وانصرفت متمثلا بقول الله تعالى : واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما . والقذافي يشبه الى حد ما حاكم مصر الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي طلب من اهل مصر ان يعملوا في الليل ويناموا في النهار لأنه سن ذلك  فامتثل اهل مصر له الا انه وبينما كان يطوف في أحد الأيام ومتاجر مصر مغلقة رأى رجلا في متجره فسأله عن سبب ذلك فقال له أنه يريد السهر  في النهار فعاد الحاكم وأمر اهل مصر ان يسهروا في النهار ايضا كما أجبر الحاكم لعنه الله الذي خرج من ضئضئه الدروز اليهود والنصارى على اعتناق الاسلام ثم سمح لهم بالعودة الى دينهم من جديد . وهذا ما يفعله القذافي حاليا فقد خرج عن اجماع الامة الذين جعلوا من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم تاريخا للدولة الاسلامية وجعل هو وفاة الرسول تأريخا لبلاده واستهزئ بالسنة كما استهزئ بالقرآن وجعل من الشعب الليبي شعبا مهانة كرامته مثل ما فعل صاحبه حافظ أسد والنظام البعثي في سوريا بالشعب السوري .

ان أمتنا تعيش في حالة ماساة وعذاب ايضا  فالمأساة من الحكام وتعذيب الله لها بهؤلاء الحكام  ولن يرفع الله عن هذه الامة العذاب والمأساة الا بالعودة اليه وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول : ان خيار أمتكم الذين يرضون عليكم وتصلون لهم  أي /تدعون لهم /ويدعون لكم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم  ولا يوجد الا القليل من حكام المسلمين من نرضى عليهم في هذه الايام ونسأل لله ان يرفع عنا عذابه عاجلا .