سوريا .. ميدان السياسة المجنونة
سوريا .. ميدان السياسة المجنونة
محمد النعيمي/المدينة المنورة
ما يجري اليوم في سورية من اعتقالات وانتهاكات لحقوق الإنسان يدل فيما يدل على أن النظام السوري بات في هذا الجو المكهرب ــ والذي يعاني فيه من تربص داخلي من ناحية وعزلة إقليمية وتهديدات خارجية من ناحية أخرى ــ يخبط في قراراته خبط عشواء ، ويوجه ضربات ويقع في أخطاء تُفاقم من التألب المحلي والإقليمي والدولي عليه ، وتضعه في موضع لا يحسد عليه يؤكد لدى المجتمع الدولي ضرورةَ تغيير هذا النظام .
ويبدو أن الولايات المتحدة والغرب عموماً بات على درجة كبيرة من الوعي بأيدلوجيات الحركات الإسلامية المعتدلة منها والمتطرفة ، وبالتالي ما عادت سياسة التخويف من ( البعبع ) الإسلامي التي تطلقها الحكومات العربية بناجعة عند ساسة الغرب اليوم ، خصوصاً لما أدركه هؤلاء الساسة من مدى الشعبية الواسعة التي تحظى بها الحركات الإسلامية المعتدلة في بلادها ، وبالتالي يمكن القول بأن هذه الورقة فُقدت من ملف الأوراق الضاغطة للنظام السوري ، ويحاول النظام التعويض عنها وعن غيرها بتقديم إشارات إيجابية للولايات المتحدة كالقبض على المتسللين إلى الأراضي العراقية عن طريق الحدود السورية مثلاً وغيرها من الإشارات ، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة ملتزمة بسياستها التغييرية في الشرق الأوسط خاصة مع دول المجابهة مع ( إسرائيل ) ، ويمكن وضع احتمالين في هذا الصدد :
1- أن تثبت حكم الرئيس بشار الأسد وتقصي الحرس القديم عن المعادلة السياسية وتعتمد سياسة جديدة لسوريا المرحلة المقبلة .
2- أن تقصي الطائفة العلوية عن الحكم نهائياً بقصد فصل الشريط الشيعي الممتد من إيران شرقاً وحتى لبنان غرباً .
أما طريقة إسقاط النظام فمستبعد أن تتم بتحرك عسكري لسببين اثنين :
1- لعدم تكرار التجربة العراقية المرة .
2- ولأن النظام السوري في هذه المرحلة أضعف من أن يحتاج إلى قوة عسكرية ، بل إن الولايات المتحدة تخشى من سقوطه اليوم بأدنى هزة داخلية ؛ تحرزاً من وقوع الفوضى قبل إحلال الحكم المجلوب .