أوباما يتقلب بين الوهم والخيبة
محمد فاروق الإمام
يريد أوباما تحالفاً دولياً وإقليمياً ليجابه به (الدولة الإسلامية) في العراق والشام لاعتقاده أن خطر هذه الدولة سيعم الكرة الأرضية وقد يتخطاها إلى بعض الكواكب التي تعمل الدول الكبرى على سبر الحياة فيها لتكون البديل المستقبلي لشعوب الأرض.. مسكين هذا الرئيس الضائع بين الوهم والخيبة، هذا الرئيس الذي تفتقر إدارته إلى الرجل الرشيد الذي يمكن أن يشير عليه أو ينصحه أو يبصره فيما عليه أن يفعل، وسأفعل أنا ذلك لأساعد هذا الرئيس للخروج من هذه المتاهة التي وضع نفسه فيها، لحقن الدماء التي قد تسفك بلا ثمن، وتوفير الأموال التي قد يستفاد منها لإشباع بطون الجائعين في هذا العالم، ومساعدة الدول الفقيرة والنامية في رفع مستواها المعيشي.
سآخذ بيد هذا الرئيس البائس لنسبر أحداث التاريخ بعيداً حتى نصل إلى العهد الأموي، وبالتحديد أيام الخليفة عبد الملك بن مروان حين هدد دولته خروج مجموعات من المتطرفين على نظام حكمه، وقد عرفوا في بطون كتب التاريخ ب(الخوارج) وقضّوا مضاجع الدولة الأموية التي دان لها الشرق والغرب، رغم قلة عددهم وعتادهم، فأوكل الخليفة إلى واليه في العراق (الحجاج) قتالهم والقضاء عليهم، وللحجاج يومها هيبة ومكانة في قلوب الناس، فسير الحجاج إلى الخوارج التكفيريين الجيوش إثر الجيوش دون أن يتمكن من هزيمتهم، حتى يقال إن أحد قادة الخوارج (شبيب بن يزيد) قتل خمسين أميراً وهزم خمسين جيشاً للحجاج وكان معه فقط 600 رجل مقاتل، وهذا في عرف العسكريين أمر لا يصدق، ولكنه حدث في العراق اليوم عندما هزم بضعة آلاف يعدون على أصابع اليد الواحدة من مقاتلي تنظيم الدولة الفرق العسكرية العراقية المزودة بأحدث الأسلحة المتطورة الأمريكية فارين لا يلوون على شيء سوى النجاة، وهذا ما حدث للحجاج الذي فر من عاصمته الكوفة ودخلها شبيب بن يزيد وبرفقته زوجته الفارسة (غزالة) التي ارتكبت مجزرة بشعة في جامع الكوفة حيث قتلت كل المصلين والمعتكفين بحجة أنهم ارتضوا حكم بني أمية، وقد عيّر بعض الشعراء الحجاج عندما فر من الكوفة قائلا:
أسد علي وفي الحروب نعامـة … فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى … بل كان قلبك في جناحي طائر
وثاب الحجاج إلى رشده فقد وجد أن هذه الجيوش التي يرسلها جيوش جبانة ومهزوزة ومرتعبة كحال الجيش العراقي الطائفي، الذي هزمته الدولة في سويعات، وأخذت منه نصف العراق تقريباً بأيام، وتأكد للحجاج أنه لابد من أن يستنجد بأهل الشام، فطلب من عبد الملك جيشاً من أهل الشام، وهم أهل الصبر والشجاعة والبسالة والإقدام، فجاءه أهل الشام على عجل وكان النصر السريع حليفهم، وتمكنوا من دحر الخوارج وقتل قادتهم الواحد بعد الآخر حتى طهروا دولة الخلافة الإسلامية منهم.
وأنا أقدم لأوباما استشارة مجانية ناجعة وبأقل التكاليف.. عليك بتسليح أهل الشام ودعمهم بالسلاح والعتاد المتطور وخاصة المضاد للطائرات فهم الأكفأ في إنهاء كابوس تنظيم الدولة والنظام الفاشي في دمشق في أيام قليلة، والمثل العربي يقول: "أهل مكة أدرى بشعابها" وأهل الشام أدرى بخصمها وعدوها منكم، فجربوا ما أقول إن كنتم حقيقة تريدون إنهاء النظام الباغي في دمشق، والانتهاء من المتطرفين من تنظيم داعش الذين تخشون وصولهم إلى بلادكم، ويهددون أمن دول العالم وخاصة الغربي منها وإلى الأبد.