الوطن لمن يستحقه يا من أحضرتم السبع من ذيله
الوطن لمن يستحقه يا من أحضرتم السبع من ذيله
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
[email protected]
((من يجهل معاني وفلسفة الرسالة العميقة للأدب الساخر ومقوماتها وأسلوبها فلا يلمنا
، بل يلم عقله وتفكيره))).......
الطالبة المتفوقة سانغ يو من سنغافورة في الصف العاشر والتي تنحدر من أصول
ماليزية ، كانت تقود حملة للنظافة
في بلادها وهي تردد : الذي يحب سنغافورة يحافظ على
نظافتها ، وفي حملتها هذه رفعت شعار ((الوطن لمن يستحقه لا لجنس أو لون أو ملّة))
وقالت : علينا
أن نكون خليطاً بشرياً مسلمين ومسيحيين وبوذيين وهندوس نستحق سنغافورة ،لأن
سنغافورة مثل القمر ، وكان رد والد الطالبة سانغ يو الأستاذ الجامعي
:
حياة بلا قمر كحياة بلا حساب ، بلا زمن ، وبلا رياضيات ، هل تكون سنغافورة
كما هي الآن دون رياضيات ؟ .
ومن خلال هذا الفهم العميق
في مدلولاته الوطنية والإنسانية والحضارية ، أرسل التحية كل التحية من قلب الوطن
إلى القادة الفلسطينيين المناضلين الأبطال : كل من : أبي عرقوب وأبي عرميط وأبي
كرنيش ، وأبي بريص وأبي أمرك سيدي ، وأبي سلخة وأبي فزاعة وأبو لصيمة ، وأبي لطيخة
وأبي لمّة وأبي حنجل ، وأبي فهلوي وأبي لحمة وأبي خلفية ، وأبي ماكر وأبي مخادع
وأبي كذاب ، وأبي لف ودوران والعونطجي والحاج معرّص ، وكل الضريطة ، وكل من أحضر
السبع من ذيله ، وكل من رفع ذيل الكلبة بعودة ، وجميع القادة والمقُودين ، كلاً
بلقبه وباسمه وبمرتبته وبحصانته ، وشو بدي أتذكر فيك يا سفرجل كل عضة بغصة ، وكنا
ننتظر إمام عادل جاءنا عادل إمام . أيها النجوم اللامعة في سماء النصر والبدور
النيرة في ظلمة الحرية وصدق فيكم المثل الفلسطيني : ( والله غنمها أبو الحصين
وعَشَّرت ) ، افتقدناكم كثيرا فوجدناكم أكثر ظهورا في كل ليلة ظلماء (وفي الليلة
الظلماء يفتقد البدر) ودقّّي يا مزيكا قي ليلة حِنّا وتبريكا ، وصدق فيكم المثل
الشعبي : وحيرتني يا أقرع من وين أبوسك .
أيها القادة الأشاوس : لكم
من قلب الوطن النازف بالجراح أسمى معاني التقدير والاحترام والمحبة ، وأذكركم بأن
الفلسطينيين كانوا في ثورة 1936 يهتفون قائلين :
أبو جلدة والعرميط مزعوا كل البرانيط ، و الحطة والعقال بخمس قروش والعرص لابس
طربوش . فلا تنسوا فلسطين فهي أمانة في أعناقكم جميعا ، حفظكم الله من كل
وسواس قهري ، ومن كل الأمراض النفسية والعقلية والعصبية الأخرى ، ورعاكم من حسد
الشياطين وأعين الحاسدين ، على ما أنجزتموه من نصر كبير لشعبكم ، وتأكدوا أننا نثق
بكم كنا ولا زلنا ، كما كنا ولا زلنا نثق بشركاء السلام من قبل ، ومن سار بدربهم
وعلى نهجهم إلى يوم القيامة ، وكما تعلمون فيوم القيامة يوم الحسرة والندامة ، لا
وقاكم الله من ويلاته خَطيّة شعبنا المغلوب على أمره .
أيها القادة الفحول على
النساء بامتياز ، شعبكم يشعل لكم في كل ليلة البخور الهندي ، ويعلق لكم التمائم
التي سوف تحميكم من اجتياح اليهود اليومي للمسجد الأقصى واعتداءاتهم على الآمنين ،
ومن حصار وقصف اليهود للغلابة في غزة ، وتحميكم من مرض عقم الرجال ؛ لأن شعبنا لا
يرضى لكم العقم الجنسي ولا الفكري ؛ خشية عليكم من سواد وجوهكم التي طال بياضها
.....
أيها الأسود المغاوير: إن
شعبكم وحفاظا على الثوابت العونطجية ينصحكم بما يأتي :
·
أن تكثروا من أكل الفَت بالرز واللحم ، وأن تزيدوا من الولائم التي تعرفونها
بامتياز، ولا تنسوا شرب مرق العجول لأنها تزيدكم ذكاءً وحكمة ، أو تدخين السيجار
الكوبي الفاخر ، فذلك من أهم الثوابت الفلسطينية التي عودتمونا عليها ،
·
احذروا من مرض الحول أو النظر بعين واحدة ، فعلاجه الوحيد حبات الفياغرا ، وإياكم
ثم إياكم من حبات الفياغرا المغشوشة .
·
استعيذوا بالله من أن
تصيبكم سهام دعاء الأرامل والأيتام ، إن كان يعنيكم تسولهم في الطرقات ، كما
أصابتكم سهام وخوازيق إسرائيلية كثيرة ، على مائدة تِشِّن
بِِلِِّم تَلَ لَلِّي .
·
أن تقصروا من تطلعاتكم وطموحاتكم ، فعدوكم لن يمنحكم نصرا إلا من خلال مجاراة
العولمة والمدرسة الواقعية التي قادها وأسسها حبيبنا بورقيبة ، أو من خلال التخبط
الفكري وضيق الأفق السياسي بغطاء أيديولوجي ، أو حمرنة سياسية ولطاخة فكرية ، أو
بتهورنا السياسي من جهة ، وبضعفنا أمام صديقتنا إسرائيل ، والقضاء التام على
المقاومة بكل أشكالها من جهة أخرى ، فالمرحلة التي نعيشها
جديدة ، وهي تحتاج إلى فكر جديد يغذيه الكاشو الثوري والبندق الوطني ، والموكيت
الإيراني والأثاث الايطالي ، والحلل الأمريكية ، والرز واللبن ولحم الخراف المشوية
، ومن خلال الضحكات التي تظهرون بها ، حيث كروشكم المنتفخة وخلفياتكم المتمايلة ،
كما يغذيه أرواح وبضائع واقتصاد أنفاق الموت على الحدود الفلسطينية المصرية ،
فهنيئا لشعبنا بكم ، ويا مرحبا بالنشامة اللي غنّموها ، ويا ليت ما قالوا لأمَّك
مبروك ما أجاكي .
·
حاربوا الشللية
التنظيمية ودكاكين البضاعة بإنتاج وطني بامتياز ، فجهدكم لم يضع سدى على مسيرة واحد
وستين عاما من عمر النكبة ، أو اثنتين وعشرين عاما من عمر الانتفاضة ، فقد صار ذلك
سيّان ، فهذه أحذيتكم تطأ تراب الوطن المقدس ، فكلكم
مانديلا فلسطين وغاندي فلسطين وجيفارا فلسطين ، وعِدّي يا أمي رجالك عِدي ، ومن
الأقرع للِمصدِّي ، ويا قلب لا تحزن .
يا قادة الشعب الفلسطيني
الأحرار الأشاوس الميامين الأبطال الشجعان الرجال المناضلين الشرفاء الأوفياء
النشاما المخلصين ، وخمسين كيلو غرام من هذه الكلمات والمعاني والصفات ، وكل كيلو
منها وراء كيلو وبينطح كيلو لعيونكم وخاطركم
: عندما أجاب الفيلسوف البريطاني برنارد شو عن أسباب المجاعة في العالم ، هل هي
بسبب قلة في الموارد الاقتصادية ، أجاب قائلا :
غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع ، وأشار إلى
لحيته الكثة والى رأسه الأصلع ....
.فهل
وصلت لكم الآن الرسالة من بعد أن جاع شعبكم الفلسطيني في العراق وغزة ولبنان ؛ بسبب
سوء توزيع أفكاركم بامتياز !!! ؟ .
ولقد تساءلت جولدا مائير
رئيسة وزراء إسرائيل في حينه ،عندما أنكرت وجود الشعب الفلسطيني فقالت : أين هم
الفلسطينيون ؟ . فهل فهمتم الآن المعنى معشر القادة الأبطال ، أم نقرأ الفاتحة على
أرواح الأموات !!! ؟.
فعاشت فلسطين عربية حرة وعلى رأسها
جميع قيادتنا الراشدة الحكيمة ، وإنها لثورة حتى النصر،
وحتى التغيير والإصلاح ،
وحتى تحرير الأرض والإنسان ، وحتى تحرير فلسطين كل
فلسطين ، وربنا يعين شعبنا عليكم . وعظّم الله أجركم – والبقية في أعماركم –
والفاتحة على أرواح موتاكم. ((ومن يجهل معاني وفلسفة
الرسالة العميقة للأدب الساخر ومقوماتها وأسلوبها فلا يلمنا ، بل يلم عقله
وتفكيره))
تحية لكم أيها العرب
والمسلمون تركتمونا لوحدنا فخذلتمونا ، وغدا سيأتي دوركم !!!.
*كاتب فلسطيني مستقل.