بيان إلى الأمة الإسلامية من أساتذة الجامعات المصرية

بيان إلى الأمة الإسلامية

من أساتذة الجامعات المصرية

القاهرة – الخميس 16 من فبراير 2005

بسم الله الرحمن الرحيم، به تستدفع المحن، وبه تستجلب المنن، نحمده حمد الصابرين الشاكرين، ونصلي ونسلم على محمد بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله أجمعين، وبعد،،،،

فإننا هنا في مصر الكنانة، ونحن نرى الهجمات الوحشية الضارية المتواصلة تشنها قوى البغي على الإسلام والأمة الإسلامية والشعوب العربية، وتتولى كبرها الولايات المتحدة الأمريكية، وقوى الصهيونية والصليبية العالمية والإلحادية والإباحية التدميرية، معتمدين على إمكانات وقدرات هائلة من المال والقواعد والرجال، وصنائع وعملاء من بني جلدتنا، يتكلمون لساننا، ويرتدون ثوب ديننا، ويسيرون على دربٍ خطَّه لهم أعداء إسلامنا وأمتنا وهويتنا وعروبتنا.. آكلين بدينهم ورجولتهم، فلا مكان عندهم للأرض، ولا للعرض، ولكنها متعة الحياة الدنيا التي أعمت أبصارهم وبصائرهم، ونحرت ضمائرهم، وطمست قلوبهم.

إننا هنا في مصر الكنانة، ونحن نرى موجات هذا العدوان الضاري الظالم لَنُذكِّر كل المعتدين من أصلاء وعملاء أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد تكفل بنصر المؤمنين ما صدقوا العزم، وصبروا وصابروا، ونُذكِّرهم أن البقاء للأصلح، وأن الزبد يذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

ولا عجب أن تستهدف هذه الهجمة الوحشية أستاذنا إمام هذه الأمة الدكتور يوسف القرضاوي الذي عاش من نفسه الكبيرة في جيش، وإن خيِّل أنه إنسان.

وفجَّر الصحوة الإسلامية، وتبنَّى ـ ومعه مريدوه وتلامذته ـ الوسطيةَ العادلة الصادقة عقيدة وقولا، وعملا وسلوكا. وجاءت أعماله المكتوبة مكتبة متكاملة في مجال العقيدة والفكر والفقه والسياسة الشرعية والإصلاح السياسي والاجتماعي.

وكان ـ وما زال ـ صوته خطيبا ومحاضرا أقوى الأصوات وأسرعها نفاذا إلى العقول والقلوب في كل مكان.

د.يوسف القرضاوي

فلا عجب أن يكون مستهدفا من أئمة الكفر والغدر والنفاق بوسائل متعددة، وأن يرموه بتُهمٍ لا وجود لها، ويشوهوا كلماته ويزوروها.

ومن ذلك اتهامه بتحليله قتل كل أمريكي يستوي في ذلك العسكري والمدني، وذلك في مؤتمر نقابة الصحفيين المصرية بالقاهرة، فحرفوا ما قال، وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.

ونشهد ـ إذ نستنكر هذه الاعتداءات ـ أن خلاصة ما قاله أستاذنا الإمام القرضاوي في هذا الصدد: لا حرمة في قتل الجنود الأمريكيين الذين يريقون دماء المسلمين في العراق، وينسفون بيوتهم، ويهتكون أعراضهم، ويستوي في ذلك المدنيون مع العسكريين إذا قاموا بمثل هذه الأدوار العدوانية الخسيسة.

إنها شهادة نُعلي بها أصواتنا قاصدين بها الانتصار للحق والحقيقة بغض النظر عن الأشخاص، ونقول لكل مسلم وكل عربي: كونوا على قلب رجل واحد في التصدي للعدوان الحقير الخسيس الذي يستهدف هذا الرجل الأمة: الإمام القرضاوي.

ونقول له: لا تحزن...فالله معك، وعلى درع إسلامك وصدقك ستتكسر هذه الموجات النتنة.

ونقول للمعتدين: إنما أنتم:

كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها      فلم يضُرْها، وأوهى قرنَه الوعِلُ

والله معنا، عزت أواصرنا، طابت عناصرنا، الله ناصرنا، لا عبد يخزينا.

 

الموقعــــون:

- د. عبد الصبور شاهين    أستاذ علم اللغة، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

- د. حسن محمود الشافعي   أستاذ الفلسفة الإسلامية، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والرئيس السابق للجامعة الإسلامية بباكستان.

- د جابر متولي قميحة      أستاذ الأدب العربي، كلية الألسن، جامعة عين شمس.

- د. عبد اللطيف محمد عامر     أستاذ الشريعة الإسلامية، كلية الحقوق، جامعة الزقازيق.

- د. أحمد يوسف سليمان    أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية، كلية دار العلوم، جامعة القاهرة.

- د. محمد محمد داود    أستاذ اللغويات بجامعة قناة السويس، ومدير معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة.

- د. عبد الله جمال الدين   أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة.

- د. يوسف عبد الرحمن الفرت   أستاذ الشريعة الإسلامية كلية دار العلوم فرع الفيوم.

- د. حسام عقل   أستاذ الأدب العربي كلية التربية جامعة عين شمس.

- د. عبد الرحمن الكردي    أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة قناة السويس.

- د. سيد عبيد         أستاذ الأدب بكلية التربية جامعة قناة السويس.

- د. أحمد جمال        أستاذ الدراسات الإسلامية جامعة قناة السويس.

- د. إبراهيم النجار       أستاذ مكتبات جامعة الأزهر بالقاهرة.

- د. حمدي شاهين    مدرس التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة.

- د. صفوت محمد علي   مدرس علم اللغة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

- د. عزة عبد اللطيف عامر  مدرسة الأدب بكلية الآداب جامعة القاهرة.

- أ. محمد إبراهيم أبو ريحانة    باحث بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

- أ. وصفي عاشور أبو زيد     باحث بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

ـ أ. تامر محمد الغزاوي       باحث بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.