حكام من ورق وشيوخ من دبق
د. محمد رحال /السويد
الشهيدة مروة الشربيني والتي استخسر عليها سفير مصر في المانيا صفة الشهيدة الذي حصلت عليه بشرف وباسم الاسلام , والذي وصفها بالقتيلة وكأنها كانت في معركة مابين قاتل ومقتول , هذه الشهيدة والتي اسأل الله ان يتغمدها ويتقبلها في رحمته كانت ولاكثر منذ عام تعاني في مسكنها الكائن في درسدن جنوب المانيا الشرقية سابقا من اعتداآت عنصرية حاقدة من بعض جيرانها وعلى رأسهم هذا المجرم , وكانت تحتمل هذا الميز العنصري ووقاحات الاعتداء المباشر والغير مباشر بألم شديد فسرّه معرفة اهلها واقاربها بالكامل بما كانت تعانيه لكثرة شكواها وتحملها لهذا العذاب من اجل المحافظة على غطاء الرأس الاسلامي والذي امر الله به ان يتخذ غطاء , وانتهت هذه المعاناة الى محاكم طالت لاكثر من عام والجار العنصري السيء مستمر طوال هذه الفترة الطويلة جدا بالنسبة لام تخرج كل يوم من اجل ترويض صغيرها في مضايقات مباشرة للشهيدة مروة , وبعد انتظار عام طويل جدا وبعد استئناف الحكم والذي لم يكن مجزيا فقد حضرت الشهيدة جلسة الاستئناف وحضر معها زوجها وابنها , واثناء المحاكمة انقض المجرم على الشهيدة في قاعة مغلقة خلت من الناس الا من القضاة ومعاونيهم , وانقض المجرم على الشهيدة ليطعنها وامام القاضي وامام عيني زوجها وابنها ذو الاعوام الثلاثة , واستمر في طعنها ثمانية عشر طعنة اردتها قتيلة وهي المرأة الام والحامل المسلمة , ثم تابع المجرم جريمته بطعن الزوج اربع طعنات شديدات ,والمؤلم ان رجال الشرطة الالمان والذين تشرّ العنصرية والكراهية للعرب والمسلمين من جوانبهم فانهم سارعوا فورا ودون التحقق من الامر باطلاق النار على قدمي الزوج الضحية لتزيد الجراح ويتعمق الخطر بدلا من التاكد من الامر وايقاف المجرم الحقيقي , ويعكس هذا التربية العنصرية للمجتمع الاوروبي الذي يضع المسلمين في خانة الشك والريبة والاجرام دونما تحقق او تثبت , وحمل الطفل ذو الاعوام الثلاثة والذي كان يصرخ وهو يشاهد المنظر باكيا امي امي اريد امي , ويحمل الطفل الى ادارة العناية الاجتماعية بعد استشهاد الام واسعاف الزوج حاملا معه صورة امه المضرجة بالدم ووالده الشديد الخطورة وهو لم يبلغ الثالثة بعد, وكانت هذه الدراما الباكية تجري في دولة تتشدق بالديمقراطية والحرية , وتجري فصولها لمدة اكثر من عام مع مواطنين عرب مسلمين من اكبر الاقطار العربية هي مصر , ولمدة اكثر من عام لم يعرف السيد السفيرالمصري شيئا عن رعايا دولته الذين عانوا من اسوأ انواع العنصرية , وذلك لان عمل رجال الديبلوماسية العربية لاعلاقة له ابدا برفع كرامة المواطنين خاصة وان اكثر رجال الديبلوماسية العربية هم اما من اصناف امنية او من اصناف وصلت الى سلك التمثيل الديبلوماسي الخارجي بواسطة الرشى او المعرفة الشخصية او القرابة او عن طريق الابعاد السياسي وليس من اجل العمل الديبلوماسي , الاسوا من ذلك ان النظام المصري والذي خرج بكامله لمجرد موت احد اقرباء الرئيس والذي ثبت انه كان يعالج في احد المشافي الصهيونية في دولة اسرائيل , وكانت وسائل الاعلام بكاملها تنقل صورة الرئيس المفدى ومدى معاناته كبشر وتنقل معها صورة ابنه الذي فقد ولده , وكيف استنفرت الدولة ومذيعيها واعلامها من اجل نقل صورة الحزن التي عمت الدولة كلها لمجرد انه كان حفيد السيد الرئيس , في الوقت الذي كان فيه ابناء غزة امواتا يتساقطون من الم الجراح على معبر غزة وهم ينتظرون السماح المصري الحكومي بمرورهم , وماتوا على المعابر ولم يخرج من النطام المصري احد من اجل الحزن عليهم او تابينهم , وكان عقاب الله العظيم من اعالي السماء مساويا لنفس العقوبة ليموت حفيد الرئيس امام عينيه وتحت رعاية صهيونية وقلنا يارب ايها المنتقم الجبار لاشماتة ,واستذكرت وانا ارقب المشهد المؤلم لطفل مروة الشربيني والذي لم ترقأ عينيه من الدموع طلبا لامه استذكرت رجولة وزير الخارجية المصري السيد ابو الغائط وهو يهدد ابناء غزة بتكسير ارجلهم ان هم عبروا ثانية الى ابناء عمومتهم واخوانهم في الشق الثاني من رفح المصرية , وقارنت معها ذلك الموقف وموقفه من الحكومة الالمانية والذي كان موقفا في منتهى النذالة والذي لم ينبس بكلمة , وذلك لان السيد ابو الغائط ومن يعمل معه لايعتبر ابدا ان للمواطنين المصريين او الفلسطينيين او العرب حرمة او كرامة او قيمة , وذلك لان عمله وعمل حكومة رئيس الوزراء الوسخ احمد نظيف ومنذ ان جاءت هو تنفيذ مخططات العمالة وتدمير الكرامة العربية والاسلامية , وكنت اقول دائما ان النظام الذي لم يتحرك له قصبة وهو يرى ويشاهد بأم عينيه كيف تهان المقدسات الاسلامية وعلى رأسها الرسول الاعظم , فلم تتحرك فيهم ابدا الكرامة من اجل اوطانهم وشعوبهم ودينهم الذي كثيرا ماادعوا الايمان به , وهذه الانظمة كانت قادرة بتعاونها على الوقوف معا واستصدار قانون اممي من اجل اعتبار التهجم على الاسلام ورموزه هو نوع من انواع العنصرية , وان تكون العقوبة من نفس العقوبة التي ينالها من ينكر المحارق اليهودية او الصاق التهمة اللاسامية به , ولكن النظم العربية والاسلامية لايهمها الله ولاالرسول ولاالقرآن , فقد بلغ فحش النظم الحاكمة الحد الاعلى من التعسف والطغيان في دول لم يعد فيها الاسلام اسلاما , ولاالعروبة عروبة , وصار اغلب السجناء فيها هم من حملة الشهادات العليا في الدين والفقه وتحول مرتادوا المساجد الى اصحاب ملفات امنية خطيرة جدا في دول تنتمي الى الاسلام , وتحولت جهودهم التنموية الى جهود خاصة لملاحقة الاسلام واهله ضمن حرب هم جنودها وادواتها عدوانا وطغياناعلى الله ورسوله واتباعه , ولم نر من دول الاعتدال ولاالصمود الا طبولا اعلامية ورجولات دونكينشواتية تحارب اعداء ليس لهم وجود وتظهر بطولات على ابناء شعوبها العزل وتفتتح المزيد من السجون التزمامارتية لسجن الحقيقة ودفن الاسلام واهله وأدا احياء في علب اسمنتية تسمى مجازا بالسجون الامنية.
حكام الدول الاسلامية وشيوخ الامة الاسلامية اصاب عيونهم العمى وضرب عقولهم البله , ومئآت القتلى الذين تقتلهم شيوعية الصين الكاذبة كالعصافير لم تحرك فيهم صوتا ولم توقظ فيهم ضميرا , وهذا ليس غريبا ابدا على رؤوس الشر من حكام الدول الاسلامية وذقون شيوخها ممن انصرفوا الى ابواب الشهرة والولائم , فلم تحركهم الاساآت المتكررة ابدا للاسلام ولرسول الهدى والنور والذين تتباكى عيونهم نفاقا اما عملهم في وقف تلك الحملات فلم يتعد ابدا الشيء المطلوب من علماء منحهم الله العقل , وانار عقولهم بهدي الاسلام , وانصرفوا الى التسابق علىبرامج دعوية فارغة من اجل ملء برامج تلفزيونية في قنوات داعرة مجرد دخولها شبهة لهم ولذقونهم المخضبة بدسم السلطان وعطر النفاق , وكنت اعجب لهم اذا لم يكن غضبكم من اجل مروة الشربيني واخواتها في اوروبا , واذا لم يكن غضبكم من اجل اطفال غزة وجنوب لبنان , واذا لم يكن غضبكم من اجل انتهاك العراق العظيم واحتلاله وتشريد اهله , واذا لم يكن غضبكم من اجل احتلال افغانستان وتدميرها وانتم الذين انتفختم وتدافعتم للدفاع عن اصنام بوذا , واذا لم يكن غضبكم واسلامكم من اجل الاقصى الذي شارف بنيانه على الانهيار , واذا لم يكن غضبكم من اجل الباكستان الذي يضرب بطائرات الحلفاء يوميا , ولم يكن غضبكم من اجل مسلمي الصين التي تلبسون ثيابها وتأكلون طعامها وتركبوا سياراتها, واذا لم يكن غضبكم والمكم من اجل الموتى جوعا في افريقيا وانتم المتكرشون , فمتى يكون غضبكم ايها الشيوخ , واسمحوا لي ايها الشيوخ-المنافقون فقط- واستثني شيوخ الحق ان أقول لعنة الله على تلك الذقون التي لم توجه من اجل عزة الاسلام والمسلمين ولاأستثن ابدا شيوخ الطرفين سنة وشيعة ممن استهان بشرع الله واشترى بالنور السماوي ثمنا قليلا , وما اجدركم ان تطيلوا بدلا من الذقون شعرا تجدلونه وتجلسون في البيوت تتطيبوا وتتزينوا فانتم اكثر عارا على الامة من حكامها العملاء , فهم الظالمون وانتم سوط الحكام وشريعتهم.