عمل جيوش المسلمين ليس حفر القنوات وتمهيد الطرق ورعاية شئون الناس

عمل جيوش المسلمين ليس حفر القنوات

وتمهيد الطرق ورعاية شئون الناس

وإنما دوره الرئيس أن يحرر بلاد الإسلام المغتصبة

وأن يحمي بلاد الإسلام من كل عدو غاصب

مصطفى هاشم زايد

خبر وتعليق

الخبر:

نشرت جريدة اليوم السابع في نسختها الإلكترونية الثلاثاء، 12 أغسطس 2014، نقلا عن اللواء كامل الوزيري رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورئيس اللجنة الهندسية المشرفة على مشروع "قناة السويس الجديدة"، إن القوات المسلحة المصرية هي التي تتحمل حتى الآن تكلفة أعمال حفر قناة السويس الجديدة، حتى يتم إجراء الاكتتاب الشعبي الذى سيوفر أموال للمشروع.

وذكرت قوله: أن "القوات المسلحة قادرة على تحمل تكاليف المشروع بالكامل، سواء جرى الاكتتاب أو لم يتم.

التعليق:

بعيدا عن جدوى مشروع قناة السويس الجديدة من عدم جدواه، هل هذا من عمل الجيش في مصر الكنانة؟! هل يحق للجيش الانخراط في الحياة السياسية والمدنية وترك مهامه الرئيسية؟!

إن دور الجيوش في بلاد الإسلام عامة وجيش مصر الكنانة خاصة، هو تحرير أرض فلسطين من دنس يهود وليس صناعة المنتجات الغذائية ولا الأدوات المنزلية ولا رصف الطرق وحفر القنوات وإنشاء الكباري، تلك المشاريع الاستثمارية العملاقة، والتي يسيل لها لعاب قادته، حتى جعلوا منه مؤسسة اقتصادية كبرى، بل دولة داخل الدولة، وفوق كل هذا يمنُون على أهل مصر ما يلقونه إليهم من فتات ما ينهبون من ثرواتهم، بخلاف استغلالهم لطاقات بشرية هائلة هي قوام ذلك الجيش من المجندين من أبناء الكنانة، فيسخرونهم لخدمة مصالحهم، ويجعلون سلاحهم المشترى من أقوات أهل الكنانة موجها لصدورهم قمعا وقتلا وحرقا.

وكل هذه المشاريع لن تعود بنفع يذكر على أهل الكنانة، بل ستزيدهم شقاء فوق شقاء وفقرا بعد فقر، حيث تجعل قادة الجيش مسيطرين ومهيمنين على اقتصاد الكنانة كله.

وأنه على أهل مصر الكنانة أن يأخذوا على أيديهم، يقول صلى الله عليه وسلم «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا»، وأن يردوا إليهم صوابهم، مطالبين إياهم بالقيام بدورهم في تحرير فلسطين كاملة من دنس يهود، وتسليم حكم البلاد للمخلصين من أبناء الأمة، لإقامة الخلافة التي تحكم بالإسلام كاملا غير منقوص، فتعطي كل ذي حق حقه وتنتصف للمظلومين وتقتص للجرحى والقتلى والشهداء.

وإننا ندعوكم يا جند الكنانة، أن تقفوا مع أنفسكم وقفة منصفة خالصة لله، ونذكركم أن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة، وأنكم واقفون غدا بين يدى الله مسئولون عن أعمالكم في هذه الدنيا، وحينها لن يغني عنكم جمعكم الذى جمعتم وتجمعون، فليس للإنسان حينها إلا ما سعى، فاتقوا ربكم وأحسنوا سعيكم، وضعوا أيديكم في أيدي المخلصين من أبناء الأمة، القادرين على قيادتها قيادة صحيحة على أساس عقيدة الإسلام، وما انبثق عنها من أحكام، وكونوا أنصارا لهم ليقيموها خلافة على منهاج النبوة، تنالوا بها عزكم ورضا ربكم في الدنيا والآخرة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.