حقيقة مايجري في اليمن

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

من خلال متابعتي لتصريحات الأطراف السياسية اليمنية فإنني لا أرها متمسكة بالكراسي والمناصب ، وعندهم الأولوية لحقن الدماء وإدماج الحوثيين في العملية السياسية ، وكذلك هم يرون بأحقية ألا يغيب أحد عن المشاركة في الإدارة التنفيذية وهذا مالمسته عن قرب وصدق ، ولكن يبدو أن مطالب الحوثيين أوسع ليصبح اليمن أمام خيارين لاثالث لهما ، إما إعلان الحرب التي لن تُبقي ولاتذر بسبب تسلح الشعب اليمني وامتلاكه لايقل عن مئتي مليون قطعة سلاح ، لتنقلب الى حرب طائفية وقبلية وثأرية تكون ساحتها صنعاء ومايُحيط بها تمتد الى سنوات تتشظّى من خلالها العائلات اليمنية واليمن ، لن يكون فيها منتصر بل الخاسر الأكبر هو الشعب اليمني ، لأن صنعاء لايمكن التخلي عنها ، فهي عاصمة الوحدة ، وهي مركز مصالح المدن وأبنائها ، وفيها استثمارات لرجال الأعمال والتجار ، وبالتالي سيكون استعراض العضلات خطأ كبيراً ، واطلاق رصاصة قد تُشعل الفتيل لتصير اليمن على شفير حهنم ، والخيار الآخر هو التوافق وهذا مانأملة ، والابتعاد عن سياسة التلويح بالسلاح والقوّة ، فأنت اولاً وأخيراً تستقوي على أخيك اليمني ، وصناديق الاقتراع هي الفيصل وليست القوة والانقلابات ، إذا ماتابعنا حشد الحوثيين الذين قدموا من شمال صنعاء ، والحشد الآخر مع اللحكومة أيضاً الهائل ، وحشودات ضخمة مؤيدة للحكومة في تعز وجميعهم يمنيين ، بمعنى علينا أن نستمع للجميع ونستوعب الجميع بعيداً عن الاستعراضات المُثيرة لحالة الاحتقان.