فضيحة "الميادين" الجديدة
فضيحة "الميادين" الجديدة:
الكذب في الكتب وعلى لسان كلينتون
عقب الكم الهائل من السخرية على خبرها في مواقع التواصل الاجتماعي قامت قناة الميادين بحذف الخبر من موقعها الا ان موقع العالم مازال مصراً على نشر الخبر في صفحاته
عمر الخطيب:أورينت نت
يمكن القول أن ملاحقة بداية القصة أو المنبع الأساسي لها من الصعوبة بمكان لأن بعض المواقع قامت بحذفها، وإن أردنا اختصارها قبل الدخول في تفاصيلها، فهي ببساطة: “تزوير تصريحات لهيلاري كلينتون”، والتصريحات المزورة منسوبة لكتاب كلينتون “الخيارات الصعبة”، ومفادها أن أمريكا هي التي صنعت (داعش)!
والحقيقة منطقية، ولكنها كانت بحاجة لبعض الجهد من صحفية مصرية قرأت الكتاب وأكدت أن الكتاب لا يحوي على أي معلومة بهذا الصدد وأن كل ما تم نشره عبارة عن تلفيق وكذب.. تلفيق على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية!
عش الدبابير!
في الأيام الثلاثة الماضية قامت كلٌ من قنوات (الميادين)، (العالم)، (OTV) العونية، والعديد من المواقع التابعة لإيران بالإضافة لبعض المواقع المصرية بتبني مقاطع خطيرة من كتاب مذكرات “هيلاري كلينتون” وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ” الخيارات الصعبة”، حيث نسبت المواقع المذكورة لكلينتون كلاماً بأن مؤامرة أمريكية أنتجت داعش.
فقد أوردت قناة الميادين تقريراً عن ما قالت أنه ورد في كتاب كلينتون، ولا تذكر الميادين أي مصدر آخر للخبر إلا الكتاب، فتقول الميادين في تقريرها:
” حسب ما جاء في كتاب “الخيارات الصعبة” لكلينتون فإن المخطط كان يرمي إلى اعتراف أكثر من 112 دولة حول العالم بالدولة الإسلامية لحظة إعلان ولادتها. لكن حسابات الحقل لم تتفق مع حسابات البيدر، فالممارسات الوحشية التي قام بها داعش أحرجت الإدارة الأميركية على ما يبدو فتراجعت عن الاعتراف بشرعية هذا التنظيم.”
اذاً فأمريكا كانت تحشد للحصول على اعتراف دولي بدولة (داعش)، وترى (الميادين) في الكلام السابق أنه يأتي منسجماً مع ما قاله، حسب الميادين طبعا،ً إدوارد سنودن العميل الأميركي الهارب:
” والهدف وفق سنودن هو حماية أمن إسرائيل من خلال استقطاب إرهابيي العالم إلى داعش وتكفير الآخر ومحاولة إلغائه وتشويه الإسلام وفتح حروب ونزاعات مستمرة وهذه العملية هي خطة بريطانية قديمة تعرف بـ”عش الدبابير”.
أقاويل بلغت اللامعقول
القصة كما أوردتها الميادين تبدو غريبة لدرجة من الصعب القبول بها، ولكن الوصول
للحقيقة بغاية السهولة اذ يكفي قراءة الكتاب لقطع الشك باليقين، وهذا ما فعلته
الكاتبة المصرية (منار الشوربجي).
تقول
الشوربجي في مقالها المنشور في جريدة “المصري اليوم” أن الأقاويل المنسوبة لكتاب
كلينتون بلغت درجة اللامعقول، ولكنها فضلت قراءة الكتاب قبل إبداء رأيها، وبالتالي
وجدت أنه ” لا يوجد بالكتاب نهائيا أى من هذا التزييف. وأنا لا أعرف كيف يمكن لأحد،
حتى دون أن يقرأ الكتاب أن يصدق كلاما من هذا القبيل. فالذى فبرك هذا الكلام لم ينم
إلى علمه أن هيلارى كلينتون لم تكن وزيرة للخارجية فى 30 يونيو، وبالتالى لم تكن
تملك سلطة «وعد» مرسى ولا الاعتراف بالدولة الإسلامية ولا يحزنون! ثم ما علاقة منح
حلايب وشلاتين للسودان وفتح السلوم على ليبيا بإعلان دولة الخلافة فى سيناء؟ إلا
إذا كان المفبركاتى سيفتح الدول الثلاث على بعضها لاحقا!! ثم «أمريكا» تعلن الخلافة
الإسلامية؟ وعلى حدود إسرائيل؟ ما الذى حدث للعقل والمنطق فى مصر؟!
وأنت
لا تجد أيضا أثرا فى الكتاب لما قيل على لسان هيلارى كلينتون من أن مظاهرات 30
يونيو دبرها الجيش.”
إذاً القصة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام المصرية تتحدث عن دولة اسلامية للإخوان
في مصر، هذه القصة يبدو تماماً أنها مجرد قصة مختلقة لكنها سيئة السيناريو بشكل
مؤسف كما رأينا.
لكن
قناتي (الميادين) و(العالم) ومن يدور في فلكهما أعجبتهما الفكرة، فقاموا بتحريف
القصة، المختلقة أصلاً كما رأينا، لتصبح عن داعش وعن تدريب أمريكي وإسرائيلي.
ورطة النشر وورطة الحذف!
بالرغم من غزارة الأخبار في الفترة الماضية فإن (الميادين) على ما يبدو لن تتوقف عن اختلاق القصص والبحث عن فبركات، فمن قصة جهاد النكاح إلى السيارة الاسرائيلية في القصير، إلى تحريفها اليومي لما يجري في سوريا.
جدير بالإشارة أن قناة الميادين وعقب الكم الهائل من السخرية على خبرها في مواقع التواصل الاجتماعي قامت بحذف الخبر من موقعها ونورد صورة للمقال قبل حذفه من الموقع، علماً أن موقع العالم مازال مصراً على القصة ومازال الموضوع منشورا في صفحاته.