سهام المفسدين لا تصيب سوى أصحابها
د.عثمان قدري مكانسي
قرأت مقالاً مليئاً بسموم الحقد على الإسلام ومن ينادي به ، ويقلب الحقائق بخبث مشوب بالكذب الصراح . صاحب هذا المقال المدعو " صلاح بدر الدين ".
تاريخ هذا المقال 23-02-2009 يذكر فيه صاحبه أموراً عجيبة غريبة ليس لها من الصواب قليل أو كثير ، يحاول الزنيم فيها وصم الإخوان بما فيه هو من فساد عرف عنه في تاريخه العفن .
وسأذكر بعض ما جاء فيه للدلالة على هشاشة تفكيره ، وسذاجة طرحه ، وليس بوسع القارئ أن يرد على هذه التفاهات كلها ، فليس هذا دأبنا ولا طريقتنا ، ولكن ننبه إلى بعض الأقوال التي لم يحترم فيها الكاتب عقل القارئ ، ويحسب أن الناس لا تميز بين الحق والباطل .
1- لم تقرر الجماعة وقف إطلاق النار في سورية ، لأنها – في الأصل – ليس لها ذاك التنظيم المسلح ، ولا تقود الجماعة في داخل سورية انتفاضة مسلحة ، ولكنها " علقت أنشطتها المعارضة " . ومن يفقه الكلمات والتعبيرات السياسية لا يخلط عباساً بدباس كما فعل هذا المتفيهق .
2- وأما الإخوة الأكراد في سورية الذين يعتصمون ويتظاهرون ، فليس منهم هذا الدعي الذي يتباهى بشعر بنت أخته .
الطيف الكردي في سورية نسبته الساحقة من المسلمين الذين يرون في الإسلام وفي المواطنة جامعاً يجمعهم مع كل إخوانهم في سورية ، وينادون بحرية الكلمة والرأي والحياة الكريمة كما ينادي بذلك إخوانهم من كل الأطياف ، وفيهم الإخوان المسلمون ، أما العلمانيون المتحذلقون ، ومنهم هذا الدعيّ فلا يمثلون إلا أنفسهم ، وقراءة متمعنة لبيان " تنظيم وحدة العمل الوطني لكرد سورية الصادر في تاريخ 16 02-2009 تعطيك الانطباع الحقيقي للإخوة الأكراد في سورية . كما أن للإخوان السوريين علاقة طيبة مع الكثير من فصائل الإخوة الاكراد التي لا ترضى عن تصرف هذا الدعي الهجين .
3- وإذا كان الإخوان السوريون غائبين غياباً شبه كامل – كما يزعم هذا الدعيّ فلماذا انتسب إلى جبهة الخلاص التي يكوّن الإخوان فيها الفصيل الأول وعمادها الأساس ، ولعل هذا الزنيم ادّعى ذلك بعد أن اتخذت الأمانة العامة في الجبهة قرار طرده لعدم انضباطه ولخروجه على ميثاق الجبهة، ومحاولاته البائسة للإيقاع بين أطرافها.
4- لم تتعد جماعة الإخوان مبادئها الأصيلة في أن القضية الفلسطينية من أقدس المبادئ ، وان تحريرها واجب كل المسلمين ، وعلى هذا فلا عجب أن تعلق الجماعة أنشطتها في سياق العدوان الصهيونيّ على أهلنا في غزة، بينما يرى هذا الدعيّ غير ذلك ، بل يعتبر أن حماساً خرجت على الشرعية ، فهو يتمنى سقوط حكومة غزة تحت ضربات إسرائيل ، وعلى هذا أفصح عن مكنون حقده على الإسلام متمثلاً بالإخوان السوريين وحكومة حماس ، ووصم الأخيرة بأنها انقلاب على الشرعية ، والعالم كله يعلم أن الانتخابات الشرعية هي التي جاءت بحماس إلى السلطة ، ، ولكن الكره الأعمى عند أمثال هذا البائس جعله لا يرى إلا ما تراه إسرائيل وعملاؤها .
5- لو استقرأنا ما كتبه هذا الرجل عن النظام السوري وما كتبه عن الإخوان لوضح لنا أن عدوه الأول هو الإسلام ومن يدعو إليه ، ويأتي النظام السوري في زمرة أحبابه ، ونظرة متأنية فيما كتبه عن النظام ومخازيه يدل على ذلك ، فلم يهاجم النظام الذي يدّعي عداءه عشر هجومه على الإخوان السوريين .
6- وأعتقد أن هجومه على الإخوان دغدغة للنظام وتقرب إليه ، فهو يرمي الإخوان بدائه وينسلّ كما يقول المثل : رمتني بدائها وانسلّت . وإذا كان هناك من ظلمه فالنظام السوري ، أما الإخوان فقد ظلمهم النظام أضعاف ما نال الآخرين من ظلمه وتعنّته ، فإذا ادّعى ذلك الزنيم أن النظام أساء إليه فهو يطلب حقه ، فالإخوان أولى بهذا فهم أصحاب المبادئ القويمة التي تحملوا في سبيلها ما تحملوه بصبر وثبات . وإذا كان هذا المفسد الكذاب يدّعي أن الإخوان ما فتئوا يوسطون الناس لدى النظام ، فلماذا دخل الجبهة ابتداء؟! أم ليس على لسان الكذاب من رباط ؟
هذا غيض من فيض قاذورات هذا الأفّاك الزنيم التي يحاول بنشرها زرع الأقاويل ، ويحاول على زعمه أن يدس السموم ، ويزرع الإحن .
والزمن كفيل بإظهار الحق وفضح المستور وفرز الغث عن السمين ....