المعارض المناضل مابين الكراسي والمكاحل
المعارض المناضل مابين الكراسي والمكاحل
د.مراد آغا *
لعل من آفات وعاهات السياسة والتمسك والتبرك بالكراسي وضراوة المناورات والمؤامرات ومتاهات السياسة وتأرجح محترفيها مابين الكياسة والتعاسة موالاة ومعارضة هو أن الضراوة لاتنطفئ ولاتخمد الا اذا تم ارسال المناضل الصنديد الى الطراوة يعني كحشه ودفشه اما بغدر أخوي أو باصطفاء الهي
ولعل حروب الكراسي الضروس وخير اللهم اجعلو خير وماينجم عنها من مآسي لاتنفع معها مهدئات ونظريات وتطمينات وتكذيبات وتأكيدات ومهاترات فلان وعلان في عالم السياسة الخطير الذي أذهل بعنفوانه الكبير والصغير والمقمط بالسرير حيث ألبس من ألبس الحرير أجلس من تبقى على الحصير مابين آهات وتعتير
قد يكون من أهم وأبرز مكونات ومقومات سياسيينا المحترمين أنه حتى ولو وصل أحدهم الى آخر عمره أو بالشامي العريض على حافة قبرو وعلى مبدأ مشي خشبو والعمى ضربو فان السياسي الصنديد والوحيد والفريد يتابع مسيرته في التنجيم والتغريد بغد أفضل وكرسي من مخمل يجلس عليه ومن سيخلفه من مقربيه وحوله وحواليه قائما دائما كالعود في عين الحسود
وان كنت قد نهوت الى ضراوة الصراع على الكراسي في الدول الجمهورية أكثر من المتمتعة منها سرمدا بالنعمة الملكية الأبدية حيث يكون هنا الصراع أقل ضراوة لأن هناك مرجعية واحدة صامدة وهي الملك او السلطان وهنا لايمكن لمن هب ودب وكان أن يصارع صاحب الجلالة على جلالته وهيبته وسيادته
لكن المشهد قد يحبو ويحذو منحى آخر عندما يتم الحديث عن المعارضة وخاصة في جمهوريات الصراع على السطح وفي القاع على الكرسي وتحديدا في جمهوريات العربان وخاصة منها التي لاتقيم وزنا للانسان وتغير سياساتها أشكالا وألوان تجاوزا لتغيرات العصر والأوان عبر مسميات وعراضات وابتسامات وغمزات الحيتان تغازل الصيصان ارضاءا لأوامر عليا من قوى صاحبة المهابة والشان
المعارضة لهكذا أنظمة وخاصة المنفية منها والتي تقبع في بلاد تقيم للانسان وزنا بحيث تنأى عن بطش ودفش تلك الأنظمة قد لاتكون بأفضل حال من ناحية صراع الكراسي والزعامات وتهميش الآخر بحيث تتحول الى كثير من الحالات الى مجرد تجمعات تهتف بحياة المعارض المناضل والذي يخضع بدوره الى عوامل الزمن والدهر وتقدم العمر وتقوس وانحناء الظهر مهما دعى له الآخرون بطول العمر وتغنوا في مواصفاته نثرا وشعر
بطبيعة الحال وهذا حق مشروع لأي كان هو أن يرى وطنه ولو بنظرة وداع بعد أن ذهب العمر وضاع وأن يحاول بماتيسر من جهد وأخذ ورد أن يرجع الى وطنه بعد غياب قسري ونفي مستشري
ولعل الخطر هنا هو أن يقوم البعض كما حصل ويحصل ببيع مبادئ وقيم طالما قد تغنوا بها وأطربونا بل وأصمونا عن حريات وكرامات وديمقراطيات ضائعات وعن النضال والصمود انتظارا لليوم الموعود مع كم نغم وناي وعود
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان تغاضي البعض واعتزاله للعمل السياسي الموالي أو المعارض وتخليه عن مبادئه قد يكون فرديا وهنا لكل دوافعه وأسبابه لكن أن يقوم الصنديد بمحاولة جرجرة تجمعات وجماعات بل وتيارات بأكملها طمعا وجشعا في فتات شخصي ومآرب آنية وذاتية فهو شذوذ وبيع وخيانة لقيم تتم التضحية بها نظرا لأن الصنديد قد نظر الى شعره وهو يزداد بياضا ويديه وهي تزداد ارتعاشا وبدأ ظهره بالتقوس واالانحناء انتظارا ليوم الحرية الشماء بمعنى أنه قد دخل وهذا حق على الجميع في أرذل العمر أو مرحلة مشي خشبو بحيث يدخل تباعا في صراع يابتلحق يامابتلحق
وتحاشيا وخوفا ورعبا من يوم المصير المحتوم وتحول عظام النشمي المناضل الى مكاحل فانه -وهنا أتكلم عن البعض وعذرا من كل شريف في أية معارضة شريفة- يبدأ ببيع مالديه من قيم وذمم وخدم وحشم ومعلومات وجماعات بالجملة او على مراحل تحت مسميات وخزعبلات أذهلت الحشاشة وأهل السياسة والبشاشة
لن أطيل في المضمون لأن زماننا الملعون ومايرافقه من جنون قد لخبط وخربط المقاييس والمقاسات وزاد من جرعات وتتابع النكسات والنكبات والكبوات والهفوات ولكه نابع من أن بعضهم قد قرر ومن ثم برر لأنه وببساطة قد شعر بأن العمر قد مضى وآن وقت الرجوع حتى ولو كان في ثمن ذلك الرجوع بيع القيم والمبادئ والجموع
في متصرفيات سابقت العصر والأوان في صراع الزعامات أشكالا وألوان ليس غريبا مبادلة وتبادل الكراسي والطرابيش في عالم من العميان والطرشان حيث لاقيمة للانسان لأن حقوقه قد دخلت من زمان في طي النسيان وكان ياماكان.
*حركه كفى