قرار بإغلاق المراكز التجارية في مصر
عذرا سيدي الرئيس.. أنهم يضحكون عليك..
أحمد خيري
فالكارثة .. والخديعة .. أن يتوهم السيسي بأن من يتولي أمور القيادة داخل المؤسسات أكفاء .. ومن حاملي المواهب الربانية .. والمبدعين القادرين علي استنباط واستنساخ قيم .. وأفكار حميدة ضرورية لنهضة المجتمع .. فأجهزة الدولة المستخبية .. تخطط وتختار أغلبية القيادات من نوعية رديئة .. مبنية علي الشللية .. تتمتع بقدرات ومعجزات خاصة في لعق الأحذية والعمل كمخبرين متخصصين في كتابة التقارير وحمل الوشايات والمباخر ..
يريدون من مصر بأن تتحول إلي مراكز تجارية لا أخلاقية .. وسوبر ماركت .. لعرض كل شىء للبيع .. الأخلاق .. القيم .. أصحاب المواهب .. والإنتماء للوطن .. كله قابل للعرض والطلب .. للبيع والشراء .. كأننا في سوق نخاسة للجواري والعبيد .. حتى الشرف والعرض قابل للبيع..
يحاولون أن يجعلوا من مصر حصان خشب بلا أرجل .. يجري في مكانه دون أن يتحرك أو يتغير .. سقطت من دفاترها ثلاث سنوات .. وثورتين .. ودماء شهداء .. وأحلام شباب .. وأمنيات فقراء .. وكأننا كنا نشاهد مقطع من فيلم .. أو فصل في مسرحية بايخة .. لا طعم لها ..
هذا لن يتغير بين ليلة وضحاها .. فنحن شعب لم نمارس من قبل حكم الديمقراطية .. ومن موروثاتنا .. انتشار الطيور الجارحة .. وحيوانات الحرباء .. واشجار " العليق " الطفيلية .. ومرمطة تراب الوطن أمام المصلحة الشخصية .. يتنافسون فيما بينهم علي استخدام عنف اللسان.. واستعمال السواطير ..
مصر لن تنهض بالاستثمارات .. والبورصة .. والإقتصاد فقط .. لأن الجسد لا يمكن أن ينبض ويعود له الحياة والرأس مصابة بتصلب في الشرايين .. لذا مصر في حاجة إلي ثورة قيمية .. أخلاقية .. تدفع أصحاب المواهب إلي السطح .. وتتخلص من الفقاقيع الموجودة الآن علي سطح المياه .. وتضمن حصون وقلاع تحمي الشباب المبدع من الشرذمة وقطاع الطرق ممن لا يملكون إلا تبني حملات التخوين والتخويف واطلاق اتهامات العمالة..
فنرجوك سيادة الرئيس لا تستمع لمن يسعي حولك إلي توصيل صورة غير واقعية .. ويقول لك بأن القيادات الآن .. شابة .. موهوبة .. فكل ما حدث هو استبدال ظلم الإخوان بفئات من ايدلوجيات يسارية أغمق وإسود .. فنرجوك أن تصدر قرارات عاجلة بإغلاق المراكز التجارية اللا أخلاقية لتعود مصر إلي طريقها الصحيح الذي رسم بدماء شبابها .
عذرا سيدي الرئيس .. أنهم يضحكون عليك
من المتعارف عليه في لعبة الشطرنج وجود قواعد وخطوات محسوبة .. ومعلومة للجميع.. الملك يختار القطع المشاركة .. بناءا عن قدراتهم ومواهبهم لكي توفر له الحماية .. وتنتصر له وهو يقف في الخلف بعزة .. يخطط .. ويدير المعركة بعقله .. وبشخصيته.. ولكن حينما يخطىء الملك في الإختيار وتصبح الفهلوة .. وطول اللسان .. وقلة الأدب هي صفات قطع الشطرنج .. تنقلب القواعد ويتخيل العساكر أن روح الملك أصبحت بيدهم .. فتخطط لتقليم أظافره .. وقص شاربه .. وعصب عينيه بقطعة من القماش الاسود تجعله لا يرى ما حوله .. تستخدم السحر والشعوذة وحلقات الزار حتي تسيطر علي عقله ومشاعره لتحصد .. وتسرق .. وتعربد .. وتسقط من هيبة الملك في عيون شعبه
هو ما نراه .. ونحسه .. من التكتلات الإنتخابات الجاري تنظيمها حاليا .. بعضها يتمسح .. ويرفع شعار "حماية الرئيس السيسي " وضمان وجود مجلس شعب " مخصي " لا يمثل الشعب وطموحاته وأمانيه .. يعاني من أمراض الذكورة .. كل وظيفته السمع والطاعة .. وتحت هذا الشعار تتجمع الآن بعض الأحزاب المدنية المشدودة بخراطيم الأكسجين وحقن الكلوكوز فوق سراير الإنعاش .. بقيادة عمرو موسي الذي كان يحلم برئاسة مصر .. وحينما فشل بحث عن دور سياسي ليظل تحت لمبات الجاز والسولار .. والتف حوله بعض رجال أعمال وسياسيين تبخرت من بين أصابعهم السلطة وأعضاء لأحزاب منحلة .. ففتحوا المغارات للخفافيش والثعابين والعقارب.. وأطلقوا حيواناتهم الجارحة.. لإجهاض أحلام وآمال الشباب .. تزوجوا بعيدا عن دفتر المأذون .. زواج متعة .. لفترة زمنية محددة .. يحصدون فيها خيرات البلد .. ويكممون فيها طموحات الشباب .. وبعدها تمزق ورقة الزواج
في المقابل تبحث أحزاب مدنية صغيرة عن تجمعات تضمن لهم أقل تمثيل داخل مجلس الشعب .. مما ينجم عنه تفتت .. وتشرذم للقوي المدنية وإتاحة الفرصة أمام الأحزاب والتجمعات الدينية .. وروافد الحزب الوطني المنحل .. رغم أهمية مجلس الشعب الفترة القادمة ومساهمته في بناء مصر الديقراطية .. وأهميته في القوانين وتشكيل حكومة مصر القادمة ومراجعة القرار الرئيس ..
نعلم أنك كمدير مخابرات حربية سابق تعرف الكثير والكثير .. وتتجاهل ذلك كله بشكل مؤقت حتي تمر مصر من عنق الزجاجة .. أو ربما تمنحهم قبلة الحياة ليعودوا إلي رشدهم ويغلقوا هم بأنفسهم المراكز التجارية التي يبيعون فيها كل ثمين.