تركيا.. التجربة المثمرة
محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة
الجيش التركي كان ولا يزال حامي الوثنية "الأتاتوركية" ولا أقول العلمانية في تركيا، وكان ولا يزال متربصاً بحكومة العدالة والتنمية الدوائر، وهو شبيه بالجيش المصري حامي الوثنية "الناصرية" ومن ثم "السيسية"، وقد ورط الجيش التركي البلاد في علاقات قذرة مع جهات كثيرة من ضمنها إسرائيل، دون أن يفيد ذلك الشعبَ التركي لا سياسياً ولا اقتصادياً، وهو الأمر الذي تحاول الحكومة التركية الحالية معالجته بالحكمة، وفك الارتباط السياسي والعسكري مع تلك الجهات بالتدرّج، وبالتوازي مع النهضة الاقتصادية الكفيلة بتقوية تركيا، وجعلها في موقع يسمح بتحقيق كل هذه المطالب السيادية.
كلنا يعرف أن حكومة العدالة والتنمية ورثت تركة ثقيلة وعبئاً كبيراً من الحكومات "العلمانية" السابقة والمرتبطة بالجيش الأتاتوركي ارتباطاً عميقاً، لذلك كان لزاماً على العدالة والتنمية "لعب اللعبة صح" كما يقال، وتجنب التصادم المباشر بأي من حلفاء العسكر القدامى، أو الإلغاء غير المدروس لأيٍّ من العلاقات الخارجية، وهي سياسة أثبتت نجاحها بشكل كبير، وأسهمت في إعادة هوية تركيا المسلوبة، وإنعاش اقتصادها المتردي، وتكريس مبدأ الديمقراطية وتداول السلطة بطريقة سلمية، بل وأصبحت التجربة نبراساً للعالمين العربي الإسلامي، رغم اختلاف الظروف المحيطة، كل ذلك في ظلِّ تربّص العسكر، وتآمر الديكتاتوريات "الوثنية" في الشرق، والديمقراطيات "الرأسمالية" في الغرب.