الأولوية لوقف المحرقة
جميل السلحوت
يجب تكثيف الجهود وعلى مختلف الأصعدة لوقف المحرقة التي يتعرض لها قطاع غزة، فمعاناة شعبنا تعجز الأقلام عن وصفها، وبحر الدماء التي تراق في قطاع غزة يندى له جبين الانسانية، والأكذوبة الاسرائيلية بأنها لا تستهدف المدنيين لم تعد تنطلي على عاقل، بل إن اسرائيل في حربها هذه طوّرت من مخططاتها في استهداف المدنيين لإثارة الرعب، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، لذا فهي تستهدف بيوتا آمنة وتهدمها فوق رؤوس ساكنيها، وتبيد عائلات بأكملها، كما أنها استهدفت المدارس والمساجد والمستشفيات ومدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، بل وصلت الى درجة استهداف مدرسة تابعة لوكالة الغوث تؤوي المئات من المدنيين.
واسرائيل التي اعتادت أن تدير ظهرها للقانون الدولي ولاتفاقات جنيف الرابعة، وللوائح حقوق الانسان، بدعم من أمريكا وبعض الدول الأوروبية ليس جديدا عليها ما تقوم به من مجازر، فهذا ديدنها، وهي تنفذ الأخلاقيات الدينية التي تربي شعبها عليها، والتي تحدث البعض منهم في بداية الحرب عن ضرورة العودة الى "الأخلاق اليهودية" في الحرب. فماذا تقول التوراة؟ سفر صموئيل الأول الإصحاح 15: "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا" وهذا ما يطيقونه قولا وفعلا في قطاع غزة.
واسرائيل التي تزعم أن حربها دفاع عن النفس، وتجد من يؤيدها مثل باراك أوباما وبان كي مون، تحارب على أرض غيرها، وتحتل أراضي الدولة الفلسطينية العتيدة، وتواصل احتلاله بدعم أمريكي، ولن تنعم اسرائيل ولا غيرها بالسلام ما لم تنه احتلالها للأراضي العربية المحتلة في حرب حزيران 1967، وترضخ لمتطلبات السلام العادل الذي يحفظ حقوق شعوب ودول المنطقة. والاحتلال هو أبشع أنواع الارهاب الذي عرفه التاريخ.