هل علينا أن ننتظر طويلاً على أمل إخراج الائتلاف من الإنعاش

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

هل علينا أن ننتظر طويلاً

على أمل إخراج الائتلاف من الإنعاش

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

الائتلاف الوطني السوري هكذا أطلقوا عليه التسمية ليتحول الى ائتلاف في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر ، لمن عنده المقام المحمود والدعم اللا محدود لكل متطلبات أفراده الشخصية ، وكأنه لاثورة ولاثوّار ، ولسان حالهم يقول : "الحمد لله أن أمّنا حسن الختام " تحركاتهم صارت مبرمجة ضمن الدائرة المغلقة الكترونيا لمن دفع ثمنهم كوربا أي بمعنى الشيلة الواحدة ، والآن بعدما حرروا سورية ، هم الآن في عملية التطهير الداخلي على معترضي نهجهم المتواطئ ، فما بدهم الجماعة وجع راس ولاهم يحزنون ، خلاص أخذوا الاعتراف الدولي من دول ماسمّي بأصدقاء سورية أقصد أصدقائهم ، لكونهم لايمتون بصلة لصداقة الشعب السوري ، حيث أنّ الصداقة تعاون ودفاع ومحبّة ووقوف الى جانب الصديق وقت الضيق ، وهؤلاء الأصدقاء لم يقدموا لشعبنا الذخيرة المطلوبة ، ولا السلاح المطلوب حتى على أقل تقدير للدفاع عن النفس من الطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة ، ولا أروا المجرم السفّاح العين الحمراء ، ولامنعوا الصفويون من احتلال سورية ، وتركوا العصابات الطائفية تسرح وتمرح في بلادنا وهي تسبح بدمائنا وتساعد آل الأسد في تدمير المزيد من وطنّا ، ومع كل هذا يقولون لنا سكوت سماع لاتحرجونا أمامهم ، ونحن نقول : روحوا ولّوا انتم وإياهم ، لنؤكد على ضرورة صنع الكيان الوطني الأصيل ، المرتبط بالثورة والثوّار والوطن وعلى جناح السرعة ، وبالفعل ننتظر من يطلق الشرارة لذلك الميلاد ، وبلا علاك مصدّي وبلا فزلكة ، حتى الإغاثة لأهلنا من النازحين واللاجئين لم ترقى الى مستوى الشحاتين لمن وصلتهم ، والملايين يتضورون من الجوع وسوء الحال ، مع أنّ قيمة ثمن النفط العربي ليوم واحد يسد كل الحاجات ، فما بالكم عن يوم اقتصاديات الدول الأخرى المُسماة بالصديقة ، فماذا علينا أن نفعل ؟ والجواب ماحكّ جلدك مثل ظفرك ، وهؤلاء ينتقم الله منهم أجلاً أم عاجلاً ، ولايُرجى منهم المعروف ، وينطبق عليهم قوله تعالى : " فلا صدق ولا صلى ﴿31﴾ ولكن كذب وتولى ﴿32﴾ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ﴿33﴾ أولى لك فأولى ﴿34﴾ ثم أولى لك فأولى ﴿35﴾ ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( 36 ) -- سورة القيامة لاوالله لايترك الانسان سدى ، كل له حسابه وسؤاله على تقصيره وخذلانه وبيعه للدماء البريئة

وخذلان الائتلاف هو أشد مرارة ، ويرمي بكاهله عن سبب التقصير من الدول المانحة ، ولا ادري المقاومة الفلسطينية من يمنحها أو يدعمها ، وهي من استطاعت البناء المستحيل في القدرات رغم الحصار الخانق على غزّة ، والذي هو نتيجة ايمانهم بقدراتهم أولاً بعد الله ، وربط قرارهم بداخلهم وليس بخارجهم، وهم الآن يخوضون حربهم بالدفاع عن انفسهم ومصالحهم بمنطق القوّة لا الاستجداء ، بمنطق الفعل وليس الكلام ، وحتّى الكلام افتقدناه مع هذا الائتلاف ، فلا ظهور ولا إعلام ولابيانات ولاصوت لهم ، وحتّى لامحطّة فضائية تنقل مايدور في سورية من المذابح والمجازر اليومية والتدمير ، مع انّ الذي يجري في سورية على مدار أربعين شهر أفظع وأعظم ، ومع ذلك لاحسّ لهم ولاخبر ، فقط شغّالين بكيفية مواجهة التطرف وليس نظام الإجرام الأسدي أيضاً ، لتلبية المطالب الأمريكية لا السورية ، وبالتالي حكومة الطعمة التي أرادت ان تعمل وفق أجندات الثورة ببعض أفرعها صارت عائقاً ، وللمزيد من التلهي والتسلية وإشغال الرأي العام ، وأنا أقسم بالله بأن الناس باتت تبصق عليهم ، وعلى الدوام انتخابات ومداولات على أمور تافهة وجانبية لاتعني شعبنا السوري بشيء وفي أحلك الظروف ، وهذا يتزامن أحيانا بالقصف العنيف على ريف دمشق أو حلب أو درعا ، ويترافق مع مذابح كبرى ، بينما هم يجدون مايلعبون به ويعبثون ، ليبتعدوا عن واجباتهم بلا حياء ، والكثير منهم عاجز ، وقد كتبت فيهم بوستاً أخيراً بعد يأسي الكامل منهم أقول فيه :

حبايبي في الائتلاف : بارك الله بجهودكم ، وأود ان اخبركم أن دير الزور تحترق من شدّة القصف ، وحتى أمواتها اُستهدفوا ، ودرعا من أولها لآخرها تقصف كما دير الزور وحلب وريف دمشق وادلب وحمص والرقّة بالبراميل المتفجرة ، وآسف جدا على ازعاجكم ، بس ودت أخباركم لأنّنا لانراكم ، وليس لكم حس ولا خبر ولا حتّى قناة اعلامية ، الله يكون بعونكم شو عبجاهدوا يا أبطال ، ياويلكم من الله ومحاسبة الشعب أيّها الظّلام والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم.