عاصفة الحزم هل هي صحوة عربية إسلامية أم رغبة أمريكية غربية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

عاصفة الحزم هل هي صحوة عربية إسلامية

أم رغبة أمريكية غربية؟ وتأثيرها على سورية

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

[email protected]

وفجأة دقّت نواقيس الحرب أطنابها بغارات جوية مكثفة بما عُرف بعاصفة الحزم ، والتي لن نلتفت الى مجرياتها في اليمن لاسلباً ولا ايجاباً ، ولكنها أعلنت عن نفسها بأنها تستهدف التمدد الايراني بالمنطقة وتقليم أظافر الصفوي الذي امتد خطره وأصبح هاجساً لدول المنطقة ، وبلا انذار ومن غير توقع رأينا انطلاقة تلك العاصفة التي كنّا نأملها أن تكون على نظام الاجرام الأسدي والأدوات الصفوية التي تقتل بشعبنا السوري ليل نهار ، ولو انها وصلت في موعدها لما وصلنا الى الحالة التي عليها في المنطقة الآن ، ولما تعرضنا الى كل تلك الخسائر الفادحة بالأرواح والمعدات وكل هذا التدمير الواسع الذي حصل في المنطقة ، ولمضى برنامج الحوار الوطني في اليمن الى أهدافه ، ولكنها جاءت.. وكما يقولون أن تأتي متأخرة خير من أن لاتأتي ، وهذا بالطبع اسقطه على الحالة السورية كأولوية يجب الاهتمام بها ، اما عن اليمن فلقد كتبت بوستاً أُعبر فيه عن رأيي الواضح بما يجري ، وما أريد أن يكون فقلت : دعوتنا لازالت قائمة الى أهلنا في اليمن بكل أطيافهم الى ضرورة الرجوع الى مفردات الحوار وماتمّ التوقيع عليه ، وقبوله حرفياً دون تلكؤ ، وعودة الشرعية التي توافق عليها جميع اليمنيين ، والانسحاب من كافة المدن والمؤسسات لنزع فتيل الحرب التي يدفع ثمنها على الدوام هو المواطن والوطن اليمني ، والعمل على ايجاد سبل للخروج من هذه الأزمة بكل جرأة ومسؤولية ، كما ويتطلب الأمر اتخاذ خطوات متقدمة دون تأخير كخطوة استباقية أرى لامناص منها ، وليس الانسحاب فحسب لتبرد الصدور ، وتُزال الأحقاد ، وتنزع فتيل الأزمة ، والقناعة بما تمّ التوقيع عليه ، خير من الذهاب الى معركة سيكون فيها الوطن والمواطن هو الضحية ولكن ماذا بعد عاصفة الحزم في اليمن ؟ 

مابعد العاصفة وجدنا حراكاً عربياً عربياً ، وعربياً اقليمياً ودولياً ، وصمتاً مطبقاً ايرانياً بما عُرف بعملية التخلي عن الحلفاء ، مما دفع الأجير واليهم في سورية بشار الأسد الى عدم الاطمئنان واستدعاء الروس لتكثيف وجودهم على الشريط الساحلي السوري كي يكون الملاذ الآمن له ولعصاباته في نهاية المطاف كما يُخيّل الى هذا المعتوه ، بعدما رأينا تصريحات جادة تدفع بعاصفة الحزم باتجاه سورية لتحريرها من دنس الأسد ونظامه والاحتلال الايراني وأدواته ، وأيدتها دول كبرى على رأسها أمريكا التي لم ترى بداً من ذلك ، بعدما رأوا الصحوة العربية ، والقدرة على ضبط الأمور وتنفيذ المهام على أكمل وجه ، وبالتالي بالإمكان الاعتماد عليهم ، بدلاً من ان يكون البديل في شرطي المنطقة على غير العرب وهم الايرانيين ، لنلحظ أثناء ذلك تحركا ممتداً من باكستان الى المغرب العربي مروراً بالخليج العربي لتكون زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى انقرة قبل يوم واحد من زيارة الرئيس اردوغان إلى طهران للتأكيد على قوّة الحلف وتماسكه و الدور المحوري التركي وتصميمه على الحسم ، وأن هناك رؤية سعودية جديدة في المنطقة فيما يتعلق بموضوع مصر والإخوان في اتجاه تقوية الصف ، وانه لم تبقى هكذا ملفات موضع خلاف بين تركيا والسعودية ، بل انفتاح سعودي واضح على الاخوان وتطنيش النظام المصري المفتت لإرادة العرب ، وأن كلا البلدين يريدا أن يمدا يد التقارب مع بعضهما ، وكذلك ضمن سياق تبليغ الرسائل الحاسمة حول ضرورة تخلي إيران عن ركائزها في المنطقة القائمة على المذهبية والطائفية ، وإثارة المشاكل بغية التوسع وإقامة الامبراطورية الفارسية مستغلة للثغرات ، وأنّ ذلك لم يعد مسموح به البتّة ، وضرورة اعادة الأمور الى نصابها الصحيح ، وفيما إذا كان بالإمكان للجنوح للحول السياسية في سورية بدون المجرم الأسد ونظامه قبل أن تعصف بهم العاصفة التي لاقت ترحيباً واسعاً فيما لو امتدت الى سورية ، وإمكانية جنوح ايران الى العقلانية والموضوعية ، مالم فإن هناك حلفاً قد تكون سيتخذ الاجراء المناسب ، وهو قادر على لجم ايران فيما لو أرادت التحرك بعكس التيار

وقبل الزيارة وجدنا الرئيس التركي أردوغان كيف انه وضع يده على الجرح مباشرة ودون لبس ولا مواربة، بأن السياسة الإيرانية في السنوات الماضية هي سياسة طائفية مذهبيه وان الدولة الإيرانية تفكر بمنهج مذهبي وطائفي، وتثير الكثير من المشاكل في المنطقة محملاً إياها مسؤولية كل مايجري في سورية من القتل والتدمير ، مما أثار انزعاجاً ايرانياً وصدمة في أوساطهم السياسية ، مما يدل على الجدية فيما يرغب الذهاب اليه الحلف وتجاوز ايران كما تجاوزوها في عاصفة اليمن ، واستعدادهم لمواجهة تهديداتها ، وإجلاسها على يطئها ، لتتعالى بعض الأصوات في ايران كعادتهم وسياساتهم البراغماتية في تبادل الأدوار من قبل مسئولين إيرانيين عسكريين وبرلمانيين ايرانيين بإلغاء زيارة اردوغان الى طهران بسبب تلك التصريحات ، وهذه الأصوات لاغرابة فيها عندما نسمعها وهي تردد مثل الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وهم يموتون بحب أمريكا واسرائيل ، لتكون مصالحهم هي العليا ، وما حلفائهم أو أُجرائهم إلا ادوات ممكن التخلي عنهم في أي لحظة كما في اليمن دون أن نرى من إيران أي تحرك يُذكر ، او نرى الطرزان قاسم سليماني الذين صدّعوا رؤوسنا به وهو يُقيم اليوم في حفرة تحت الأرض ، او في الكهاريز أو الحفر الفنية ، فهؤلاء يعملون على سياسة غمّز يسار وامشي يمين ، يقولون بعكس مايفعلون ، وبالتالي فهم سيتخلون عن كلبهم في سورية أمام مصالحهم مع تركيا ، والحجم التجاري الذي سيبلغ 30 مليار دولار سنوياً ، او قد يرتفع أكثر ، عدا عن الخسائر التي ستمنى بها تلك الدولة الحقيرة إن أقدمت على عمل طائش ، فبالتالي لم تكن عاصفة الحزم إرادة خارجية بل هي ضرورة عربية وإسلامية في المقام الأول ، وأكرر بالخصوصية لسورية والعراق والارادة العربية.